علامة: الساحل أمانة في أعناقنا وسمير دبوق ابن النادي وعرّابه

منذ إعلان رئيس نادي شباب الساحل سمير دبوق عن عدم ترشّحه لانتخابات الهيئة الإدارية الجديدة للنادي، التي كانت مقرّرة في الأسبوع الأوّل من شهر تموز 2016، ودائرة المخاوف على مصير النادي آخذة بالاتساع، نظراً للدور الكبير الذي لعبه الرجل خلال السنوات الأخيرة في إبقاء الراية الزرقاء خفّاقة بالإنجازات، وإلى جانب دبوق وقبله في هذا السياق، مرّت أسماء واندفع مموّلون من أبناء ساحل المتن الجنوبي، فكانوا يواجهون المراحل الصعبة بإمكاناتهم وعلاقاتهم وتضحياتهم ليبقى الساحل تحت الأضواء، فادي علامة ومحمد سليم وماهر سليم ورياض كنج وغيرهم كثيرون، ومن بين هذه الأسماء يبرز بقوّة اسم الأستاذ جلال علامة، عرّاب النادي وأمين سرّه العام منذ عقود، ومؤخّراً أطلق علامة جملة من الملاحظات والتصريحات التي انعكست على قرار دبوق مزيداً من الإصرار لترك الساحة الساحليّة، تصوّر البعض أنّ انقساماً قد وقع بين علامة ودبوق بناءً على ما أعلنه الأخير في بيانه الوداعيّ. إزاء هذا الواقع الساحلي المرير استفسرت من الأستاذ عن آخر التطوّرات، وسألته عن علاقته مع دبوق … وماذا بعد؟ فردّ بهدوئه المعهود: «ربما وصلت رسالتي إلى العزيز سمير دبوق بطريقة مغلوطة! وربما نجح البعض ـ مشيراً إلى أسماء بعض الإعلاميين ـ في التأثير السلبي على قناعاته وهو الذي أعتبره من أبناء النادي الأوفياء ولا أحد ينكر أفضاله عليه … ولا أبالغ فيما لو وصفته بالعرّاب الفعلي للنادي في الفترة الأخيرة».

عندما يعترف جلال علامة بدور سمير دبوق ويُلبسه ثوب «العرّاب»، يتأكّد للعارفين بخبايا الأمور بأنّ أحداً يسعى لتوتير العلاقة الطيّبة التي تربط بين «الأستاذ الغيور» و»طيّب القلب»، ثمّ أضاف علامة موضحاً: «الاختلاف في مقاربة الأمور ووجود عدّة آراء في التعاطي الإداري مع النادي يجب أن لا يُفهم بأنّ هناك كراهية أو عداوة، بل غيرة ومحبة وإخلاص للنادي الذي يجمعنا، فعندما أسأل عن الراتب الكبير الذي يتقاضاه فلان أو علاّن ـ مدرّباً كان أم لاعباً ـ يجب أن يُفهم هذا التساؤل حرصاً منّي على مال النادي بشكل عام، ومال السيد سمير بشكل خاص. لكن للأسف، يطيب للبعض أن يفسّر ملاحظاتي على محمل سيّئ، فيما الأخلاق والعادات التي تربّينا عليها تدعونا لنأخذ الآخرين على المحمل الحسن»، يأخذ علامة نفساً عميقاً ليضيف معترفاً: «هل سمع أحد في الإعلام وفي الوسط الكروي عن تقديمي لاستقالتي قبل انتهاء الموسم بشهر، يومها تقدّمت بها طالباً عدم الإعلان عنها حرصاً منّي على مسيرة النادي، ولا شكّ أنّ وراء ذلك دوافع واعتبارات خاصة وعامة تخصّ النادي وطريقة إدارته، ومع انتهاء الدوري ارتأى السيد سمير بأن يحذو حذوي ولسان حاله يؤكّد «إيد وحدة ما بتزقّف» وأنا أوافقه الرأي … قلتها مراراً بأنّ سمير دبوق تكفّل بمعظم موازنة المواسم الأربعة الماضية، ودفع زيادة عن اللزوم، ولطالما أبديت ملاحظاتي الهادفة إلى رفع مستوى التنسيق لكي لا نقع بأيّة هفوة، فتغييب الآخرين وإنكار دورهم ليس من شِيَم القادة المسؤولين، إلّا أنّ رمي الفتن وتصوير المسائل على غير صورتها من قِبَل بعض المفتنين انعكس لاحقاً قرارات وتصريحات لا تصبّ في مصلحة الفريق، لا بل أثّرت سلباً في نفوس أبنائه. على أيّ حال، يبقى سمير دبوق كأحد أولادي، ومهما حصل من اختلاف في الآراء بيننا فالودّ محفور في القلوب حفراً». ولما سألت الأستاذ جلال عن هويّة «المنقذ»، الذي أشار إليه البعض في تغريداتهم الإعلامية، قال: «لم أصرّح لأحد عن وجود منقذ، وهذا الكلام مرفوض ومردود، لأنّ المنقذ الحقيقي لنادي شباب الساحل هو تعاوننا مع بعضنا، وتلاقينا على المصلحة العامة، واندفاع جمهورنا في خدمة النادي الذي يجمعنا على الخير والمحبة والوفاء».

وعن رؤيته للمشهد الإداري للنّادي المهدّد بالزوال، أوضح «أبو يوسف»: «في هذا السياق، قام الأستاذ فادي علامة بمبادرة، حيث دعا 40 شخصيّة من فعاليّات ساحل المتن الجنوبي، وللأسف لم يحضر سوى 7، وكرّر الدعوة ثانيةً فحضر 6. كلّ ما أقوم به حالياً بالتنسيق مع بعض الغيارى هو أن لا نترك النادي في مهبّ الريح، فالنادي ليس ملكاً لسمير دبوق ولا لفادي علامة ولا لجلال علامة، مسؤوليّة بقائه سفيراً كرويّاً فوق العادة للضاحية على عاتق جميع أبناء الضاحية وأعضاء الجمعية العموميّة». وفي ختام كلامه، لفتَ علامة إلى المبادرة المشكورة التي قام بها رئيس نادي العهد السيد تميم سليمان، في سياق سعيه الدؤوب للم شمل النادي، ثمّ قال: «لا يوجد لديّ أيّ ضغينة أو كراهية اتجاه أحد، وخصوصاً أخي سمير … واسألوا السيد تميم عن مدى تجاوبي معه في هذا الاتجاه». وحول انطلاق التمارين بقيادة محمود علامة، أعرب الأستاذ جلال عن ارتياحه لهذه الخطوة، آملاً أن تتكسّر الأمواج العاتية على شاطئ «الساحل» الذي كان وسيبقى قويّاً بترابط أبنائه وعائلته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى