المطارنة الموارنة: المَخرج الحقيقي من الأزمة انتخاب رئيس يُعيد تكوين السلطة
اعتبر المطارنة الموارنة أنّ المخرج الحقيقي من الأزمة هو بالالتزام بالدستور وانتخاب رئيس قادر على إعادة تكوين السلطة على أُسُس متينة وإقرار قانون انتخاب يؤمّن تمثيلاً صحيحاً وتمنّوا نجاح الحوار وحيّوا جهود الجيش في مكافحة الإرهاب.
جاء ذلك في بيان للمطارنة بعد اجتماعهم الشهري أمس في الكرسي البطريركي في الديمان، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، وتدارسوا شؤوناً كنسيّة ووطنيّة.
وبعد أن أطلع الراعي المجتمعين على زيارته الراعويّة للولايات المتحدة الأميركيّة وزيارته بلدة القاع البقاعيّة، جدّد المطارنة «استنكارهم الهجوم الإرهابي على هذه البلدة، الذي أوقع فيها خمسة شهداء وعدداً من الجرحى، وأظهر دقّة الأوضاع وهشاشتها في المناطق الحدوديّة. وهم إذ يسألون الرحمة لنفوس الشهداء، والعزاء الإلهي لعائلاتهم، والشفاء العاجل للجرحى، ويشيدون بشجاعة الأهالي وصمودهم ووحدتهم في مواجهة الأخطار، ويثمّنون ما يقوم به الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة، يهيبون بالدولة اللبنانية أن تولي هذه البلدة والمنطقة عناية خاصة، وأن تتّخذ كل التدابير اللازمة لحماية أمن الأهالي وصيانة حقوقهم، ومنع التعدّيات عليهم، أيّاً يكن نوعها ومصدرها».
وأدانوا «الأحداث الإرهابيّة وكل أعمال العنف التي تجري في البلدان العربية ولا سيّما في سورية، وخصوصاً في مدينة حلب في الأيام الأخيرة، كما في العراق وفلسطين واليمن وغيرها» سائلين الله «أن ينير عقول المسؤولين كي يعملوا على وضع حدٍّ لهذه الحروب العبثيّة، وعلى نشر السلام في هذه المنطقة».
كما استنكروا «الأعمال الإرهابيّة التي حصلت مؤخّراً في مدينة ميونيخ الألمانية ومدينتي نيس وروان الفرنسيّتين وأوقعت عشرات الضحايا، ولا سيّما الأب جاك هامل الذي ذُبح فيما كان يحتفل بالذبيحة الإلهيّة»، وإذ أعربوا عن تعازيهم الحارّة للشعبين الألماني والفرنسي، ضمّوا «أصواتهم إلى أصوات إخوانهم مطارنة فرنسا في التعبير عن رفض الإرهاب بكل أشكاله، والعمل على مكافحته ومواجهته بالتعاضد والوحدة الوطنيّة».
وجدّد المجتمعون تهانيهم للجيش اللبناني، قادة وضبّاطاً ورتباء وأفراداً، في عيده السنوي الحادي والسبعين، وحيّوا الجهود التي تبذلها المؤسسة العسكرية وسائر القوى الأمنيّة في مكافحة الإرهاب، والعمل على ضبط الحدود وحفظ الأمن في كل ربوع الوطن، مؤكّدين ضرورة تأمين كل الدعم لهذه المؤسَّسة على الصُّعد كافة. كما حيّوا صمود اللبنانيّين ووعيهم الوطني، وتمسّكهم بسلطة الدولة كملاذ وحيد يقي لبنان من العابثين بأمنه واستقراره.
وذكر البيان أنّ «ما يهدّد البلاد من مخاطر خارجيّة وداخليّة، يُشعر الآباء بقلق شديد اتجاه المراوحة السياسيّة، والتعثّر الذي بات يشلّ المؤسّسات الدستوريّة، ويُنذر بدخول الوطن في أزمة مفتوحة تهدّد النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالسقوط المريع. ويزيد من هذا القلق انتشار الفساد الذي ينخر مفاصل المؤسّسات الرسميّة وباتَ يدخل شيئاً فشيئاً في ذهنيّة المواطنين، ترافقه أخبار الفضائح التي تنتشر بشكل يشوِّه صورة لبنان في الخارج، ويقوِّض ثقة اللبنانيّين بدولتهم، وخصوصاً بسبب عجز الطبقة السياسيّة عن إيجاد أيّ حل».
أضاف: «على رغم ذلك، يتمنّى الآباء النجاح لهيئة الحوار المنعقدة حاليّاً، ويؤكّدون من جديد أنّ المَخرج الحقيقي من هذه الأزمة يبدأ بالالتزام بالدستور، الذي هو الضامن الوحيد للانتظام السياسي، والإقدام على انتخاب رئيس للجمهوريّة قادر على إعادة تكوين السلطة على أُسُس دستوريّة وميثاقيّة وأخلاقيّة متينة، بدءاً بإقرار قانون جديد للانتخاب يؤمّن تمثيلاً عادلاً وصحيحاً لكل الأطياف اللبنانيّة، وإجراء انتخابات نيابيّة نزيهة … تلي ذلك خطوات جريئة في الإصلاحَين القضائي والإداري، تعتمد الكفاءة والأخلاق العالية، وقاعدة المشاركة المتوازنة بعيداً عن التدخّلات السياسيّة في ممارسة هذين القطّاعين».