أتى زمن الانتصارات
انتصار تموز 2006 يتكرّر من جديد، وها هو انتصار تموز 2014 يضاف إلى سجلّ انتصاراتنا، وكأن المقاومة لا تريد النصر إلاّ في تموز لتثبت للصهاينة فشلهم وضعفهم وخيبتهم. ها هم الصهاينة يُهزمون من جديد ويعلنون وقف إطلاق النار على غزّة. وبهذا، تكون المقاومة الفلسطينية كتبت الانتصار بالخطّ العريض، ليعود الجيش الصهيوني ذليلًا كما هو دائماً.
انتصر الحقّ على الباطل، انتصرت فلسطين. وعلى رغم جراح غزّة، ها هي تنتفض من جديد، وشعب المقاومة يرقص فرحاً في الشوارع، ومواقع التواصل الاجتماعي تشتعل بالمباركة لنصر غزّة على الاعداء. إلّا أن معظم التعليقات تركّزت حول نصرَيْ تموز.
Post
نصر غزّة هو نصرنا جميعاً. هنيئاً للشهداء الذين نصروا بدمائهم الزكية غزّة… وهنيئاً للمقاومة التي تثبت يوما بعد آخر أن زمن الهزائم قد ولّى، وأتى زمن الانتصارات.
التنبؤات وخرافاتها
بعد كلّ توقّع من قبل أحد المنجّمين، تكثر التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي التي ترفض هذه التوقعات، لا بل تؤكّد كذب هؤلاء المنجّمين وجهلهم وانحرافهم عن المعقول. كما تكثر الصيحات المنادية بتوقّف الناس عن مشاهدة هذه الترّهات التي تنهك الرأي العام وتدخله في متاهات مخيفة.
رفض التنبؤات يقابله تحذير من بعض الناشطين، أو بمعنى آخر، تقابله تحليلات لتفسير الواقع كما هو لا كما يريده المنجّمون. وهنا تفسير لأحد الناشطين يحكي فيه عن حقيقة التنبؤات هذه، فبرأي الناشط، أن اهتمام عامة الناس بهذه التوقعات سببه عدم إيمانهم بالسياسيين، وأنّ المنجّمين ليسوا إلّا وسيلة يستخدمها البعض لإعادة الثقة ببعض السياسيين. فيما يعتبر آخرون أنّ هذه التنبؤات ليست إلّا تسريبات أساسها قوى خارجية تريد نشر الفساد والتوتر في أوساط المواطنين، ولا يعني هذا بالضرورة حصول هذه التوقعات، وبالطبع ليس المقصود من ذلك التنبيه من عدم وقوعها، هذه التوقعات ليست سوى وسيلة جديدة لإشغال الناس عن المحيط لبعث الخراب في البلاد.
Post
تعتبر هذه التنبؤات من أخطر الوسائل التي تستخدمها القوى الغربية في غسل الأدمغة وتحقيق المآرب. لذا، المطلوب الكفّ عن العبث بعقول الشعب، فيكفينا ما يحيط بنا من ويلات… كفى خرافات.
سوء استخدام اللغة… والبعد عن التراث
أصبح استخدام اللغة العربية الفصحى نادراً هذه الأيام، إلّا في ما يخصّ الكتابات الصحافية أو الأوراق الخاصة بمعاملة ما. لا تقف خطورة الأمر عند هذا الحدّ، بل يتخطّى الموضوع حصر اللغة العربية الفصحى بطبقة معينة من الناس، واعتبار استخدامها حكراً على فئة خاصة. أمّا بعض الأشخاص فإن استخدموها، فإنهم يستخدمونها تبعاً لمعايير خاطئة من دون الالتزام بقواعدها. ونأتي إلى فئة أخرى من الناس التي تعتبر استخدام اللغة العربية الفصحى أمراً مضحكاً، إذ كي يكون الفرد «كوول»، عليه استخدام العربية المكتوبة بأحرف لاتينية أو الإنكليزية أو الفرنسية، أمّا العربية فهي ليست على الموضة.
هنا تطرح الإعلامية ريما نجم الأمر من زاوية أخرى. فعدم استخدام اللغة العربية الفصحى يعني التخلّي عن ثقافة الآباء والأجداد، ما يؤدّي إلى انقطاع الصلة بالتراث القديم، وقد نشأت في الآونة الأخيرة جمعيات عدّة تدعو إلى التنبّه لمخاطر عدم استخدام اللغة العربية، لكن حتى الآن، لم تأتِ بنتيجة تُذكر. فهل تعود اللغة العربية الفصحى إلى أمجادها؟ وهل تتنبّه المدارس إلى أهمية إتقانها من قبل التلامذة؟
Post
الابتعاد عن التراث لا يقتصر فقط على استخدام اللغة العربية الفصحى. من الجيد لفت النظر إلى هذا الأمر، إلّا أنّ هناك أموراً أخرى أخطر بكثير تُبعد الجيل الجديد عن تراث آبائه وأجداده. فحتى القيم صارت قديمة وبالية لتحلّ محلّها قيم العولمة والحداثة.