هدف أميركا والإرهابيين كسب معركة حلب بأيّ ثمن!

تثبت معركة حلب يوماً بعد آخر، أنّها معركة الحسم، وأنها على أهمية كبيرة، بحيث من يكسبها يتقدّم كثيراً في هذه الحرب التي مضى على اندلاعها أكثر من خمس سنوات.

وبينما يثبت التقدّم الميداني الذي يحرزه الجيش السوري بالتعاون مع حلفائه في حلب، فإنّ واشنطن لم يرق لها هذا التقدّم، تماماً كالإرهابيين الذين تدعمهم، والذين تسمّيهم «معارضة معتدلة». فتلجأ هي إلى التصعيد السياسيّ في وجه سورية وروسيا، مدّعية أنّ الجيش السوري والطيران الروسي يستهدفان المدنيين. بينما ـ وبخطوة غير مسبوقة ـ لجأ الإرهابيون إلى استعمال الأسلحة الكيماوية. وكأني بأميركا والإرهابيين يريدون كسب معركة حلب بأيّ ثمن.

في هذا السياق، نشرت صحيفة «كومرسانت» الروسية تقريراً تطرّقت فيه إلى استخدام السلاح الكيماوي في سورية، مشيرةً إلى أن وزارة الدفاع الروسية تتّهم «حركة نور الدين الزنكي» بالقيام بذلك، ما تسبّب بمقتل سبعة أشخاص مدنيين ونقل 23 آخرين إلى المستشفى. و«حركة نور الدين الزنكي» هذه تدرجها الولايات المتحدة في قائمة «المعارضة المعتدلة»، التي يجب أن يشملها اتفاق الهدنة، في حين تعدّها روسيا منظمة إرهابية. وقد ظهرت المعلومات الأولى عن استخدام السلاح الكيماوي في حلب يوم 2 آب الجاري حيث أعلن ممثلو «المعارضة» أن طائرات ألقت قنابل غاز سام في المنطقة، التي أُسقطت فيها في اليوم السابق المروحية الروسية «مي 8». لكن موسكو اعتبرت هذا الاتهام «كذبة مقصودة». وبعد بضع ساعات، أشارت الأنباء إلى أن المسلّحين فجّروا شحنتين تحتويان على غازات سامة ما تسبّب في وفاة ما لا يقلّ عن خمسة أشخاص.

كما نشرت صحيفة «إيزفستيا» مقالاً للباحث في القضايا السياسية فياتشيسلاف ماتوزوف، حول مطالبة واشنطن موسكو بوقف الهجوم على العصابات الإرهابية في سورية. وقال الكاتب: ما أن يبدأ الجيش السوري الهجوم على موقع ما، حتى تنطلق أصوات الاحتجاج والضجيج في وسائل الاعلام وعلى مستوى رسمي. أي أنّ تصريحات كيري هي ضمن هذه الحرب الإعلامية. إن كل موجة تعاطف من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، دليل على أن المجموعات الإرهابية في سورية تندحر، لذلك يبدأ مموّلوها في الولايات المتحدة بالشعور بالقلق وعدم الأمان.

وهذا ينطبق تماماً على الوضع في حلب. لأن عملية حلب تعتبر حدثاً أساساً في الحرب السورية. فإذا فرضت القوات السورية سيطرتها على المدينة، فإن ذلك يعني قرب نهاية الحرب في سورية ومعاناة سكانها.

«كومرسانت»: الكيماوي يعود إلى سورية

تطرّقت صحيفة «كومرسانت» الروسية إلى استخدام السلاح الكيماوي في سورية، مشيرةً إلى أن وزارة الدفاع الروسية تتّهم «حركة نور الدين الزنكي» بالقيام بذلك.

وجاء في المقال: اتهمت وزارة الدفاع الروسية «حركة نور الدين الزنكي» باستخدام السلاح الكيماوي يوم 2 آب الجاري في مدينة حلب، ما تسبّب بمقتل سبعة أشخاص مدنيين ونقل 23 آخرين إلى المستشفى. و«حركة نور الدين الزنكي» هذه تدرجها الولايات المتحدة في قائمة «المعارضة المعتدلة»، التي يجب أن يشملها اتفاق الهدنة، في حين تعدّها روسيا منظمة إرهابية.

وقد ظهرت المعلومات الأولى عن استخدام السلاح الكيماوي في حلب يوم 2 آب الجاري حيث أعلن ممثلو «المعارضة» أن طائرات ألقت قنابل غاز سام في المنطقة، التي أُسقطت فيها في اليوم السابق المروحية الروسية «مي 8». لكن موسكو اعتبرت هذا الاتهام «كذبة مقصودة». وبعد بضع ساعات، أشارت الأنباء إلى أن المسلّحين فجّروا شحنتين تحتويان على غازات سامة ما تسبّب في وفاة ما لا يقلّ عن خمسة أشخاص.

من جانبه صرّح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بأنه من دون فهم ما جرى فعلاً، يكون توجيه الاتهام إلى أيّ جهة أمراً غير مسؤول.

وفي مساء يوم الأربعاء 3 آب الجاري، أعلن رئيس المركز الروسي لتنسيق المصالحة بين أطراف النزاع في سورية سيرغي تشفاركوف أن مسلّحي «حركة نور الدين الزنكي» استخدموا يوم 2 آب مواد سامة في منطقة سكنية قرب حي صلاح الدين. وقد أكّد مصدر عسكري استخدام غاز الكلور في حلب، والذي يسبب حروقاً في الجهاز التنفسي للإنسان والاختناق. وبحسب الجنرال تشفاركوف، فإنه بنتيجة هذه الهجمة قتل سبعة أشخاص ونقل 23 آخرون إلى المستشفى، وقد تم إبلاغ الجانب الأميركي بالموضوع.

وصرّح مدير هيئة الحدّ من انتشار الأسلحة ومراقبتها في وزارة الخارجية الروسية لوكالة «إنترفاكس» بأن موسكو تملك معطيات تفيد بأن لدى الإرهابيين قدرة على إنتاج المواد السامة. أما المتحدّث بِاسم الخارجية الأميركية مارك تونير فقد أعلن أن الخارجية الأميركية لم تحصل على مثل هذه المعلومات. هذا، وتدرج الولايات المتحدة «حركة نور الدين الزنكي» في قائمة «المعارضة المعتدلة» التي يشملها اتفاق وقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة في سورية. وقد طلبت روسيا مراراً وتكراراً من الولايات المتّحدة فصل المجموعات «المعارضة» عن «جبهة النصرة»، ولكنهم في واشنطن ليسوا جاهزين، ولم يرغبوا في عمل ذلك على امتداد الأشهر الماضية رغم وعودهم.

ويعترف العسكريون بأن الوضع في حلب معقد جداً. فرغم الدعم المكثف من جانب الطائرات الروسية، يصعب على القوات السورية القيام بعمليات هجومية، بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدتها. كما يستمر الإرهابيون في قصف أحياء المدينة يومياً.

أما السلطات الأميركية، فتعتقد أن عملية إخراج المدنيين من حلب، هو تهيئة لاقتحام المدينة من قبل القوات السورية والروسية، لذلك فقد حذّرت من أن هذا انتهاك للاتفاقيات بين موسكو وواشنطن كافة.

ولكن سيرغي ريابكوف رفض طرح الموضوع بأنه تحضير لهجوم ما. ومن جانبهم، يؤكد العسكريون عدم إمكان استبعاد هذا الأمر، فكافة القوى موجهة حالياً لتنفيذ المهمة الإنسانية، وسوف تتخذ القرارات اللاحقة بعد انتهائها.

«إيزفستيا»: واشنطن لموسكو… لا تمسّوا الإرهابيين

نشرت صحيفة «إيزفستيا» مقالاً بقلم الباحث في القضايا السياسية فياتشيسلاف ماتوزوف حول مطالبة واشنطن موسكو بوقف الهجوم على العصابات الإرهابية في سورية.

وجاء في المقال: أعلن وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري قبل أيام أن العمليات التي تقوم بها موسكو ودمشق في سورية تثير القلق. وقال: من الضروري جداً أن تمتنع روسيا وتمنع نظام الأسد من القيام بعمليات هجومية.

ويجب القول إن هذه ليست هي المرة الأولى التي يطلق فيها كيري تصريحات من هذا النوع. إذ ما إن تظهر بوادر تعرّض «جبهة النصرة» والمجموعات المرتبطة بها لخسائر، حتى نسمع فوراً أصواتاً غاضبة من السياسيين الأميركيين ومراقبي حقوق الإنسان، متهمة القوات الجو ـ فضائية الروسية أحياناً والقوات السورية أحياناً أخرى بقتل المدنيين وقصف المستشفيات وغيرها من الانتهاكات لحقوق المدنيين.

ولقد تعلموا في روسيا، كيف يستمعون إلى هذا «الصراخ» بهدوء. فهدف هذه الهستيريا عدم السماح بالقضاء التام على المجموعات الإرهابية في سورية، حيث نلاحظ اليوم وضعاً غريباً: الجيش السوري يحاصر المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون في حلب، ويمنعهم من توسيع نفوذهم. في هذه الأثناء، نسمع أصواتاً تطالب بوقف الضربات. و«شركاؤنا» الأميركيون يطرحون مسألة ضرورة ضمان أمن السكان المدنيين في هذه المناطق من حلب وإيصال مساعدات إنسانية اليها.

ولكن المروحية الروسية التي أُسقطت لم تكن قتالية، بل مروحية نقل، أوصلت إلى حلب مساعدات إنسانية، كتلك التي يطالب بها الجانب الأميركي وحلفاؤه.

ومع ذلك، نحن نعلم جيداً بفتح أربعة ممرّات إنسانية في حلب، ثلاثة منها للسكان المدنيين والرابع للإرهابيين الراغبين برمي السلاح. ولكن هذا لا يرضي الأميركيين، ويتصرّفون وكأنهم لا يعلمون ولم يسمعوا بهذه الممرّات الإنسانية، ولا عن إسقاط أنصارهم المروحية التي أوصلت المساعدات الإنسانية.

والمثير في الأمر أن «شركاءنا» في حالات مماثلة يتصرّفون على العكس تماماً. ففي تلك الأيام التي طلب فيها كيري وقف الهجوم على الإرهابيين في منطقة حلب، للمحافظة «على حياة المدنيين»، نشاهد كيف بدأت الطائرات الأميركية تقصف بكثافة مدينة سرت الليبية التي تحاصرها قوات الجنرال حفتر، التي لم تبدأ بقصف المدينة حفاظاً على حياة السكان المدنيين، ولكن الطائرات الأميركية أخذت على عاتقها هذه المهمة، من دون أن ينبس ساسة الولايات المتحدة والمدافعين عن حقوق الإنسان بكلمة واحدة.

وهذه الحالة نفسها نشاهدها في العراق في مدينة الموصل، التي تحاصرها القوات العراقية بدعم من الطائرات الأميركية حيث لم نسمع أيّ كلمة احتجاج من منظمات حقوق الإنسان أو من السلطات الأميركية على ما يعانيه 1.5 مليون مدني محاصر داخل المدينة.

ولكن، ما إن يبدأ الجيش السوري الهجوم على موقع ما، حتى تنطلق أصوات الاحتجاج والضجيج في وسائل الاعلام وعلى مستوى رسمي. أي أنّ تصريحات كيري هي ضمن هذه الحرب الإعلامية.

وفي هذه الحرب يملك الأميركيون قنوات تأثير كبيرة حيث توجد تحت سيطرتهم قنوات تلفزيونية عدّة تبثّ باللغة العربية من واشنطن ولندن وبرلين والدوحة والإمارات والقاهرة. موقف هذه القنوات ثابت: اللوم على روسيا، على روسيا وقف تقدم الجيش السوري، على روسيا وقف قصف السكان المدنيين.

إن كل موجة تعاطف من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، دليل على أن المجموعات الإرهابية في سورية تندحر، لذلك يبدأ مموّلوها في الولايات المتحدة بالشعور بالقلق وعدم الأمان.

وهذا ينطبق تماماً على الوضع في حلب. لأن عملية حلب تعتبر حدثاً أساساً في الحرب السورية. فإذا فرضت القوات السورية سيطرتها على المدينة، فإن ذلك يعني قرب نهاية الحرب في سورية ومعاناة سكانها.

فحلب ثاني أكبر المدن السورية، ويسكنها 2.5 مليون نسمة، يمثلون مختلف طوائف ومذاهب وقوميات الشعب السوري. لذلك، فإن الحديث عن حمل سكان المدينة السلاح ضدّ السلطة بدعوة من «الإخوان المسلمين» لا صحة له مطلقاً، حيث لم يكن لـ«الإخوان» أيّ دعم في المدينة.

الذين يحاربون الجيش السوري هم مرتزقة أجانب، لذلك فهم يضطهدون سكان المدينة، ولا يسمحون لهم بالخروج من المدينة عبر الممرات الإنسانية التي فتحتها القوات السورية.

يجب أن يفهم الجميع هذه المسألة، خصوصاً الأميركيين، إذ إنّ محاولاتهم التصنع بعدم معرفتهم أو بغياب المعلومات لديهم عن واقع الحال، دليل على أن واشنطن تعمل على إنقاذ المجموعات الإرهابية، لكي تستمر في استخدامها لبلوغ أهدافها الجيوسياسية.

«واشنطن بوست»: أنقرة ترسل 85 طرداً من الوثائق إلى واشنطن لإعادة غولن

أرسلت تركيا 85 طرداً من الوثائق إلى الولايات المتحدة الأميركية، متعلقة بِصِلة فتح الله غولن زعيم «الكيان الموازي» بالمحاولة الانقلابية الفاشلة التي حصلت في تركيا مؤخراً.

وأوردت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، خبراً تحت عنوان «الشخصية المتناقضة التي تقول تركيا إنها تقف وراء محاولة الانقلاب»، إلى جانب نشر مقال حول فتح الله غولن.

وذكرت الصحيفة أن تركيا أرسلت 85 طرداً من الوثائق إلى الولايات المتحدة، يجري تدقيقها من قبل وزارة العدل، تتضمن معلومات حول كيفية تغلغل المنظمة داخل أجهزة الدولة، إلى جانب وقوفها وراء محاولة الانقلاب.

وأوضح الخبر، أن غولن الذي يعرّف نفسه في المجتمع الدولي بالـ«المؤيد للسلام»، يملك عدداً هائلاً من المدارس، والمستشفيات، والمنظمات غير الحكومية، حول العالم.

كما أشارت الصحيفة إلى إدارة المنظمة نحو 160 مدرسة في الولايات المتحدة الأميركية، ومنحها تبرعات للعديد من السياسيين الأميركيين.

ولفتت الصحيفة إلى أن منظمة فتح الله غولن، قدّمت خدمات سياحية لعدد من أعضاء الكونغرس الأميركي من خلال استقدامهم إلى تركيا، فضلاً عن كونها الجهة الراعية لـ289 هيئة توجّهت من أميركا إلى تركيا اعتباراً من 2007، ولغاية اليوم. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول، منتصف تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفّذتها عناصر محدودة من الجيش، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة اسطنبول شمال غرب ، والسيطرة على مديرية الأمن فيها، وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية إذ توجّه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان في العاصمة، والمطار الدولي في مدينة اسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطّط الانقلابي.

الجدير ذكره أن عناصر منظمة فتح الله غولن قاموا منذ سنوات طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية بهدف السيطرة على مفاصل الدولة الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.

«نيويورك تايمز»: ألمانيا بين مطرقة اللاجئين وسندان اليمين المتطرّف

صارت ألمانيا فريسة القلق منذ وقوع أربعة هجمات في أسبوع واحد. ففي 18 تموز، هاجم لاجئ مراهق ركاباً في قطار قرب فورتسبورغ بالفأس والسكين. وبعدها بثلاثة أيام، أردى شاب في الـ18 من العمر تسعة أشخاص في ميونيخ. وبعدئذٍ بيومين، قتل لاجئ سوري صديقته وزميله في العمل في ريوتلنغن، وقبلها بساعات قليلة فجّر لاجئ سوري آخر قنبلة في أنسباخ ما أدّى إلى مقتله وإصابة 15 شخصاً.

وأعلن مهاجما فورتسبورغ وأنسباخ الولاء لتنظيم «داعش»، بينما قال القاتل في ميونيخ أنّه يريد تقليد النروجي اليميني المتطرف والقاتل الجماعي، أندريس بريفيك. فاختلّ توازن الألمان وصاروا يتساءلون: أي نوع من التطرف يشكل الخطر الأكبر على ألمانيا «داعش» أو اليمين المتطرف الألماني؟ وهل نحن أكثر أمناً كمجتمع متعولم، أو يجب أن نعزل أنفسنا ونغلق الحدود؟

كان العام الحالي عسيراً في ألمانيا. فبعدما رحّبت برلين بمئات الآلاف من اللاجئين، بدأت عام 2016 مع عشرات من الاعتداءات الجنسية خارج محطة القطار الرئيسة في مدينة كولن، ليلة رأس السنة الجديدة. وبعد أشهر قليلة، أحرز اليمين المتطرّف تقدّماً مفاجئاً من طريق الخطاب المعادي للاجئين. وفاقمت، أخيراً، أحداث الأسبوع الماضي القلق والتوتر. وكشف استطلاع أُجري في نيسان وأيّار، أن 73 في المئة من الألمان ممّن شملهم الاستطلاع يخشون من الهجمات الإرهابية، وهي المرة الأولى التي يتصدر فيها الإرهاب قائمة مخاوف المواطنين في ألمانيا منذ بدء إجراء الاستطلاع قبل 20 سنة.

وعلى رغم أن هجوم فورتسبورغ وقع أولاً، إلا أنّ هجوم ميونيخ هو الذي غيّر كلّ شيء. واستغرقت رجال الشرطة ساعات للعثور على القاتل. وانتشرت إشاعات عن هجمات أخرى في جميع أنحاء المدينة. وطُلِب من السكان البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة، البقاء في منازلهم. وحُوِّلت القطارات، كما لو كانت ميونيخ تحت الحجر الصحي. وفي ذلك المساء، عمّ الخوف البلد كله. واقتصر عدد القتلى على عشرة أشخاص، لكن الخوف الجماعي لم يبارح الألمان.

وسارع حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرّف في ربط الهجوم بسياسة «الأبواب المفتوحة» أمام اللاجئين التي انتهجتها آنجيلا ميركل. وغرّد قياديّ في الحزب هذا، ليلة الهجوم في ميونيخ، وقبل أن تتوضح معالم الجريمة ودوافع الجاني، على «تويتر» قائلاً: «مركل، شكراً لك على الإرهاب في أوروبا». وعندما أعلنت الشرطة أنّ هجوم ميونيخ لا علاقة له بالتنظيمات الإسلامية، برز شعور غريب بالراحة في الدوائر الليبرالية على مواقع التواصل الاجتماعي: «الحمد لله، كان مجرد حادث إطلاق نار! اليمين المتطرّف كان على خطأ». لكن بعد ذلك، فجّر لاجئ قنبلة في أنسباخ. وما حدث سيغيّر صورة الألمان عن أنفسهم. فهم صاروا في عداد ضحايا الإرهاب الدولي، والتحقوا بغيرهم من الأمم. وكأن الدرع التي كانت تحمي ألمانيا من الأهوال التي خبرها آخرون مثل الولايات المتحدة وعدد من الدول في أوروبا والعالم العربي وآسيا، تصدّعت. لكن في ألمانيا، وأكثر من أيّ بلد آخر في أوروبا، لا يقتصر الخوف على احتمالات الهجمات الإرهابية فحسب. فالألمان يخشون استغلال اليمين المتطرّف مخاوفهم. ومشاعر العداء للأجانب كانت وراء هجوم ميونيخ الذي قد يساهم في رفع وتيرة العنف ضد الأجانب. ويخشى أن تساهم الهجمات في تغيير ألمانيا، وتبديد قيم التسامح، والهوية الكوزموبوليتانية التي نسجها الألمان على مدى عقود.

ومنذ وقوع الهجمات، تقدمت قيادات أحزاب الوسط باقتراحات مفصلة لتغيير سياسة مكافحة الإرهاب، في محاولة يائسة لإثبات قدرة السياسة المركزية على مواجهة التطورات. لكن اقتراحاتهم العقلانية لا يمكن أن تنافس الشعارات الشعبوية مثل «لا لجوء للمسلمين» أو «أغلقوا الحدود». والسبيل إلى جسر الثقة ومكافحة نفوذ اليمين المتطرّف الجديد، التزام معيار الشفافية، والتحقيق في خلفيات جميع الهجمات من دون تحيّز سياسي، والتحلّي بالواقعية، أي الإقرار بأن منع مثل هذه الهجمات برمّتها يقتضي التخلّي عن الحرّية والانفتاح اللذين جعلا ألمانيا الحديثة موطناً يستحقّ الدفاع عنه. وهذا هو التحدّي الأكبر الذي تجبهه اليوم ألمانيا والغرب.

«نيزافيسيمايا غازيتا»: قنبلة ذرّية قيمتها تريليون دولار!

تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» إلى خطط البيت الأبيض في شأن تحديث السلاح النووي، مشيرة إلى أنها أحدثت انشقاقاً بين المشرّعين الأميركيين.

وجاء في المقال: أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها الشديد من نيّة البيت الأبيض رفع كفاءة السلاح النووي في أوروبا وابتكار صاروخ بالستيّ جديد عابر للقارات. ويدور الحديث هنا عن خطط تحديث الترسانة النووية الأميركية التي تطرح بنشاط على البرلمانيين. ولكن، وكما اتضح، فإنه ليس جميع أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ يقفون في جبهة واحدة إلى جانب هذا الأمر.

في هذه الأثناء، أعلن مدير هيئة الحد من انتشار الأسلحة ومراقبتها في وزارة الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف أن روسيا ستأخذ بالاعتبار في خططها العسكرية نيّة الولايات المتحدة تحديث القنبلة «B61-12» وصنع صاروخ بالستيّ جديد عابر للقارات. وقال: لا يدور الحديث عن علبة كبريت أو عن مسدس. ونحن نعلم أنه في ظل إدارة أوباما، الذي بدأ بالحديث عن الإسراع في بناء عالم خال من السلاح النووي، بدأت أكبر عملية لتحديث الترسانة النووية في تاريخ الولايات المتحدة، والتي ستكلف تريليون دولار.

وبحسب أوليانوف، فإن برنامج هذه التحديث يتضمن صنع أنظمة صاروخية وأنظمة تحكم، سيستمر عملها إلى أعوام 50 ـ 70 من القرن الحالي. أي أنه برنامج بعيد المدى لم تشهد الولايات المتحدة مثيلاً له من قبل. والرؤوس النووية المذكورة هي الجزء الرئيس من برنامج تحديث كبير يشمل وسائل نقلها الاستراتيجية.

وكانت نائب وزير خارجية الولايات المتحدة روز غوتمولر قد أشارت في بداية شباط الماضي إلى نيّة البيت الأبيض تحديث السلاح النووي التكتيكي الموجود في أوروبا. كذلك، أشارت حينذاك إلى أن واشنطن تنوي توحيد بعض أنواع قنابل «B61» النووية في معيار «B61-12». مضيفة أنّ هذا النوع يجب أن يخضع لبرنامج إطالة مدة خدمتها لتحل محل الأسلحة التقليدية القديمة.

ولكن هذا بحسب قولها لن يؤدّي إلى رفع كفاءة هذه القنابل الذرية وقدرتها، إذ لن ترتفع القدرة الحربية لقنابل «B61-12»، لا بل ستبقى تعادل قدرة «B61». كما أن عدد الأسلحة الأميركية في أوروبا سيبقى كما هو عليه اليوم، أو قد يتم تقليصه. وسيكون بإمكان الولايات المتحدة تقليص عدد قنابل الجاذبية في ترسانتها النووية.

ولكن، تبيّن أن برنامج البيت الأبيض في شأن تحديث الأسلحة النووية التكتيكية لم يحصل على موافقة المشرعين الأميركيين. فقد كتب يوم 20 تموز الماضي عشرة أعضاء من الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ رسالة إلى الرئيس أوباما يقترحون فيها عليه التخلّي عن خطط التحديث الشامل للأسلحة النووية الاستراتيجية، وانتهاج سياسة لن تكون الولايات المتحدة بموجبها البادئة في استخدام وسائل الهجوم النووية وتلغي خطط توجيه ضربات وقائية نووية.

كما طلبوا في رسالتهم من القوات الجوية الأميركية وقف برنامج تصميم صواريخ نووية مجنحة جديدة، والتي يجب أن تحل محل الصواريخ القديمة جو ـ أرض لأن إنتاج صاروخ من هذا النوع يكلّف الخزينة 20 مليار دولار.

من جانب آخر، سبق أن أرسل أعضاء من الكونغرس يمثّلون الحزبين الجمهوري والديمقراطي رسالة إلى وزير الدفاع آشتون كارتر تتضمّن تأييدهم برنامجَ تحديث الأسلحة النووية.

«بوليتيكو»: ميلانيا ترامب تنفي اتهامات بالعمل بصورة غير شرعية

ردّت ميلانيا ترامب زوجة المرشح الجمهوري للبيت الأبيض الخميس على اتهامات أوردتها عدة وسائل إعلام أميركية ملمّحة إلى أنها عملت بصورة غير شرعية في الولايات المتحدة في الماضي، مؤكدة أنها لطالما التزمت بقوانين الهجرة الأميركية.

ونشرت صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية الأحد والإثنين صوراً لزوجة دونالد ترامب عارية التقطت في نيويورك عام 1995 لحساب مجلة «ماكس» الفرنسية.

غير أن عدّة وسائل إعلام أشارت إلى أن ميلانيا كناوس بحسب اسمها قبل الزواج، لطالما أكدت أنها بدأت العمل في الولايات المتحدة كعارضة أزياء عام 1996.

ونقل موقع صحيفة «بوليتيكو» الأميركية عن عدة مصادر، لا سيما شريكة سابقة لها في السكن قالت إنهما استأجرتا معاً شقة في نيويورك عام 1995، أن ميلانيا ترامب عملت في الولايات المتحدة من دون امتلاك تأشيرة الدخول المناسبة لذلك.

وردّت زوجة رجل الاعمال النيويوركي على «تويتر»، على ما اعتبرته إعلاماً غير دقيق، منتقدة التضليل الإعلامي في شأن وضعها بنظر دائرة الهجرة عام 1996.

وعلى الأثر لفت موقع «بوليتيكو» إلى أنّ عارضة الأزياء السابقة لا تأتي على ذكر عام 1995، وهو العام موضع الجدل.

وأكدت ميلانيا ترامب التي حصلت على الجنسية الأميركية عام 2006: لطالما كان وضعي قانونياً بنظر قوانين الهجرة الأميركية.

وهي أغلقت الاسبوع الماضي موقعها الإلكتروني مؤكدة أنه لا يعكس نشاطها واهتماماتها الشخصية.

غير أن عديدين ربطوا إغلاق الموقع بسجال آخر في شأن الشهادة الجامعية التي تقول زوجة دونالد ترامب إنها تحملها. فهي تؤكد على موقعها حصولها على شهادة في التصميم والهندسة المعمارية من جامعة سلوفينيا، في حين أنها لم تحصل يوماً على مثل هذه الشهادة.

وسبق لميلانيا ترامب التي بقيت حتى الآن بعيدة عن الأضواء في الحملة الانتخابية ولو أنها تظهر بانتظام إلى جانب زوجها، أن أثارت فضيحة قبل أسبوعين خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في كليفلاند، حين ألقت خطاباً تضمّن جُملاً كاملة من خطاب ألقته السيدة الأولى ميشيل أوباما في مؤتمر الحزب الديموقراطي عام 2008.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى