الأسد يستقبل بروجردي والقاهرة تثني على عملية روسيا الإنسانية
دعا ميخائيل أوليانوف مدير قسم حظر الانتشار والرقابة على التسلح في الخارجية الروسية، منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى التحقيق في استخدام غازات سامة في حلب.
أوليانوف أشار إلى أنّ عسكريين روس يعملون في الميدان أكدوا حادثة إستخدام مواد كيميائية في حلب من قبل مجموعة مسلحة، تعتبر بحسب التقييمات الأميركية من فصائل ما يسمى المعارضة المعتدلة، وذلك يلزم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إجراء تحقيق.
وكان رئيس مركز المصالحة الروسي في حميميم في سورية، أعلن أنّ 7 اشخاص قتلوا وأصيب 23 بسبب إستخدام حركة «نور الدين الزكي» الإرهابية المواد السامة في حلب.
وأكّد سيرغي تشفاركوف أنّه في «يوم 2 آب 2016 في الساعة 19.05 في القسم الشرقي من حلب ومن حي السكري، الذي تسيطر عليها «حركة نور الدين الزنكي»، والتي تعتبرها أميركا ما يعرف بـ»المعارضة المعتدلة»، استعملوا مواداً سامة ضد الأحياء السكنية القريبة في منطقة صلاح الدين»، مشيراً أنّ روسيا أبلغت الجانب الأميركي بواقعة استخدام المواد السامة.
المسؤول الروسي أضاف، أنّ الإرهابيين يعرقلون خروج المدنيين من شرق حلب، مهددين أيّاهم بالقتل. وقال «الإرهابيون يعرقلون خروج المدنيين من شرق حلب مهديدينهم إما بإطلاق النار أو بالإعدام. وهناك معلومات عن تحضير الأطفال والنساء كإنتحاريين للقيام بعمليات إرهابية».
وأكّد أنّ نحو 400 شخص خرجوا من المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين في حلب عبر ممرات إنسانية. وقال «بحلول اليوم، خرج 372 من السكان المحليين، من بينهم 76 طفلاً، من مناطق حلب الخاضعة لسيطرة المجموعات المسلحة. قام 94 مسلحاً بإلقاء السلاح وتمّ علاج 203 أشخاص. أمس فقط، خرج 48 شخصاً من الأحياء الشرقية في حلب، وسلم 12 مسلحاً أنفسهم للسلطات السورية».
وأضاف «هناك 7 ممرات إنسانية لخروج السكان السلميين من الجزء الشرقي من المدينة. قامت الإدارة المحليّة بتنسيق كافة المسائل المتعلقة بإقامة الخارجين وتغذيتهم وتقديم خدمات طبية لهم».
من جهتها، دعّت ماريا زاخاروفا الناطقة بإسم الخارجية الروسية وسائل الإعلام الغربية، إلى التحلي بالشجاعة وكسر الصمت حول جرائم المسلحين والخسائر البشرية جراء ضربات تحالف واشنطن.
وفي معرض تعليقها على الهجوم الكيميائي الأخير في حلب، كتبت زاخاروفا على حسابها في موقع «فيسبوك»، «إنّ حركة «نور الدين زنكي» المدعومة من قبل واشنطن واجهت اتهامات كثيرة بارتكاب مذابح بحق مدنيين، بينهم نساء وأطفال في أحياء حلب خارج منطقة سيطرة المجموعات المسلحة»، وتابعت «إنني آمل في أن تجد وسائل الإعلام الغربية الشجاعة، لتكتب عن جرائم المعتدلين ومصادر تمويلهم».
جاء ذلك في وقت، كثفت الطائرات الحربية الروسية من طلعاتها الجويّة على معاقل التنظيمات الإرهابية بالتزامن مع سقوط قذائف متفجرة، تحتوي على غازات سامة على الأحياء القديمة في حلب.
ونفّذ سلاح الجو الروسي، أمس، عدد من الضربات الموجعة والتي طالت مسلحي «جبهة النصرة» وفصائل تابعة لها وأدت إلى مقتل عدد كبير من الإرهابيين ودمّرت لهم رتلاً من السيارات والعربات.
وقال مصدر عسكري سوري، إنّ سلاح الجو الروسي السوري المشترك نفّذ أكثر من 120ضربة جوية، استهدفت تجمعات الإرهابيين في مناطق محيط المشروع,1070معرتا,خان طومان, خان العسل, الزربة, ضهرة عبد ربو .
في غضون ذلك، استمرت الاشتباكات بين الجيش السوري والمسلحين في الجبهة الغربية والجنوبية الغربية من حلب، وسط تقدم للجيش السوري بمنطقة مشروع الـ 1070 شقة جنوب غرب المدينة.
و شهِدت منطقة الراموسة تصاعداً في حدةِ الاشتباكات إثر المحاولات المستمرة من قبل المسلحين للسيطرة على جزء يوصلهم إلى الهدف المعلن للمعركة، التي أطلقوها منذ يوم الأحد بكسر الحصار عن المسلحين المطبق عليهم داخل المدينة من قبل الجيش السوري.
وفي سياق متصل، أعلنت الأمم المتحدة أنّ جهوداً دبلوماسية مكثّفة تُبذل للتوصل إلى اتفاق حول هدنة إنسانية في مدينة حلب، آملة في التوصل إلى اتفاق حول خطة إنسانية شاملة خلال الأيام المقبلة.
وقال رمزي عز الدين رمزي نائب ستيفان دي ميستورا «لا يزال هناك مُتسع من الوقت، ولا يمكن أن نتخلى عن الأمل»… «أعتقد أنه ربما يكون هناك تحرك ما في الأيام القليلة المقبلة».
وذكر رمزي أنّ الأمم المتحدة تبذل جهودها لاستئناف المحادثات السورية قبل نهاية هذا الشهر في جنيف، قائلاً «نحن ملتزمون بذلك، ولكن لكي تكون المحادثات مثمرة يجب أن تتوقف أعمال العنف»… «الوضع الإنساني يجب أن يتحسن أيضاً، وأود أن أقول لكم إننا نشعر أنه لا تحسن في الوضع الإنساني بسبب الأوضاع الداخلية»… «ناقشنا موضوع حلب في إطار اللجنة الإنسانية وتحدثنا عن الأعمال العسكرية وتداعيات ذلك على المساعدات الإنسانية».
وأضاف «نحن قدمنا مقترحاتنا الأسبوع الماضي والأمم المتحدة قرأتها واستجابت وأعلنت ذلك. ونحن طبعاً نتحدث حول ذلك مع الحكومة السورية والمعارضة، لنتأكد أنّ الوضع الإنساني في حلب يتم احترامه وتحسينه وكل ما يتعلق بالقانون الإنساني الدولي».
وأشار رمزي إلى أنّ الأمم المتحدة تجري مناقشات مكثفة مع روسيا وسورية حول العمليات الإنسانية في حلب، لافتاً أنّ الجانب الروسي قدّم مقترحات في الأسبوع الماضي، ودرستها الأمم المتحدة من جانبها»… «نجري مناقشات مكثفة مع الاتحاد الروسي والحكومة السورية لضمان حماية السكان المدنيين في حلب» خلال العمليات الإنسانية .
من جهته دعّا يان إيغلاند مستشار دي ميستورا للشؤون الإنسانية روسيا والولايات المتحدة وإيران للمساعدة في الوصول إلى المناطق المحاصرة في حلب، مضيفاً أنّ «العملية الإنسانية مهمة جداً ولنتمكن من إطلاقها يجب أن تكون هناك نهاية لأعمال العنف خاصة في حلب».
وفي شأنٍ متصل، أعلن مصدر مقرب من وزارة الداخلية الروسية، أن الوزارة أغلقت مجموعة مصرفية سريّة بسبب تبييضها نحو 770 مليون دولار، أرسلت جزءاً منها لتمويل جماعات متطرفة.
وقال المصدر، أنه «توجد معلومات عاجلة بأنّ قسماً من هذه الأموال قد يكون حول لتمويل جماعات إسلامية غير مشروعة، بما في ذلك، المتمركزة منها على أراضي الجمهورية السورية، ويجري حالياً التدقيق بهذه المعلومات».
إلى ذلك، أكّد الرئيس السوري بشار الأسد أنّ مستقبل الشرق الأوسط ستحدده شعوب المنطقة التي تحارب الإرهاب، وقال «سترسم الشعوب التي وقفت في وجه هذه السياسات، وقدمت التضحيات لكي تواجه الإرهاب وتحافظ على بلدانها وعلى استقلالية قرارها مستقبل المنطقة».
تصريحات الأسد جاءت خلال لقائه علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، في مجلس الشورى الإيراني والوفد المرافق له، حيث بحث الطرفان آخر التطورات في سورية.
من جهته، أكد بروجردي أنّ النجاحات التي يحققها الجيش السوري في مكافحة الإرهاب، جاءت لتكلل صمود الشعب السوري ومقاومته وإصراره على الدفاع عن بلده في وجه كل ما تعرض له على يد الإرهاب، وداعميه معتبراً أنّ انتصار سورية من شأنه أن يعيد رسم خريطة المنطقة برمتها.
المسؤول الايراني قال في مؤتمر صحفي عقب اللقاء «نعلن دعمنا مجدداً لسورية التي صمّدت أكثر من خمس سنوات ضد أكبر هجمة إرهابية»، «زيارتنا إلى سورية تأتي في إطار السياسة التي تنتهجها إيران بدعم محور المقاومة في التصدي للكيان الصهيوني».
وفي السياق ذاته، التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ببروجردي وبحث معه تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة والتعاون المشترك بين البلدين الشقيقين، و أكّد أنّ «الصمود هو الخيار الأساسي للشعب والقيادة في سورية وأنّ بشائر النصر أصبحت قريبة».
من جانبه عبّر بروجردي عن قناعته بأنّ النصر القريب سيكون حليف سورية ومحور المقاومة، مؤكداً «دعم إيران للقيادة والشعب السوري بما يمكنها من الانتصار، وإعادة الأمن إلى كل الأراضي السورية».
وفي شأنٍ متصل، أكّدت الخارجية المصرية مواصلة جهودها وتكثيف اتصالاتها مع الأطراف الإقليمية والدولية، للدفع قدماً بالحل السياسي في سورية وتسهيل وصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة أحمد أبو زيد «تؤكد مصر على مواصلة جهودها وتكثيف اتصالاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، للدفع قدماً بالحل السياسي في سورية وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري في جميع المناطق المحاصرة والأشد احتياجاً، خاصة في أعقاب نجاح مصر عبر سفارتها في دمشق في تمرير قافلة مساعدات إنسانية لعدد من المحافظات السورية».
أبو زيد أضاف «مصر تتابع باهتمام المقترح الروسي الخاص بتوفير ممرات إنسانية آمنة للمدنيين في حلب كخطوة على الطريق، وتأمل مصر في توفير الحماية اللازمة للمدنيين وفقاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني سواء الراغبين في الخروج أو البقاء في المدينة، فضلاً عن تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى السوريين في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها».