سورية النصر المتجدّد

العمري مقلاتي ـ الجزائر

سورية بلد الحضارات وموطن الشجعان والأبطال، وعبر تاريخها الطويل الحافل بالانتصارات، والحافل أيضاً بالمواقف المقاومة والشجاعة الغير قابلة للطعن من أيّ كان، سورية التي صنعت مجد الأمة بنضالها المستميت وحرصها الدائم على وحدة الصف العربي وشعورها بالمسؤولية التامة تجاه القضية الفلسطينية، جوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وما تتعرّض له سورية اليوم هو نتاج مبادئها ومواقفها النبيلة ورفضها كلّ أنواع الهيمنة المفروضة على المنطقة.

لقد أصبح كلّ شيء بادياً للعيان، والأطماع قد تجدّدت في وطننا بعد هذا التدمير المبيّت الذي تقوم به قيادات موالية للغرب فكراً وروحاً، كما يحصل في سورية بمباركة أشباه العلماء المدعومين من دول الخليج وبارونات النفط والتضليل الإعلامي، الذين استباحوا كلّ شيء لإجل إرضاء أسيادهم من يهود وعجم، والملاحِظ والمتمعّن جيداً في الأحداث الأخيرة التي ميّزت المشهد العام لمعظم الأقطار العربية، تلك الأحداث المصنوعة في الغرف المظلمة أو ما أطلق على تسميتها «ثورات الربيع العربي»، والتي لم تكن ربيعاً وردياً ومزهراً، بل كانت خراباً ووبالاً اكتوت به شعوب هذه الأمة التي طالما كانت تتطلع إلى مستقبل مشرق في ظلّ الثوابت الوطنية والقومية والعروبة، وفي إطار الوحدة والتعاون العربي المنشود ،والذي طالما نادت به سورية وعملت على تحقيقه من خلال الجامعة العربية ومن خلال الدعم اللا محدود لقوى المقاومة والممانعة في المنطقة، ضاربة بذلك أروع الأمثلة في الدفاع عن شرف هذه الأمة التي قدر لها أن تعيش المآسي تلو الأخرى.

رغم كلّ الأزمات والمكائد التي تعرّضت لها سورية عبر تاريخها العريق، إلا أنها كانت تخرج منها أكثر صلابة وقوة، وذلك لإيمان قادتها وحكمتهم، وبفضل سواعد أبناء شعبها الأبي الذي برهن في عديد المحطات الهامة من تاريخه الطويل عن مدى وعيه وتمسّكه الشديد بهويته ووطنه صانعاً بذلك النموذج الحيّ لشعب لا يموت ولا يُقهر… وشعاره الوطن فوق كلّ اعتبار، وها هو يتجلى اليوم الوعي الجماعي للشعب السوري وإدراكه مدى وحجم الدمار الذي تعرّض له الوطن من طرف شرذمة من الخونة الذين لا يمثلون إلا أنفسهم، والذين لن يغفر لهم الشعب السوري وسيلعنهم التاريخ ويرميهم في مزبلته.

لا خلاص اليوم للشعب السوري من محنته إلا بالوحدة والتكتل ونبذ كلّ التطاحنات التي جعلت منه قبلة كلّ الطامحين والطامعين لاحتلاله، وما أشبه اليوم بالبارحة، التخطيط أميركي والإشراف صهيوني بربري وهّابي وساحة المعركة وميدان التنفيذ الأرض السورية، ورغم كلّ ما جرى ويجري منذ نيّف وثلاث سنوات، إلا أنّ عزيمة الشعب السوري أقوى من إرهابهم وأقوى من شرورهم، لأنه شعب جُبل على الصبر والنصر، وسينتصر فعلاً في معركته ضدّ قوى الشرّ والإرهاب العالمي، لأنّ سورية علّمتنا دائماً أنّ النصر يُنتزع ولا يعطى… والنصر دائماً وفي كلّ وقت يتجدّد.

mradsamr gmail.com

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى