بذريعة تقارير «إسرائيلية»… عباس يكشف عن خطة لقلب نظام الحكم!
اتخذ رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس على هامش وعده بمفاجأة غير تقليدية لحل القضية الفلسطينية إجراءات أمنية، استهدفت خصوماً سياسيين في حركة فتح وخارجها، بذريعة تقارير «إسرائيلية» أمنية، تتحدث عن «انقلاب محتمل» على سلطة عباس.
وبحسب صحيفة «العرب اليوم» الأردنية في تقرير نشرته أمس، فالمتهمون اليوم قائمة عريضة من خصوم عباس، لكن أبرزهم رئيس وزرائه الأسبق سلام فياض، والقيادي في حركة فتح محمد دحلان وآخرون.
الخلاف مع دحلان معروف وسابق، لكن وجود فياض ضمن قائمة متهمة بالتخطيط للانقلاب كان مفاجئاً للأوساط الفلسطينية السياسية، خصوصاً أن الأخير كان قد انتقد أداء السلطة وعدم جديتها في محاربة الفساد، في اجتماعات مع ممثلين لدول أوروبية ومانحة.
ونقلت تقارير فلسطينية محلية عن مصدر في القيادة الفلسطينية القول بأن «إسرائيل» كشفت للسلطة عن مخطط لمؤامرة جديدة على الرئيس، بقيادة أعضاء من اللجنة المركزية وسلام فياض من خارج حركة فتح.
وتتحدث المعلومات في جانبها «الإسرائيلي» عن تهمة «قلب نظام الحكم»، واللافت أن بين المتهمين الذين لم يكشف النقاب عنهم أعضاء في تنفيذية المنظمة ومركزية الحركة.
ويبدو أن مصدر الخبر الذي انشغلت فيه الأجهزة السياسية للسلطة مقرب من الوزير المكلف بالتنسيق مع «إسرائيل» حسين الشيخ، إذ قام الأخير بنقلها إلى عباس خلال الأيام الماضية، وعلى إثر تلك المعلومات أصدر رئيس السلطة الفلسطيني أمراً للأجهزة الأمنية الفلسطينية بوضع جميع من وردت أسماؤهم تحت مراقبة أمنية دائمة، والشروع في الكشف عن حساباتهم وملفاتهم المالية واتصالاتهم الهاتفية ووسائل اتصالاتهم الالكترونية.
ويجرى الأمن الوقائي الفلسطيني تحقيقات ضد جمعية «فلسطين الغد للتنمية المجتمعية» التي يترأسها رئيس الحكومة الفلسطينية السابق سلام فياض في خطوة تبدو أنها تأتي في إطار ملاحقة سياسية.
ونقلت صحيفة «هآرتس» أمس عن دبلوماسيين غربيين اطلعوا على مجرى التحقيق ضد الجمعية قولهم إن التحقيق جاء بمبادرة مسؤولين في السلطة الفلسطينية، وتم بمعرفة ومصادقة عباس. وقال الدبلوماسيون الغربيون إنه «لا شك في أن كل هذه الخطوة جاءت بأوامر عليا. وأمور كهذه لا تحدث بشكل عفوي».
ومن المرجح أن تشمل قائمة الرقابة مدير الاستخبارات الأسبق توفيق الطيراوي، وعضو التنفيذية ياسر عبد ربه، مؤكداً أن هذه المجموعة قد تكون في تنسيق ومتابعة حثيثة مع مروان البرغوثي القيادي الفلسطيني الأسير لدى «إسرائيل» منذ 12 عاماً.
يذكر أن «إسرائيل» كانت قد أعلنت قبل بضعة أسابيع عن اكتشاف مؤامرة أخرى تعدها حركة حماس لقلب نظام حكم الرئيس الفلسطيني.
وقد قام رئيس جهاز الشاباك شخصياً بإبلاغ عباس قبل نحو أسبوعين بتفاصيل الاعتقالات والتحقيقات التي طاولت نحو 93 من أعضاء وكوادر حركة حماس، وهو ما نفته قيادة حركة حماس بصورة قاطعة.