إطلاق مشروع «بيت المواطن» في بلدية الميناء
بحضور سفير النروج في لبنان سفن آس، احتفلت «مؤسّسة الصفدي» وبلدية الميناء بإطلاق مشروع «بيت المواطن» الممول من السفارة النروجية، وذلك في مقر البلدية.
يهدف المشروع إلى تفعيل مشاركة الأهالي ليصبحوا لاعبين أساسيين في عملية التنمية الاجتماعية عموماً، وتفعيل المواطَنة المسؤولة للأهالي ضمن مدينتهم خصوصاً، إضافة إلى تطوير مفهوم الديمقراطية المسؤولة.
جرى في الحفل التعريف بالمشروع أمام مؤسسات المجتمع المدني في المدينة، إضافة إلى الفرقاء المؤثرين بالمشروع والشركاء المحتملين في عملية نشر مفاهيم المشاركة وتعزيزها، وكذلك عرض نتائج المرحلة الأولى من المشروع التي تجسد التعاون بين بلدية الميناء و«مؤسسة الصفدي» ومجموعة من الناشطين المحليين المؤمنين بهذه القضية، الذين شكلوا نواة «لجنة بيت المواطن»، ليكونوا في ما بعد فاعلين أساسيين مع البلدية والمؤسسة في تعزيز مبدأ التضافر والتضامن الاجتماعيين، للبدء بتنفيذ مبادرات من شأنها إشراك سكان الميناء بتطوير وتنمية مدينتهم.
حضر الحفل، إضافة إلى السفير النروجي، نائب رئيس «مؤسسة الصفدي» أحمد الصفدي، ممثل محافظ الشمال المهندس عامر حداد، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء الدكتور نادر الغزال، رئيس جمعية مكارم الأخلاق في الميناء الشيخ صبحي الصالح، رئيسة اللجنة الوطنية للأونيسكو الدكتورة زهيدة درويش، رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي، السفير محمد عيسى، رؤساء وأعضاء بلديات ومختارون، رؤساء وممثلون عن النقابات في طرابلس والشمال، مدير عام «مؤسّسة الصفدي» رياض علم الدين، أعضاء لجنة بيت المواطن، وفاعليات اجتماعية، وإعلاميون ومهتمون.
بعد جولة قام بها الجميع في مركز «بيت المواطن» في البلدية، افتتح الحفل بالنشيدين اللبناني والنروجي، وألقت هلا فتال كلمة ترحيبية، ثمّ ألقت مديرة قطاع التنمية الاجتماعية د. سميرة بغدادي كلمة المؤسسة فقالت: «جاء هذا المشروع ليساهم في التصدي لإشكاليات تنمية الميناء من خلال إيجاد الإطار الملائم لخلق مساحة للمشاركة وللشراكة بين كافة اللاعبين على الساحة المحلية بهدف تعزيز ديمقراطية الحكم المحلي الصالح القادر على إدارة فاعلة وواعدة لتنمية الميناء. فالبلدية بحسب القانون هي الجهة المخوّلة بهندسة التنمية المحلية بما يتلاءم مع احتياجات السكان وتطلعاتهم من خلال رؤية شاملة وخطة متكاملة وممارسة تشاركية مع كافة الفرقاء في المجتمع القطاع العام، مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص ».
وأضافت: «التنمية المحلية هي مشروع مجتمعي تتضافر لأجله جهود لاعبين محليين تجمعهم ذاكرة جماعية وتطلعات مختلفة تسمح لهم بالانتقال من ثقافة «الأنا» إلى ثقافة «النحن»».
ثم قدّمت مديرة المشروع من قبل المؤسّسة سمر بولس، عرضاً تفصيلياً عن أهدافه وأنشطته ومراحله. وألقى جورج دروبي كلمة «لجنة بيت المواطن» قال فيها: «رُبّ سائل لماذا هذا البيت، وما الغاية منه؟ الجواب، بكل بساطة، لأننا نسعى إلى أن يكون ابن هذه المدينة أو ساكنها مواطناً بكل ما للكلمة من معنى… وبالتالي أن يعي حقوقه وواجباته، وكونه مساهماً في حياة مدينته وتنظيم شؤونها، وشريكاً في تنميتها ومساهماً في ازدهارها ومسؤولاً عن اختياره من يمثله في إدارة شؤونها، اختياراً حراً وديمقراطياً».
ثم قدّم عضوا اللجنة المهندسان ريان نجار وعماد عيسى عرضاً تفصيلياً لخطة عمل اللجنة.
وأمل سفير النروج أن يحقق «بيت المواطن» رسالته من خلال تمكين السلطات والمجتمعات المحلية والمجتمع المدني في تعزيز المواطَنة الفعالة وإشراكهم، وأخذ دورهم في تحسين ظروف معيشتهم وتأثيرهم في قضايا السياسات العامة». وأضاف: «نحن نتطلع لرؤية بيت المواطن مكاناً يوفر المعلومات والتدريب لإحاطة المواطنين بالعمل البلدي. فليكن «بيت المواطن» مساحة مشتركة يتبادل فيها الناس الخبرات والمعرفة والأفكار من خلال الحوار والنقاش والمحاضرات لتعزيز شراكة مبنية على التفاهم المشترك والأرضية المشتركة، مدفوعة بثقافة الديمقراطية القائمة على المساءلة والشفافية لتعزيز فرص التنمية المحلية.
وختم متمنياً لـ«بيت المواطن» أن يكون منارة تضيء الطريق للبلديات الأخرى وتحثّها على أن تحذو حذوها، ومعبّراً عن اعتزازه بهذه الشراكة مع مؤسسة الصفدي وبلدية الميناء.