المشنوق: المتابعة الجدية من الأمن العام لمكافحة الإرهاب لاقت تقديراً دولياً إبراهيم: الوضع الفلسطيني تحت السيطرة والجيش ليس بوارد دخول عين الحلوة

أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّ «المتابعة الجدية من الأمن العام لمكافحة الإرهاب لاقت تقديراً دولياً وزادت من رصيده». ونوّه بدور شعبة المعلومات والأمن العام اللذين نفذا عمليتين استباقيتين عجزت دول أخرى عن القيام بمثلهما، ومنعا عمليات إرهابية كبيرة.

زار المشنوق أمس مقرّ المديرية العامة للأمن العام لمناسبة إطلاق جواز السفر اللبناني البيومتري الجديد، وكان في استقباله المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وكبار ضباط الأمن العام.

بعد النشيد الوطني ونشيد الأمن العام، قال إبراهيم: «يسرني، باسمي وباسم المديرية العامة للأمن العام، أن أرحب بمعاليكم لنحتفل معاً ومع اللبنانيين بخطوة نوعية تتمثل ببدء العمل بجواز السفر البيومتري. هذه الخطوة التي وضعت مداميكها الأولى منذ أكثر من عشر سنوات، والتي خرجت إلى حيّز التنفيذ بدعم من الحكومة اللبنانية وبمتابعة مباشرة من الوزير المشنوق. كما أرحب بوسائل الإعلام ومندوبيها الذين واكبونا عن قرب، ونقلوا تباعاً مراحل إطلاق هذا المشروع العصري الى الرأي العام».

أضاف: «جاءت هذه الخطوة من ضمن البرامج التطويرية التي وضعتها المديرية العامة للأمن العام، والتي تصبّ في إطار العمل المستدام داخل المديرية لتحديث مكاتبها ودوائرها ومراكزها المنتشرة على كلّ الجغرافيا اللبنانية، ولجعل الإدارة في مؤسستنا حساً ومسؤولية وطنية، قريبة من المواطن تسعى إلى تسهيل معاملاته من جهة، وتنقل لبنان إلى مصاف الدول الحديثة».

وتابع: «إنّ إطلاق جواز السفر البيومتري، الذي يعتمد معايير السلامة الدولية بشكل أدقّ، وطِبقاً لتوصيات المنظمة الدولية للطيران المدني، هو إنجاز جديد يضاف إلى إنجازات المديرية العامة للأمن العام في كلّ الميادين. وفي مناسبة عيد الأمن العام الحادي والسبعين، الذي نحتفل به في السابع والعشرين من الشهر الحالي، نعد اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، بأنّ مؤسسة الأمن العام ستبقى إلى جانبهم تطبيقاً لشعارها الذي يختصر بثلاثية: «التضحية، الخدمة والمعرفة»، لأنهم يستحقون مؤسسات رسمية تعكس آمالهم بوطنهم وثقتهم به».

ثم قدم رئيس الدائرة التقنية في مكتب شؤون الجنسية والجوازات المقدّم فادي حرب شرحاً مفصلاً عن الجواز الجديد وما يتضمّنه وأهميته على كلّ المستويات وخصوصاً الأمنية.

ثم تحدث المشنوق، فقال: «عنوان كلامي هو عندما تكون هناك إرادة تكون هناك قدرة، هذا الأمر مرّ بثلاث محطات في الأمن العام. المحطة الأولى تتعلق بجواز السفر، فعندما تسلّمت وزارة الداخلية كانت هناك لجنة قد شكلت لدراسة دفتر شروط جواز سفر بيومتري ومضى على تشكيلها 7 إلى 8 سنوات وهي تدرس من دون أن تصل إلى ايّ نتيجة. وبقرار بسيط لكنه جدّي انتهى هذا الأمر بستة أسابيع وفضّ دفتر الشروط، ومن حسن الحظ كانت الهبة السعودية، فأخذنا منها كلّ الحاجات المطلوبة للأمن العام، وأولاها كان جواز السفر البيومتري. وبصراحة أقول حتى من دون الهبة السعودية، مع تقديري الكبير لها، كنت متأكداً أننا سنحصل من مجلس الوزراء على تمويل لهذا المشروع الذي كان يشغل بال كلّ الناس حول إمكانية تحديث جواز سفرهم، اضافة الى تجديد وثيقة السفر الموقتة للاجئين الفلسطينيين، وبهذه المناسبة أتقدّم بالشكر لشركة CITG وبعض الآخرين الذين تبرّعوا خلال الفترة الانتقالية من أجل تطوير وثيقة السفر للاجئين، والتي مكنتهم من السفر بسهولة».

أضاف: «أما النقطة الثانية فتتعلق بالأمن العام. أنا جئت الى هنا آتياً من مؤتمر المجلس الاغترابي اللبناني للأعمال وتحدثت فيه عن النازحين السوريين … وما أستطيع قوله هو أنه بواسطة قدرات الأمن العام وجديته وفعاليته في هذه الحكومة استطعنا منع دخول أيّ نازح سوري جديد إلى لبنان، وبكلّ بساطة لكن بقرار واضح وبتنفيذ جدي على كلّ المعابر الحدودية. المسألة لا تحتاج إلى لجان دولية ولا إلى لجان دراسة. وسبق لي ان قلت في لجنة الأزمة إنه تحت يدينا الحدود ولا شيء آخر وكنت متأكداً أنّ الأمن العام قادر على تنفيذه وفعلاً حصل هذا الأمر».

وتابع: «أما الشيء الثالث الذي حقق اعترافاً دولياً وتقدّماً جدياً فهو في مجال مكافحة الإرهاب الذي هو أصلاً لم يكن من مهام الأمن العام العملي والفعلي، هذا الأمر يتمّ بمتابعة جدية ويحقق تقدّماً جدياً في كلّ المجالات، وأضاف الى رصيد الأمن العام رصيداً جديداً في مسألة محدّدة تشغل كلّ العالم وتشغل دول أهمّ منا بكثير. لكنني أدّعي أنّ قوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات تحديداً وجهاز الأمن العام استطاعا ان ينفذا عمليتين استباقيتين خلال سنة واحدة لمنع قيام أعمال إرهابية كبرى في لبنان، في الوقت الذي أعلم أنّ دولاً كبيرة جداً تملك معلومات مسبقة وجدية لم تستطع القيام بعملية استباقية كما حصل في بروكسل».

وعن جواز السفر البيومتري، لفت المشنوق إلى أنّ الأشهر الثلاثة الأولى ستشهد بعض الضغط حتى تأخذ الأمور سيرها الطبيعي على المستويين البشري والتقني مشيراً إلى أنّ «الأرزة الموضوعة على الغلاف هي خلاصة تفكير ومناقشة بأن تكون جزءاً من بصمات كلّ اللبنانيين، وبالتالي هذه البصمة التي هي الأرزة تمثل كلّ اللبنانيين».

وشكر كلّ الفريق العامل، متوقفاً عند الجهد الذي يبذله اللواء إبراهيم «بمتابعة ملفات كثيرة منها ملف مكافحة الإرهاب وهذه شهادة عليه وليست له لأنه يعمل كلّ الوقت ويتابع كلّ الأمور. ومبروك لكلّ اللبنانيين بصمتهم وأرزتهم الجديدة والتي تمثل جذوعها الـ 24 قضاء».

بعدها زار المشنوق وإبراهيم مركز إصدار الجوازات في الطابق الأول واستمعا إلى شروحات مفصّلة عن إصدار الجواز الجديد وخلال هذه الزيارة التفقدية تقدّم المشنوق بطلب للحصول على الجواز الجديد وفقاً للآلية الجديدة المعتمدة.

على صعيد آخر، أكد اللواء إبراهيم أنّ «الوضع الفلسطيني بشكل عام ومخيم عين الحلوة بشكل خاص تحت السيطرة ولا يدعو الى الهلع».

وفي حديث تلفزيوني، اعتبر ابراهيم أنّ «الأمور يجب أن تعالج بعيداً عن الإعلام وهذا ما يحصل»، مشيراً إلى أنّ «القوى الفلسطينية إيجابية بموضوع إزالة بؤر التوتر وتسليم المطلوبين»، وأكد أنّ «الجيش ليس بوارد دخول مخيم عين الحلوة، لأنّ العناصر التي يمكن أن تفجِّر المخيم يتمّ سحبها مع القوى الفلسطينية والأمور تسير نحو التهدئة».

وشدّد على أنّ «الأمن في لبنان بشكل عام تحت السيطرة، ومقارنة مع الدول المحيطة لبنان أفضل من بعض الدول الأوروبية».

وكان إبراهيم استقبل النائب نعمة الله أبي نصر، وبحث معه في النزوح السوري إلى لبنان والانتشار اللبناني في العالم، كما تناولا موضوع الاغتراب اللبناني والحقوق السياسية للمغتربين. وخلال اللقاء قدم أبي نصر إلى ابراهيم كتاب تاريخ الانتشار اللبناني المنبثق من قانون يوم الابجدية الذي تمّ إقراره بناء على اقتراح النائب أبي نصر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى