أنقرة تُحذر واشنطن من التضحيةِ بعلاقاتها بسببِ غولن
قال وزيرُ العدل التركي بكير بوزداج، أمس، إنَّ السلطات اعتقلت أكثر من 26 ألف شخص إجمالاً فيما يتصل بمحاولةِ الانقلاب التي وقعت الشهر الماضي.
هذا و حذّر بوزداج، الولايات المتحدة من التضحية بالعلاقات الثنائية بسبب الداعية الإسلامي فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالتخطيط لمحاولةِ الانقلاب. وقال «إذا لم تُسلم الولايات المتحدة غولن فإنها ستضحي بعلاقاتها مع تركيا من أجل إرهابي»، مشيراً إلى أنَّ المشاعر المعادية لأمريكا لدى الشعب التركي بلغت ذروتها بسبب الخلاف بين الدولتين حول تسليم خصم الرئيس رجب طيب أردوغان، «يعود للطرف الأمريكي أن يحوِّل دون أن تتحول هذه المشاعر إلى كراهية»، وتابع بوزداغ مشدداً «إذا لم يتم تسليم غولن، فسيكون لذلك انعكاس سلبي على العلاقات بين البلدين».
وأشار بوزداغ في تصريحاته إلى أنَّ «الولايات المتحدة دولة كبيرة، وستتصرف في النهاية وفق متطلبات ذلك» معرباً عن أعتقاده أنها «ستُعيد الإرهابي فتح الله غولن إلى تركيا»….«إنَّ فتح الله غولن فقد صفته كأداة بالنسبةِ للولايات المتحدة، وغيرها من الدول».
وأكّد الوزير التركي أنَّ الجميع يدرك المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا نُفِّذت بأوامرٍ من فتح الله غولن، مشدداً على أنَّ الإدارة الأمريكية، ووكالة استخباراتها، وأوروبا تعلم بذلك.
ولفَّت إلى أنهم تقدموا بطلبٍ إلى الولايات المتحدة بخصوص تسليم غولن، مبيناً أنَّ طلب التسليم تضمن أربعة ملفات مختلفة، ومئات الأضابير، أرسلت إلكترونيا وبالمراسلات الرسمية أيضاً.
وأضاف وزير العدل التركي أنَّ السلطات الأميركية طلبت زيارة وفد تركي إلى واشنطن، مبيناً أنَّ الجانب التركي وافق على الزيارة، شريطةَ قيام وفد أميركي بزيارةِ تركيا أولاً، يعقبها زيارة الوفد التركي، مشيراً أنهم لم يتلقوا جوابا بعد على المقترح التركي.
وأشار إلى أنَّ الـ15 تموز الماضي كان درساً مهماً بالنسبةِ للانقلابيين، وضمانةً مهمة لديمقراطيةِ تركيا، منوِّها بأنَّ الشعب والسياسيين، والحزب الحاكم، والبرلمان حافظوا على الديمقراطية في البلاد.
هذا و كانت السلطات التركية أصدرت قراراً باعتقال 77 أكاديمياً وإدارياً في جامعة دجلة في إطار تحقيقات بمحاولةِ الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد في الخامس عشر من تموز الماضي.
وعِقب صدورِ القرار قامت قواتُ الأمن بتفتيشِ منازلَ 77 شخصاً. يُذكر أنَّ رئيسة الجامعة السابقة الدكتورة عائشة جول جالا ساراش و9 آخرين تمَّ توقيفهم في وقتٍ سابق في إطار التحقيقات نفسها.
كذلك، أعلن نائبُ رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش عن اعتقال 10 أجانب لعلاقتهم بمحاولةِ الانقلاب. وقال «إن 186 جندياً و30 من أفراد الدرك وجميعهم يُشتبه بمشاركتهم في الانقلاب الفاشل الشهر الماضي لا يزالون طلقاء».
في غضونِ ذلك، قال مسؤولٌ تركي كبير إنَّ وكالةُ المخابرات التركية حدَّدت هويَّات 56 ألف شخصٍ على الأقل من شبكةِ غولن من خلال اختراق تطبيق رسائل غير معروف كثيراً خاص بشبكةِ كولن اسمه «بايلوك» بدأ استخدامه في 2014.
و أضاف «تقديرنا أنَّ 150 ألف عضو مميز استخدموا بايلوك للاتصال بالآخرين»، مشيراً أنَّ الجماعة استخدمت أيضاً تطبيقاً آخر اسمه «إيجل» يمكن أن يتستر في هيئة تطبيقات الرسائل السريعة الشعبية مثل «واتساب» و«تانجو».
المسؤول التركي الذي لم يكشف عن اسمهِ قال «تقديرنا أنَّ أعضاء الشبكة استخدموا التطبيق إيجل لنقل تفاصيل العمليات وكذلك خلال التخطيط لمحاولةِ الانقلاب التي وقعت في 15 تموز».