مقدمة «المنار»

مقدمة «المنار»

لم ينجلِ غبارُ معركةِ حلب بعد.. ولن يَحسِمَ التهويلُ والتهليلُ نِزالاً يبدو أنّ مسارَهُ على المسلّحينَ طويل.

علِق التكفيريّونَ عندَ ما سمّوه نصراً، بتحقيقِ خرقٍ عسكريٍ على طريقِ الراموسة، بعدَ سبعِ هجماتٍ أو يَزيد. ضخَّموا إنجازَهُم إلى حدٍّ لم يستطيعوا تمريرَهُ عبرَ الشريانِ الصغيرِ الذي فتحوه.

عَبَرَ بعضُهُم الطريقَ، فسَمّوه كسراً للطَوقِ المفروضِ عليهم، وعندما أرادوا معاودةَ الكَرةِ لاقتهُم نيرانُ الجيش السوري وطائراتُه، فبكَّروا وجوقاتِهِم الإعلامية ومحرّكاتِهِم الإقليميّة والدولية، رسمَ الصورةِ على قِياسِ الأمنياتِ وليسَ الوقائع، واذا ما جَمَعوا أسماءَ قتلاهمُ الموزّعةَ على تنسيقياتِهِم، وانتشلوا جثَثَهم من تحتِ أنقاضِهِم، لعَرَفوا حقيقةَ أوهامِهِم.

أعاد الجيشُ السوريُ وحلفاؤهُ بعضَ تموضعاتهِم، جنَّبوا قواتِهِم الاستنزافَ بالعديدِ والعَتاد، كبّدوا المسلحينَ مئاتِ القتلى والمفقودين، وظلَّ الجيشُ محتفظاً بالسيطرةِ الناريةِ على الطوقِ الاستراتيجي الذي يحاصرُ المسلّحينَ ورعاتِهِم الإقليميّين.

انتهت جولةٌ على قياسِ جوقاتهِم الإعلاميّة، وما انتهت المعركةُ بأبعادِها الاستراتيجية، حتى أنّ ما سَمَّوهُ نصرا لن يطول، والساعاتُ المقبلةُ كفيلةٌ بتوضيحِ مسارِ الأمور.

مقدمة الـ أن بي أن

كرّ وفرّ في حلب يفتح المعارك على كل السيناريوهات، المسلّحون نجحوا في الوصول إلى الراموسة وكليات عسكرية، لكنّهم وقعوا في مصيدة الجيش السوري الذي يتّجه إلى محاصرة المجموعات.

المعارك متواصلة بانتظار ترجمة الخطة «باء»، التي تتوزّع ما بين حصار المسلحين ومهاجمتهم، المجموعات زجّت بقوات النخبة لديها في هذه المعركة الوجوديّة وعين المسلّحين على أحياء جديدة في حلب، لكن الجيش السوري وحلفاؤه لن يكتفوا بالدفاع عن تلك الأحياء، بل بالهجوم المضادّ، وعليه تبقى العيون ترصد تطوّرات حلب قبل حلول موعد المفاوضات السياسيّة نهاية الشهر الجاري.

عواصم العالم تتابع ما يجري، لكن اهتماماتها تنصبّ على ساحاتها الغربيّة بشكل عام والأوروبيّة بشكل خاص، بعد ازدياد مخاطر الإرهابيّين وتبنّي تنظيم «داعش» لعمليّات الطعن والتفجير والهجمات وضرب الاستقرار في أكثر من دولة، كما الحال في بلجيكا، بينما ذهبت بريطانيا إلى منع جنودها وضباطها من ارتداء ملابس عسكريّة خلال عطلهم خِشية استهدافهم من قِبل الإرهابيّين .

في لبنان، عطلة نهاية الأسبوع هادئة سياسيّاً بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من تحضير لاستكمال الحوار، وحده الجيش اللبناني يرابط على الحدود الشرقيّة ويشنّ ضربات استباقيّة تمنع الإرهابيّين من التفكير بأيّ هجوم اتجاه عمق الأراضي اللبنانيّة .

مقدمة «الجديد»

بركلةٍ من حافلة نال وفدُ لبنان إلى الكوكب الأخضر وسامَ الشرف برتبةِ كلّنا مقاومة، وبضربةِ جودو أطاحت جودي فهمي بلاعبةٍ «إسرائيليّة» فانتزعت ميداليّةً برتبةِ فارسة مقاوِمة برفضها المواجهة والانسحاب من البطولة، جودي سجّلت في ريو دي جانيرو أنّها عربيّة ترفض مصافحةَ العدو ولو بضربةِ جودو رياضيّة، والأهم أنّها سعودية أصيلة في زمن العشق الأسود الزاحفِ نحو التطبيع والارتماءِ في حِضنِ «الإسرائيلي». في لبنان، وبعد اتّهام عبد المنعم يوسف رأسٌ ثانٍ على لائحة المهدرين للمال العام في الإنترنت غير الشرعيّ، سقط بالضربة القاضية على رأس مجموعةِ المرِ القابضة، وذلك مثبتٌ في الدعوى القضائية التي رفعتها الدولةُ اللبنانيّة، حيث أظهرت حيثيّاتُ الدعوى محتوياتِ صندوقِ آل المر الأسود في ستوديو فيجين والملايين المسروقة للصالح الخاص بنسبةٍ تفوق الخمسين في المئة أُهدرت من حق الصالح العام. الدولةُ اللبنانيّة اتّخذت صفةَ الادّعاء الشخصي على المر وشركتِه، مطالبةً بإنزال أشدِّ العقوبات بهم مع إعادة الأموال المهدورة، ميشال المر انضمّ إلى عبد المنعم يوسف على أن ينضمّ المهدرون المجهولون إلى اللائحة تباعاً وللملف تتمّة.

في حلب، معركةٌ من الوزن الثقيل تدور في الكليات الحربية حيث تحصّن الإرهابيّون واستماتوا في فتح ثَغَرة في الطوق المفروضِ عليهم، وبحسب الأخبار الآتية من الميدان، فإنّ قلب الإرهابيّين ليس على أبناء حلب المحاصرين، بل على ضباطٍ أتراك، عرب، وغربيّين حوصروا، ولإنقاذهم زَجَّ المسلّحون بكل أوراقهم الإعلاميّة والعسكريّة والانتحاريّة في المعركة لفتح ممرّ، لكنَ الممرَ إلى نهاية أزمة حلب لم يبلغ خطَّ نهايتِه بعد في معركة كسرِ العظم التي ستَرسِمُ معالمَ الاتفاقات المقبلة، وعلى هذه الحلبة جمهورٌ يراقب شدَّ الحبالِ الإيراني السعودي الأميركي الروسي في الوصول إلى حلٍ سعيد في اليمن، تأَجّلَ الاتفاقُ شهراً لكنه لم يسقط، وإعادةُ الأمل إلى عاصفة الحزم دونَها عقبات في الموازنات والدول المشاركة في التحالف العربي، وأبرزُها السعودية التي ترزح تحت وطأة الكلفة الباهظة، ما دفع بمُفتي الديار السعودية إلى المطالبة بالتبرّع للجيش في سابقةٍ هي الأولى في تاريخ المملكة. مشاوراتُ الكويت أُعطيت وقتاً لمزيدٍ من المشاورات، وما سيُزرع في حلب سيُحصد في اليمن، عندها سيُطلق الحكمُ الدولي الأميركي الروسي صافرةَ الانتهاء.

مقدمة الـ»أو تي في»

من إسطنبول إلى حلب إلى اليمن، قوس الأزمة يشتدّ ليطلق السّهم في قلب التسوية السياسيّة في سورية، وعلى رأس الحل المنتظر في اليمن. أردوغان يحشد في ساحات إسطنبول، يأخذ نفساً عميقاً من الحشود قبل الغوص عميقاً في أزمته المفتوحة على الغرب وأميركا والشرق. وفي سورية، المعارضة تحشد في جبهات حلب ومعارك طاحنة هي الأشرس منذ بداية الحرب في الشهباء وفي كل الأرجاء. الحرب الباردة الأميركية – الروسيّة تنفجر معارك ضارية على الأرض بين السعوديّة وإيران في المنطقة، وبين الأسد وحزب الله مقابل «النصرة» و»داعش» وكل اللفيف الإرهابي في سورية. من يسيطر على حلب يربح الحرب، ومن يربح الحرب يحدّد مصير المنطقة للمئة سنة المقبلة، تماماً مثلما كانت معادلة باتريك سيل: من يسيطر على لبنان يسيطر على سورية، ومن يسيطر على سورية يسيطر على الشرق الأوسط. مثلث برمودا العربي يبتلع الحلول ويلفظ التسويات، الداخل مفقود والخارج مولود، وكل شيء مفقود حتى الساعة، بما فيه التسوية الشاملة والسلة المتكاملة في لبنان التي نعاها وئام وهاب اليوم أمس في وقت اقترب وائل أبو فاعور من نعي الانتخابات الرئاسيّة الآن، عندما قال إنّ حصرم الرئاسة ما زال فجّاً، في حين تحدّث سجعان قزي عن إمكانية البحث في أسماء خارج نادي الأربعة، وهو ما سبقه إليه غطاس خوري حامل أخبار الحريري وفاشي أسراره عندما أعلن من المختارة السبت أنّ الباب مفتوح للنقاش حول اسم آخر جديد أو قديم، لا فرق. الناخب الأوّل والأقوى لم يبدّل تبديلا حتى الساعة، والحليف المرشّح على لائحة الحريري لا يبدي أيّ رغبة أو إرادة في الانسحاب، وحليف الحليف على موقفه الذي يعرفه المعنيّون تمام المعرفة من دون تلميح ولا تصريح. واليوم 7 آب أمس ، وخمسة عشر عاماً على انتفاضة حفنة من الشابات والشبان الشجعان في وجه طبقة ما زالت فاسدة، وطغمة ما زالت متحكّمة ولو تغيّر الأمر والوالي، فهؤلاء ما رغبوا من الدنيا إلّا بحطام الكرامة، وما تعلّموا من السياسة إلّا فنون النخاسة، وما عنى لهم الوطن يوماً إلّا صفقة وسرقة، وما كانوا يوماً إلّا لصوص هيكل، وليذهب الشعب إلى القبر أو الغربة أو الجحيم برأيهم، أو كما في تركيا إلى الساحات لتوجيه رسائل وتحسّباً لانقلاب ثان يخشاه أردوغان هذه المرة أن يكون خالياً من الأخطاء المدروسة والمحسوبة.

مقدمة الـ»أل بي سي»

غداً اليوم الجولة 43 لانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة.. من يتذكّر! تأتي جلسة الغد اليوم بعد تعثّر ثلاثية الرئيس نبيه برّي والتي تضمّنت بند الرئاسة، وإذا كان بند الرئاسة مرتبطاً بطاولة الحوار، فهل يجب انتظار مطلع أيلول المقبل موعد انعقاد الطاولة مجدّداً في عين التينة؟

في انتظار الأجوبة، تسود حال من فوضى الملفات، خصوصاً في ظلّ تعثّرها ولو بنسب متفاوتة، فملف النفايات يُخشى أن يكون قد تعثّر مجدّداً، وملف الكهرباء يبدو أنّ مصاعبه وعراقيله أكبر من معالجته وقد استفحل وضع الكهرباء مع ازدياد ساعات التقنين، ما طرح مجدّداً مسألة الاستعانة ببواخر توليد جديدة.

في الشأن السوري، لا تزال مدينة حلب في الواجهة، وفي جديد تطوّراتها الميدانية ترجيح أن تكون المعارضة فكّت الحصار عن الجهة الشرقية منه.

مقدمة الـ أم تي في

بعد كرّ وفرّ استمر أكثر من شهر في حلب، تمكّنت قوات المعارضة من حسم الأمور لمصلحتها جزئيّاً وربما مؤقّتاً، فإثر معارك طاحنة خاضتها الفصائل المعارضة ضدّ قوات النظام وسقط بها أكثر من 700 قتيل من الطرفين تمكّنت هذه الفصائل من فكّ الحصار على الأحياء الشرقيّة لحلب لتحاصر بدروها الأحياء الغربية.

التطور الاستراتيجي الجديد سيفرض نفسه في المفاوضات السياسيّة، ولا سيّما أنّ جيش النظام تلقّى ضربة موجعة رغم الغطاء الجوي الذي يؤمّنه له الطيران الحربي الروسي .

سياسياً، غداً اليوم جلسة جديدة من الجلسات الافتراضيّة لانتخاب الرئيس، وهي كالجلسات الافتراضيّة السابقة لم تنعقد، حتى ثلاثيّة الحوار التي كان يعّول عليها لإحداث خرق في الجدار الرئاسي المسدود لم تحقّق أهدافها، بل فتحت الواقع السياسي على سجالات جديدة من أبرز عناوينها استحداث مجلس الشيوخ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى