رسالة إلى الجيش اللبناني في عيده

ميسم حمزة

أقسم بالله العظيم أن أقوم بواجبي كاملاً حفاظاً على علم بلادي وذوْداً عن وطني لبنان…

هذا هو قسم الشرف والتضحية والوفاء لمؤسسة هدفها الأول والأساس الدفاع عن أرض الوطن وحماية شعبه الذي يقف خلفه جيش آخر.

ولقد سطّر الجيش في كتاب الوطن صفحات مشرقة حين وقف سدّاً منيعاً في وجه عصابات الإرهاب والجماعات المجرمة التي دأبت على زرع بذور الفتنة والعبث بأمن اللبنانيين، وكيف لا يقوم بهذا الدور وهو موجود في كلّ منزل لبناني عبر من يرتدي، لباس العزة والكرامة للدفاع عن الوطن، في تأكيد على أنّ هذه المؤسسة هي من كلّ لبنان ولكلّ لبنان وحمايتها واجب مقدّس لا يمكن التغاضي عنه أو التساهل في ضرب كلّ من يحاول المساس بها وبهيبتها، لأنها أهمّ أركان الثالوث المقدس الشعب والجيش المقاومة، هذا الثالوث الذي يشكل قوة لبنان وكرامته.

اليوم، يحتفل لبنان بعيد الجيش، العيد الذي يعتزّ به جميع اللبنانيين، إدراكاً منهم أنّ هذه المؤسسة الوطنية هي فخر لبنان وحصنه الحصين والمؤسسة الوطنية التي تعبّر عن وحدة لبنان، لم تهزّها الانقسامات المذهبية ولا المجتمعية بقيت شامخة كأرز لبنان تواجه أعاصير الفتن وتحافظ على وحدة وتراب لبنان، تواجه أعداء الوطن وعتاة التكفير، إلا أنه، على الرغم من أهمية هذه المؤسسة هناك دائماً من يقولون ما لا يفعلون في ما خصّ دعم الجيش، وهناك من يخشى هذه المؤسسة الجامعة التي تضمّ كلّ اللبنانيين، ويقف في وجه تسليح الجيش ودعمه.

في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا كلبنانيين نعتزّ بدور المؤسسة العسكرية قيادة وضباطاً وأفراداً، ولا بدّ لنا جميعاً أن نلتفّ حولها وندعمها، ونعزِّز دورها في حياتنا الوطنية انطلاقاً من دورها الجامع وتضحياتها الجسام، وعلينا العمل على توفير كلّ الإمكانيات والقدرات والعتاد لتحصين هذه المؤسسة وإبقائها قوية وقادرة، صوناً للوطن ولوحدته المدماك الأساسي في المحافظة على الوحدة والأمن والاستقرار، وهي ركن هام من أركان الحياة الوطنية، التي تتكامل مع دور الشعب والمقاومة في المحافظة على الوحدة والاستقلال.

وفي هذه المناسبة كلبنانيين نقول لأبطال هذه المؤسسة الشريفة التي لم تنقسم وبقيت سداً منيعاً في وجه محاولات تفكيكها، نقول لهم إننا نفخر بهم لأنهم نبض الوطن وقادة غده، أقوياء من غير سلاح ولا ذخيرة في ظلّ قوى سياسية تعمل على منع تسليحهم.

نقول لهم إنهم اليوم البقية الباقية من هذا الوطن الذي لم يبقَ منه إلا التفتيت والانقسام والطائفية العمياء، وعلى الحكومة اللبنانية المسارعة إلى تقديم كلّ أشكال الدعم المادي والمعنوي، والسياسي للجيش اللبناني، ليتمكّن من أداء دوره المطلوب على أكمل وجه.

وختاماً… في عيدك أيها الجيش الوطني الباسل لك منا عهد ووعد بأن نصون إنجازاتك ونصونك لنحفظ الوطن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى