ألمانيا: العلاقات مع تركيا تسير على أرض وعرة
قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إنّ تركيا ستضطر للتراجع عن اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي بشأن المهاجرين، إذا لم يمنح الاتحاد المواطنين الأتراك حق السفر إليه دون تأشيرة.
وقال جاويش أوغلو في مقابلة مع صحيفة «فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ» الألمانية اليومية، إنّ الاتفاق بشأن وقف تدفق اللاجئين كان فعالاً بسبب «إجراءات مهمة للغاية» اتخذتها أنقرة، مضيفاً «لكن كل ذلك يعتمد على إلغاء شرط التأشيرة لمواطنينا الذي هو أحد بنود اتفاق 18 آذار».
وقال «إذا لم يتبع ذلك الإلغاء للتأشيرة سنضطر للتراجع عن الاتفاق.. عن اتفاق 18 آذار»، مضيفاً أنّ الحكومة التركية بانتظار تحديد موعد دقيق لإلغاء شرط التأشيرة. وأردف «ربما يكون ذلك في أوائل تشرين الأول أو منتصفه – لكننا بانتظار موعد محدد».
وتعرض تطبيق بند السماح بدخول الأتراك إلى دول الاتحاد دون تأشيرة للتأجيل أكثر من مرة، بسبب خلاف بشأن تشريع تركي لمكافحة الإرهاب، وحملة أنقرة ضد المعارضين في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة.
في غضون ذلك، قال غونتر أوتينغر مفوض الاتحاد الأوروبي إنه لا يعتقد بأنّ الاتحاد سيمنح الأتراك حق السفر دون تأشيرة هذا العام، بسبب حملة أنقرة التي تلت المحاولة الانقلابية.
من جهته، أكّد زيجمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية، إنّ ألمانيا والاتحاد الأوروبي يجب ألا يرضخان لابتزاز تركيا في محادثات بشأن إلغاء تأشيرات دخول الأتراك للاتحاد. وقال «الأمر يرجع لتركيا فيما إذا كان سيجري إلغاء تأشيرات الدخول… يتعين ألا ترضخ ألمانيا والاتحاد الأوروبي تحت أي ظرف للابتزاز».
ورحب جابرييل كذلك بقرار المحكمة العليا الألمانية، منع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من مخاطبة حشد في كولونيا عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة الأحد.
وفي السياق، أشار المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتن شيفر، أمس، إنّ العلاقات بين ألمانيا وتركيا تسير على أرض وعرة لكن التجارب في الماضي تظهر أنّ هذا يمكن تجاوزه. وقال «مررنا في السابق بمراحل كانت وعرة ومراحل كانت الأمور تسير فيها بسلالة مذهلة. الآن نحن في مرحلة وعرة إلى حد ما».
وتابع قوله «ولكني أعتقد أنّ العلاقات بين ألمانيا وتركيا وثيقة وعميقة… لدرجة أنني واثق بشكل كبير من أننا سنتمكن مرة أخرى من تجاوز هذه المرحلة الصعبة في العلاقات الثنائية مع تركيا».
شيفر، أشار أنّ قرار وزارة الخارجية التركية استدعاء القائم بأعمال السفارة الألمانية، هو تحرك طبيعي للغاية في العلاقات الدبلوماسية بين الدول. وقال «لا يوجد شيء غير طبيعي» مضيفاً أنّ السفير الألماني في إجازة. «لا أعتقد أنّ الأمر كان يهدف لأن يكون توبيخاً».
واستدعت الخارجية التركية القائم بأعمال السفارة، بعد أن منعت السلطات الألمانية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من إلقاء كلمة عبر رابط فيديو أمام تجمع مناهض للانقلاب في مدينة كولونيا الألمانية.
وقد قضت المحكمة الدستورية في ألمانيا بناء على توصيات الشرطة بمنع ظهور أردوغان عبر الجسر التلفزيوني، بسبب مخاوف أمنية، ما أثار غضب أنقرة حيث أكّد الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن أنّ هذا المنع «غير مقبول»، واعتبر أنّ «محاولة منع تجمع جماهيري يدافع عن الديمقراطية والحرية والقانون ضد المحاولة الانقلابية، عوضاً عن تشجيعه، تعد مخالفة لمبادئ الديمقراطية وحرية التعبير والتجمع».
وذكرت وكالة أنباء «الأناضول»، أنّ أكثر من 80 ألف تركي وأوروبي شاركوا يوم الأحد الماضي، في وقفة بمدينة كولونيا، غرب ألمانيا، تنديداً بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف تموز الماضي.
إلى ذلك، اعتقلت القوات الخاصة التركية 11 جندياً هارباً من قوات الكوماندوس، ممن شاركوا في محاولة اعتقال إردوغان في أثناء محاولة الانقلاب.
وذكرت وكالة أنباء «الأناضول»، أنّ مواطنين في قرية «شيرين كوي» ببلدة «أولا» التابعة لولاية موغلا، أبلغوا مساء الأحد السلطات برؤيتهم عدداً من الجنود الهاربين، وعلى إثرها أرسلت السلطات فرقة من الوحدات الخاصة في الدرك إلى المنطقة المذكورة، وقبضت على 9 منهم في عملية أمنية، وواصلت بحثها عن جنديين آخرين.
وتمكنت القوات التركية، أمس، من القبض على الإثنين الآخرين من الجنود، الذين اقتحموا الفندق الذي كان يقيم فيه أردوغان بعيد مغادرته العاجلة له، ليصل عدد المقبوض عليهم خلال العملية الأمنية إلى 11 جندياً.
وجاء اعتقال هؤلاء الجنود بعد أن سرّحت تركيا نحو 1400 فرد من قواتها المسلحة، وضمت مؤخراً وزراء بالحكومة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، في إجراءات لإحكام السيطرة على الجيش بعد محاولة الانقلاب.
وذكرت «الأناضول»، أنّ الجنود الهاربين اشتبكوا مع القوات الخاصة، قبل تسليم أنفسهم، ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.
وأفاد المصدر ذاته، أنّ عدد الذين شاركوا في محاولة اعتقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان 37 جندياً في المجمل، تمّ اعتقال 25 منهم في وقت سابق، وبذلك يصل عدد الجنود الذين تم القبض عليهم إلى 36 ، فيما لا يزال عنصر واحد فارا.
وفي شأن متصل، قال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي، أمس، إنّ بلاده تهدف لمنع استخدام القوات المسلحة مرة أخرى في تنفيذ انقلاب، بعد أن أعلنت الحكومة عن تغييرات شاملة في هيكل الجيش خلال مطلع الأسبوع.