لست أدري

لست أدري كيف لي أن أحتمل ثواني الشوق التي تغمرني في كلّ تفاصيل حياتي. ورغم يقيني أنّ الذي بيننا لن تمحوه مسافات، إلا أنني لست أدري ما العمل.

لست أدري كيف لذاكرتي ألّا تتذكر لحظات ما خلتها ذكرى يوماً. كلّ ما أذكره، لا بدّ أني لم أنسَ شيئاً قط.

جلساتنا تحت جناح سماء مرصّعة بماسات النجوم على شاطئ الحبّ، أتذكر؟

كنت أفترش ذراعيك وأنظر تارة إلى بريق عينيك، وطوراً إلى بريق النجوم، وأحياناً كثيرة أغمض عينيّ متمنية النوم على ذي الحال.

أخبرك سرّاً؟ عندما كنت أعدّ النجوم كنت أتظاهر الخطأ في العدّ حتى أخطف من بين أحضانك الوقت الأطول، فأعيد العدّ مرّات ومرّات. وحين كنت أطلب منك ألا تنظر إليّ، كنت أدعو ربّي سرّاً ألا تستجيب لطلبي. وكنت كلّما هممنا بالرحيل من على شاطئ الحبّ، أتظاهر بالتعب من طول المسير. أنا لم أتعب يوماً هناك، ولكن كان عليّ أن أطيل الوقت أكثر قرب قلبي.

حبيبي، أعرف أنك خلف تلك الجبال تسمع دقّات قلبي، وأعلم جيداً أنك الآن تبتسم، وأنك حين تقرأ هذا ستلمع عيناك. وأنا على يقين أنك تعرف كم تيّامة أنا ببريقهما.

اِسمع يا من غيّر الحياة حين وُجد…

إنّي أحبّك!

زلفا أبو قيس

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى