الحسنية: منخرطون في المعركة ضدّ الإرهاب لكسر مشروع حماية أمن «إسرائيل» البرازي: الإرهابيون على اختلاف تسمياتهم هم عصابات هاغانا جدد يمارسون القتل والإجرام بحقّ شعبنا سمعان: باقون هنا نهيّئ لولادة الإنسان الجديد ونبني ما تخرّب من بنيان ونفوس
أقامت منفذية حمص في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً حاشداً على المدرج الكبير في المركز الثقافي في حمص، تكريماً لشهداء الحزب في نطاق المنفذية، الذين استشهدوا في الفترة بين تموز 2015 وتموز 2016.
حضر الاحتفال إلى جانب عوائل الشهداء، عميد الإذاعة والإعلام وائل الحسنية، منفذ عام حمص العميد نهاد سمعان، منفذ عام العاصي علي عواد، رئيسة مؤسّسة رعاية أسَر الشهداء والجرحى وذوي الاحتياجات الخاصة نهلا رياشي، أعضاء هيئة منفذية حمص، عدد من مسؤولي الوحدات، مديرة فرع حمص مؤسسة رعاية أسَر الشهداء، وحشد كبير من القوميين والمواطنين.
كما حضر الاحتفال محافظ حمص طلال البرازي، قائد الشرطة اللواء خالد هلال، ممثل أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي مغيث ابراهيم، وعدد من الضباط ممثلي قيادة موقع المنطقة الوسطى، وممثل رئيس فرع الأمن العسكري، مدير ثقافة حمص، مطران حمص للروم الأرثوذكس جاورجيوس أبو زخم، مطران السريان الكاثوليك المطران فيليب بركات، ممثل مدير الأوقاف الشيخ أحمد الجدي، رئيس طائفة الإنجيليين المشيخيين القسيس مفيد قرة جيليي، ممثل طائفة السريان الأرثوذكس الأب أنطون جرادة، الأب زهري خزعل، الأرشمندريت الياس عبدوكا، الأب جورج مسوح، الأب سعيد مسوح، والأب ميشيل نعمان، رئيس دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين، رئيس غرفة التجارة عبد الناصر الشيخ فتوح، ابراهيم الأتاسي، طوني داود، المهندس طريف الأخرس، مدير غرفة الصناعة سالم اللوش، نقيب المهندسين في حمص ممثلاً بالمهندس أسعد شهلا، ممثلون عن حركة الجهاد الاسلامي، حركة فتح ـ «الانتفاضة»، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ «القيادة العامة»، رؤساء فروع أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، المهندس عامر سباعي، بديع شماس، نقيب أطباء الأسنان، وعدد كبير من الفاعليات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
بدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت تحية للشهداء، وتولّت التعريف مديرة مديرية الطلبة الجامعيين الدكتورة ديالا بركات. وتخلّل الاحتفال عرض فيلم وثائقيّ عن شهداء الحزب والشهداء المكرّمين، وفقرة قدّمها أشبال مديريات منفذية حمص وزهراتها.
منفذ عام حص
وألقى منفذ عام حمص في الحزب السوري القومي الاجتماعي العميد نهاد سمعان كلمة رحّب فيها بالحضور وتحدّث عن جرائم المجموعات الإرهابية وقتل الآمنين وترويعهم، لافتاً إلى أنّ الصورة اتضحت جلياً، وأن هناك مؤامرة بحق تستهدف بلدنا. فالمجموعات الإرهابية، ومنذ بداية الأحداث عملت بمنهجية مدروسة وتنسيق دقيق وبوسائط إعلامية عدّة، بهدف تدمير البلد وإضعاف الدولة وتشتيت قوّتها.
وقال: المجموعات الإرهابية اغتالت منفذ عام حزبنا في إدلب، واغتالت الأمين عبد المنعم قويس في دمشق، واغتالت وقتلت العشرات من القوميين الاجتماعيين، ما أكد أن الحرب الإرهابية التي تشنّ على سورية، تستهدف السوريين كلّهم، وأن المجموعات الإرهابية هي صنيعة العدو اليهودي والقوى الاستعمارية، لذلك وجدنا أنفسنا في قلب المعركة دفاعاً عن أرضنا وشعبنا في مواجهة الإرهاب.
وبعدما استعرض سمعان مسيرة شهداء الحزب قال: من هذا السرد لمسيرتنا ودرب استشهاد أبطالنا وآلامهم، أردت القول إنه يجب ألا يتسرّب اليأس إلى القلوب والنفوس… فالمِحن لا تُضعف الأحياء بل تقوّيهم، ونحن اليوم معكم وبكم أقوى من أيّ وقت مضى ونزداد قوّة وخبرة، وسنصمد وننتصر على هذا التنين الذي يحاول القضاء علينا وعلى قيمنا وأخلاقنا ووجودنا، ولن نسمح لأحد أن يفصلنا عن جذورنا ويبعدنا عن أرضنا، هذه الأرض التي أنجبت عظماء أغنوا البشرية بابتكاراتهم وعلمهم وأدبهم.
وختم سمعان كلمته بالقول: وللذين يريدون اقتلاعنا من جذورنا نقول إننا هنا باقون، نهيّئ لولادة الإنسان الجديد، ونبني ما تخرّب من بنيان ونفوس، نبنيه كما قال الرئيس بشار الأسد سوا… وسوا مع كلّ المخلصين من القوى الخيرة العلمانية الصادقة… سوا سنبقى… سوا سنبني… سوا سننتصر.
محافظ حمص
وألقى محافظ حمص طلال البرازي كلمة تحدّث فيها عن معنى الشهادة وعن الشهداء وضرورة بلوغ الهدف الذي من أجله استشهدوا.
وقال البرازي: نحن مؤمنون بأن سورية ستنتصر، ولولا هذا الايمان لما قدّم الشعب نفسه فداءً لأجل سورية. لافتاً إلى أن توجيهات الرئيس بشار الأسد تتمثل بالحفاظ على النسيج الوطني الاجتماعي في حمص وكل سورية، في مواجهة الإرهاب المتمثل بقطعان «داعش» و«النصرة» وغيرهما، وهو إرهاب يستهدف سورية أرضاً وشعباً خدمة للصهيونية.
وأضاف: إن هذا النسيج الوطني الاجتماعي هو الضامن الحقيقي لوحدة الشعب وقوّته ومستقبله، لذلك يجب أن نعمل جميعاً من أجل وحدة الأمة وصوناً لتاريخنا وحضارتنا وإنسانيتنا.
وقال: الشهداء ليسوا شهداء سورية ولبنان وفلسطين، وليسوا شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي أو القوى الرديفة، وليسوا شهداء الجيش العربي السوري أو قوى الأمن الداخلي فقط، هؤلاء الشهداء يستشهدون دفاعاً عن هذه الأمة ويحاربون أعداء الأمة والإنسانية، إنهم شهداء الأمة، شهداء الحق، شهداء الدفاع عن الإنسان والإنسانية.
ووصف البرازي الإرهابيين على اختلاف تسمياتهم الإرهابية، بأنهم عصابات هاغانا جدد يمارسون القتل والإجرام، وأن صمودنا في وجه هذا الإرهاب والقضاء عليه عنوان كبير يستحق تقدير المجتمع الانساني كله، لأن هؤلاء الوحوش أعداء الإنسان في كل مكان.
وأشار البرازي إلى أن القائد التاريخي الرئيس الراحل حافظ الأسد وجواباً على من قالوا إن الجولان على حدود سورية، أكد أن الجولان في وسط سورية، وهذا قول يعني الكثير، وعندما تحدثوا عن فلسطين، قال سورية لفلسطين بقدر ما فلسطين لسورية.
وشدّد البرازي أن فلسطين هي بوصلة نضالنا، هنا في حمص، وفي درعا وفي لبنان وفي فلسطين، وهذا ما يربك عدوّنا ويجعله يحيك المؤامرات ضدّنا، لكن مهما تعاظمت المؤامرات لن نتراجع عن قضيتنا، وسنستمر في النضال حتى تتحقق وحدة الأمة، ويزول الاحتلال «الإسرائيلي».
وأكد أن المجموعات الإرهابية ستتبدّد، وكما تحقّق النصر في مدينة حمص، واستعادت عافيتها وتشهد مخططاً تنظيمياً يحافظ على جمالها وتاريخها وحضارتها، وهو مخطط تنظيمي يشمل الحصن والقصير والقريتين وتدمر، سنحقق النصر في المناطق السورية كلّها، وها هو الجيش السوري يزحف بقوّة وإرادة مدعوماً بالقوات الرديفة، لتحرير السخنة ودير الزور وحلب والرقة وها هي المساحة التي تتحرّر ويعود فيها أمان، تعود تدريجياً إلى حالة من التعافي، وهذا ما يستدعي الحرص الشديد على أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة إعادة إعمار وإعادة بناء.
وكرّر البرازي ما قاله الرئيس بشار الأسد: ستبقى موسيقانا أقوى من رصاصهم وستبقى ثقافتنا أقوى من إرهابهم، وبالتالي سننتصر بالثقافة والإرادة والموسيقى والقوة، وبالفن والحضارة والعلم، وعندما تستدعي الحاجة، فها هو جيشنا الباسل الجيش العربي السوري جاهز ومعه كل أبناء الشعب، نسير معاً من أجل أن تبقى سورية.
وختم قائلاً: يجب أن نعمل جميعاً وبحرص وقوة لحفظ نسيجنا الوطني، فالنسيج الوطني الاجتماعي هو الحاجة الأساسية لتعزيز المناعة والقوة، وبقدر ما نتحدث عن سوريانا، بقدر ما نستطيع أن نعيد بناء سورية ونحميها وننتصر بقوّة وبأسرع وقت ممكن.
كلمة المركز
وألقى عميد الإذاعة والإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية كلمة مركز الحزب. وحيا في مستهلّها الشهداء الذين يمثّلون طليعة انتصاراتنا الكبرى ، كما حيّا أهالي الشهداء الذين قدّموا فلذات أكبادهم دفاعاً عن أرض الوطن ومن أجل عزّة الأمة وكرامتها.
وقال الحسنية: نحن أبناء مدرسة نضالية مقاومة، وأبناء نهضة قومية تؤمن بقيم الحق والخير والجمال، وميادين الصراع تشهد لنا، أننا لسنا بمتنازلين عن حقنا، مهما تعاظم الخطر وكبرت التحدّيات واستفحلت المؤامرات، فنحن أصحاب حق، ندافع عن حقنا، نستشهد على طريق الحق، لنعبّد طريق الحياة، حياة أمتنا وكرامة شعبنا وعزّته.
وتابع الحسنية: الشهادة من أجل قضية تساوي الوجود، هي خيار يعبّر عن عظمة النفوس الأبية، ونحن نرى في شهدائنا، منارات تضيء لنا الطريق لبلوغ غايتنا، كيف لا، وأنطون سعاده، مؤسّس حزبنا وباعث نهضتنا، حصّن حزبه بالشهادة، بدمه الذي صاغ أبجدية الصراع، فاستحالت مقاومة ضدّ العدو اليهودي ورعاته الاستعماريين وأدواته المجرمين.
وأردف الحسنية قائلاً: المؤامرة التي تستهدف الشام، هي امتداد للمؤامرات التي استهدفت وحدة بلادنا، هي امتداد لمؤامرة اغتيال سعاده، التي نفّذها النظام الطائفي في لبنان، بإيعاز صهيوني ـ استعماري، وبتواطؤ مكشوف من بعض المسؤولين العرب، الذين تلقّوا أمر العمليات باغتيال سعاده من الإرهابي الصهيوني موشي شاريت، الذي جاء إلى هذه الأرض قبل ستة عقود ونيّف ليضع مع الخونة والمتآمرين خطّة قتل سعاده. واليوم يتم الإتيان بكلّ وحوش الإرهاب، لينفّذوا جرائمهم الوحشية على هذه الأرض.
وأشار الحسنية إلى أن مؤامرة اغتيال سعاده حصلت لأنه دعا إلى وحدة الأمة وإلى صون سيادتها وتثبيت حقها وحقيقتها، ولأنه أعلن سقوط الولايات المتحدة من عالم الإنسانية، ولأنه حذّر من الخطر الصهيوني والتركي والوهابي، ولأنه رفض المساومة على الحق، ودعا إلى استخدام ثروات الأمة سلاحاً في وجه العدو الصهيوني وقوى الاستعمار.
وأن المؤامرة التي تستهدف سورية منذ خمس سنوات، وتترجم بحرب تدميرية تستهدف البشر والحجر، لأن سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد، رفضت المساومة على الحق، ورفعت راية فلسطين، واعتبرت التحرير أولية نضالية، فحضنت مقاومتها ودعمتها، مثلما حضنت المقاومة في لبنان ودعمتها ضدّ العدو اليهودي.
وأضاف: إن استهداف سورية وشنّ حرب كونية إرهابية ضدّها، هدفهما كسر إرادة الصمود والمقاومة التي تشكل دمشق حصنها المنيع، لكن صمود سورية قائداً وقيادة وجيشاً وأحزاباً وشعباً أسقط أهداف المؤامرة، وبدماء الشهداء ارتسم طريق النصر، وها نحن نتجه من نصر إلى نصر، حتى القضاء على الإرهاب وإسقاط مشاريع صانعيه وداعميه ومموّليه.
وشدّد الحسنية على أن كلّ سياق الحرب ضدّ الشام، يؤكد أن المجموعات الإرهابية المتعدّدة الأسماء، تمثّل الوجه الآخر للصهيونية، لا بل هي صنيعة العدو الصهيوني، وهذا تؤكده الوقائع المعلنة، وكلّنا نتذكر بدايات المؤامرة والأصوات التي ارتفعت تجاهر بالتطبيع مع العدو، وبقبول الدعم والمؤازرة من من قادة العدو. وهذا ما يترجمه بعض العرب الذين يدعمون المجموعات الإرهابية، من خلال شروعهم في التطبيع العلني مع العدو الصهيوني، ما يؤكد تآمرهم على فلسطين وعلى الشام وعلى الأمة كلها.
وأعلن الحسنية أن قرار الحزب السوري القومي الاجتماعي حازم وحاسم في الانخراط في المعركة ضدّ الإرهاب، وكسر مشروع حماية أمن «اسرائيل»، فحزبنا يعتبر هذه المعركة مصيرية وجودية، ولن يتراجع عن قراره مهما قدّم من تضحيات وشهداء لإسقاط مخطّطات التفتيت والتقسيم وصوناً لوحدة سورية.
وختم الحسنية موجّهاً التحية إلى شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي وشهداء الجيش والمقاومة، ومؤكداً إصرار الحزب على مواصلة نهجه النضالي المقاوم.
بعد الكلمات، وزّع الحسنية وسمعان ورياشي والبرازي وهلال وأبو زخم وبركات والجدي، «أوسمة الوفاء» الممنوحة للشهداء بمرسوم من رئيس الحزب النائب أسعد حردان لأسَر الشهداء الأبطال: خليل جروس، أنس الأحمد، عبد الوهاب الزعبي، عزّ الدين مندو، محمد تامر رسلان، وليد الخوري، فواز الشيخ، عمار الحسن، أندرية كرمة، وحسان غربال.
كما سلّم المنفذ العام العميد نهاد سمعان «وسام الصداقة» لسيف عمر الفرا.