مراد: العلاج الجذري لكلّ أمراضنا الداخليّة هو قانون عادل للانتخابات يعتمد النسبيّة الكاملة

أقام رئيس حزب الاتحاد النائب السابق عبد الرحيم مراد، حفل غداء على شرف رؤساء وأعضاء المجالس البلديّة والاختياريّة ومدراء الثانويات في منطقة البقاع، بحضور قائمقامَي راشيا والبقاع الغربي، نبيل المصري، ووسام نسبيه، ورؤساء اتحادات البلديّات في البقاعين الغربي والأوسط وراشيا، ومخاتير وأعضاء البلديات في الأقضية المذكورة.

بعد النشيد الوطني اللبناني، قدّم الحفل محمد نجم الدين، الذي اعتبر أنّ «العمل أكثر ما نقول هو دأب الوزير مراد دائماً نحو الغد الأفضل».

ثمّ ألقى مراد كلمة، اعتبر فيها «أنّ الإنماء المتوازن حقّ للوطن علينا، وأنّ الأرياف يجب أن تنال حقها من العناية والاهتمام، وأنّ التطوّر يجب ألّا يقتصر على المدن، وأنّ التعليم تحديداً حق للجميع، وأنّ معيار النجاح والتفوّق العلمي يسبق المعيار الاقتصادي على صعيد الاستمرار في الدراسة».

وأضاف: «تطبيقاً لمبدأ حق التعليم للجميع، كان القرار بشموليّة المنح الدراسيّة، حيث التزمنا بالمنحة الكاملة لأوائل الطلبة في الثانويات، وبنسبة 75 للمرتبة الثانية، وبنسبة 60 للمرتبة الثالثة، والأمر نفسه يتمّ تطبيقه على بلديّات البقاع، حيث لكل بلديّة الحق بثلاث منح، وفقاً للنّسب نفسها التي للثانويات، إضافةً إلى المبدأ العام الذي يقضي بنسبة من المنح للطلبة الآخرين، وفقاً لأوضاعهم الاقتصاديّة».

وقال: «إنّه من حسن الصُّدف أن يكون لقاؤنا اليوم متزامناً مع عيد الجيش اللبناني، الذي نوجّه له كل تحية وتقدير، مثمّنين دوره الوطنيّ على كل الصعد، ومقدّرين تضحياته في مكافحة الإرهاب وضمان الاستقرار، وحفظ السلم الأهلي وأمن الوطن والمواطن، علماً بأنّ وضعنا اللبناني تتراكم فيه الأزمات، ويعاني من فراغ في المؤسّسات الدستوريّة، ومن أزماتٍ اقتصاديّة وبيئيّة وأمنيّة، ومن مراوحة للأمور في مكانها، مع أنّ بدء الحلّ الجذري لمعالجة كل أمراضنا الداخليّة، يتمثّل بإنجاز قانون عادل للانتخابات، يعتمد النسبيّة الكاملة وتطبيقها على الجميع من دون استنساب أو تجزئة».

وأضاف: «كذلك لا بُدّ من نظرة على هذه المرحلة الحرجة والدقيقة، التي تمرّ بها أمّتنا العربية التي تتعرّض اليوم لمؤامرة مبرمجة شرسة يُستخدم فيها الإرهاب الأمني والفكري بأبشع صوره، استهدافاً لتاريخها وقِيَمها ودينها وتراثها وحضارتها، وحتى لوجودها ومصيرها، وأصبح الحديث اليوم في الإعلام عن إعادة النظر في سايكس بيكو، أي إعادة النظر في الكينونة العربيّة نفسها، والعمل على تجزئة المجزّأ وتمزيق الممزّق، في وقت يتحوّل فيه العالم إلى دول قاريّة تحمي مصالحها وتبني أوطانها، لذلك يجب أن يكون للدول العربيّة مجتمعة وقفة مع النفس، وعمل جادّ ونشيط لوحدة الصف العربي، حمايةً لما تبقى وحرصاً على وحدة المصلحة العربيّة وعلى قضاياها العادلة التي ما زالت فلسطين على رأسها، والواضح بأنّ الهدف الأول من التخريب العربي استهدف القضيّة الفلسطينيّة للعمل على نسيانها وتصفيتها».

وفي الختام، قدّم مراد درعاً تكريميّة إلى مدير أزهر البقاع الشيخ علي الغزاوي لمناسبة نيله دكتوراه، ودرعاً مماثلة إلى عميد كليّة ا داب في الجامعة اللبنانيّة الدكتور محمد توفيق أبو علي.

اللقاء الوطني

من جهةٍ أخرى، عقد اللقاء الوطني اجتماعه الدوريّ في دارة مراد وبرئاسته، وصدر عقب الاجتماع بيان، توجّه فيه اللقاء «بالتهنئة للجيش والشعب اللبناني لمناسبة عيد الجيش، المؤسّسة العسكريّة الوطنيّة الحامية للوطن»، وطالب «الحكومة اللبنانيّة بإيلاء الجيش الأهميّة اللازمة في إطار تسليحه وتعزيز قدراته عدّةً وعديداً، لأنّه الدرع الواقي للوطن، والحافظ لأمانة الذود عنه وعن شعبه ومياهه وثرواته».

كما وجّه اللقاء التحيّة لأرواح شهداء الجيش الذين سقطوا دفاعاً عن وحدة لبنان، مطالباً بالعمل الدؤوب لتحرير أسراه المختطفين.

وفي أجواء تموز، هنّأ اللقاء «اللبنانيّين جميعاً بالانتصار التاريخي على العدوان الصهيوني الذي أفشل مخطّطات تحويل لبنان إلى ملحق بالسياسات الغربيّة، والهادفة إلى قيام نظام شرق أوسطي جديد».

و استمع اللقاء إلى عدد من المختصّين في مجال القانون الدستوري والإحصائي، وخلص إلى «أنّ القانون الانتخابي الأنسب الذي يحقّق الديمقراطيّة، والذي يعكس إرادة المواطنين، والأكثر عدالة وتمثيلاً، هو قانون انتخاب يعتمد النسبية الكاملة، فلا ديمقراطيّة حقيقيّة خارج إطار هذا القانون الذي يعكس الإرادة الشعبيّة على حقيقتها، من دون أيّ إقصاء أو إلغاء، وأنّ اعتماد قوانين أخرى هي في حقيقتها إقصائيّة، وتحمل في طيّاتها عوامل التفجير واستمرار أزمة الوطن التي بدأت منذ ثلاث وسبعين عاماً، حيث فُصِّلَت القوانين الانتخابيّة على قياس واضعيها، وآخرها قانون الستين المحرّك الحقيقي للأزمات السياسيّة، وهو الذي يُبقي البلاد عُرضةً للاهتزازات والأزمات المتلاحقة».

ودعا «القوى السياسيّة اللبنانيّة المجتمعة في خلوة الحوار إلى التعالي عن المصالح الخاصة، والنظر إلى مصلحة الوطن، وعدم إضاعة الوطن من خلال السّعي للحفاظ على المكاسب الشخصيّة، ووضع لبنان أمام أحد خيارين: إمّا العمل بقانون الستين، وإمّا إقرار قانون انتخابيّ مشوَّه يرتكز على صيغة مختلطة تجمع بين النسبيّ والأكثريّ، ويدعوهم اللقاء إلى اتّخاذ قرار وطنيّ جريء يؤسّس لدولة المواطنة والمساواة، ويؤمّن صحة التمثيل، الذي يشكّل المدخل الحقيقي الوحيد لإنتاج سلطة مستقرة في لبنان من خلال إقرار قانون انتخابيّ يعتمد النسبيّة الكاملة مع اعتماد لبنان دائرة انتخابيّة واحدة».

وتابع اللقاء «مجريات الحوار وأجواءه التي سادت خلال اليومين الماضيين، واتفاق الفرقاء على إنشاء مجلس شيوخ، واللامركزيّة الإداريّة، وهما من البنود التي يتضمّنها اتّفاق الطائف»، وتساءل: «لماذا هذه المقاربة الانتقائيّة لاتفاق الطائف، وعدم تطبيق كافة بنوده، وخاصة لجهة تطبيق القوانين الإصلاحية التي يتضمّنها، والقواعد التي يقوم عليها قانون الانتخاب لجهة الدوائر الوطنيّة الكبرى؟» .

وحيّا اللقاء «الشعب الفلسطينيّ البطل في نضاله ضدّ الاحتلال الصهيونيّ، وخاصّة الأسرى الفلسطينيّين المضربين عن الطعام، وفي مقدّمهم بلال كايد وانضمام المناضل أحمد سعدات، والذين يخوضون معركة الحريّة والكرامة، لرفض غطرسة الاحتلال وفضح ممارساته العنصريّة».

ورأى «أنّ الصمت العربيّ والعالميّ يشجّع العدو على الاستمرار في قمعه وطغيانه، ويسعد بأيّ خطوة للتطبيع مع كيانه»، مطالباً «بصحوة عربيّة تكون بوصلتها فلسطين، واعتبار الكيان الصهيوني الغاصب هو عدو الأمّة والمسبّب الرئيسي لكل أزماتها، حماية لأمنه واستمرار وجوده غير الشرعيّ على أرض فلسطين المحتلة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى