أولُ قمةٍ روسية إيرانية أذربيجانية في باكو
وصَّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، إلى مدينةَِ باكو، عاصمة أذربيجان، للمشاركة في القمةِ الروسية الأذربيجانية الإيرانية، التي تُعتبر الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين الدول الثلاث.
ومن المتوقع أن يناقش الزعماء الثلاثة خلال مباحثاتهم في باكو مجموعة واسعة من القضايا الدوليةِ والإقليميةِ، وفي مقدمتها سُبل تسوية الأزمة السورية، وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وأفغانستان، ومشاكل مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات، إلى جانبِ إمكانيات تعميق التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري وخصوصاً في مجالي الطاقة والنقل بين روسيا وأذربيجان وإيران.
و كان الرئيس بوتين قد عقد في وقتٍ سابق أمس، اجتماعاً مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسي لبحثِ عدد من القضايا الداخلية وكذلك لقاءاته مع نظرائه من إيران وتركيا وأذربيجان وأرمينيا.
وأفادت الرئاسة الروسية، بأنَّ هذا الاجتماع جرى بمشاركةِ أمين مجلس الأمن نيكولاي باتروشيف ووزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو، ومدير هيئة الأمن الفدرالية ألكسندر بورتنيكوف ورئيس الاستخبارات الروسية ميخائيل فرادكوف، وتناول الوضع الاقتصادي الاجتماعي في البلاد وكذلك اللقاءات الدولية المرتقبة للرئيس.
وفي مسودةِ البيان الختامي المعدة قبيل القمة الثلاثية في باكو، يدعو بوتين وروحاني وعلييف جميع دول العالم إلى الانضمام لجهود الدول الثلاث في محاربة الإرهاب وتهريب المخدرات.
وجاء في المسودة التي نقلت وكالة «نوفوستي» مقتطفات منها «الأطراف عازمة على التصدي للإرهاب والتطرف والجريمة العابرة للقارات، والاتجار غير الشرعي بالأسلحة، وتهريب المخدرات، والاتجار بالبشر، والجرائم في مجال تكنولوجيا المعلومات والحواسيب. وتدعو الدول الثلاث المجتمع الدولي للانضمام إلى الجهود من أجل التصدي لهذه التحديات والتهديدات على الاستقرار والأمن الدوليين مع دور محوري تلعبه الأمم المتحدة».
كما جاء في المسودة أنَّ الدول الثلاث تدين بأشد العبارات الإرهاب بكافةِ أشكالهِ ومظاهرهِ، وتؤكّد أهمية إجراء مشاورات ثنائية ومتعددة الأطراف من أجل تبادل المعلومات حول تطورات الوضع، ووضع إجراءات ترمي إلى التصدي للإرهاب بشكلٍ فعال.
هذا وتشيرُ مسودة البيان التي من المتوقع أن يقرها زعماء الدول الثلاث خلال قمةِ باكو، إلى أنَّ النزعات العالقة في المنطقة ، تمثل عائقاً كبيراً على طريق تطوير التعاون الإقليمي، وتشدد على ضرورة تسوية كافة النزاعات في أقربِ وقتٍ عن طريقِ المفاوضات وعلى أساس مبادئ وأحكام القانون الدولي.
ومن أهمِ المواضيع التى سيتمُ طرحُها فى القمةِ إنشاء ممر دولي يربط بين الشمال والجنوب، ليقوم هذا المشروع بمنافسةِ قناة السويس المصرية إلى حدٍ ما، حيث يبلغ طول الممر 7200 كيلومتر، ويربط شمال أوروبا بالهند، ودول الخليج عبر إيران، وروسيا وأذربيجان.
و كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد أعلن في وقتٍ سابق، أنَّ هذا المشروع سيخدم مصالح شعوب إيران وأذربيجان وروسيا، ومصالح المنطقة بأسرها، حيثُ سيقوم المشروع، بتوفير بديل فعال من حيث التكلفة والوقت للطريق البحري عبر قناة السويس.
وسيبلغ حجم مرور البضائع بذلك الممر المائي 7.3 مليون طن عام 2015، بزيادةِ 4.1 عن العام الأسبق، حيث يتكون مشروع «ممر الشمال الجنوب» من خطوطٍ بحريَّةٍ وبريَّةٍ وسككٍ حديد، ويضمن نقل البضائع من روسيا عبر أوروبا إلى البحر الأبيض المتوسط، ومنه عبر قناة السويس إلى الهند التي تعود لترتبط بروسيا عبر البر.
ويخطط ضمن الخطوة الأولى، لنقل 5 ملايين طن من البضائع سنوياً، على أن تبلغ كمية البضائع والشحنات التي ستنقل في المستقبل على أساس سنوي ما يقرب من 10 ملايين طن.