بعد فشل العدو في غزة… صراع سياسي ينتظر حكومة نتنياهو
مع انتهاء العملية العسكرية ضد غزة بدأت الحرب الداخلية في كيان العدو، وسط موجة انتقادات لاذعة ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
فقد مثل إعلان وقف إطلاق النار خيبة كبيرة للعديد من «الإسرائيليين» في ظل الحديث عن إنجاز سياسي وعسكري لفصائل المقاومة الفلسطينية. واعتبر محللون «إسرائيليون» أن المقاومة حققت إنجازاً بصمودها أمام الجيش «الإسرائيلي».
وتحدث روني دانييل مراسل الشؤون العسكرية في القناة الثانية معلقاً «على هذا الوضع الذي لا يحتمل»: «يقولون عندنا إن حماس خرجت من هذه الجولة من دون أي انجاز لكن لدى حماس إنجاز كبير…»، مشيراً إلى أن «هذه المنظمة صمدت خلال خمسين يوماً من القتال أمام الجيش الأقوى والأكثر تطوراً في الشرق الأوسط من دون أن تخضع». وأضاف: «حماس فرضت علينا خلال خمسين يوماً أسلوب حياتنا»، مبدياً قلقه «مما تعلموه من هذه الحادثة في إيران، في حزب الله ولدى منظمات أخرى»، على حد تعبيره.
قادة المستوطنين الذين اضطروا إلى مغادرة المستوطنات على أمل أن يعودوا إليها بعد القضاء على فصائل المقاومة، واحتلال قطاع غزة، دخلوا بقوة على خط السجال الساخن معلنين رفضهم الواقع الجديد.
من بين هؤلاء رئيس المجلس الاقليمي إشكول الذي طلب من كل المستوطنين ألا يعودوا، وأشار إلى أنه «لا يهمني ما تقوله الحكومة أو ما تقوله حماس، لن يعود أحد إلى هنا إلى أن أتيقن بأن هناك وقفاً حقيقياً لإطلاق النار». وأضاف: «إذا لم يحصل ذلك فإني أدعو المجلس الوزاري المصغر للمجيء إلى هنا واتخاذ قراراته من هنا مع أولادهم وعائلاتهم».
موافقة نتنياهو على وقف النار من دون عقد جلسة للمجلس الوزاري المصغر طرح علامات استفهام قوية حول تراجع مكانته السياسة والشعبية. وفي هذا الجانب تحدث عميت سيغل مراسل الشؤون السياسية في القناة الثانية عن وضع نتنياهو المأسوي، ورأى أنه «لم يجرؤ على دعوة المجلس الوزاري المصغر ليعرض عليه القرار الأهم في هذه العملية على التصويت».
كل محاولات الحكومة «الإسرائيلية» هو إظهار وقف إطلاق النار كإنجاز سياسي لها لم تفلح، وكل الحديث عن عدم إجراء مفاوضات تحت النار تبخر. فشل الميدان ليس أسوأ ما قد تختبره الحكومة «الإسرائيلية» التي ينتظرها صراع سياسي للبقاء.