هنا غزة… هنا الانتصار الذي يليه انتصار

طارق سامي خوري

قالها أحدهم: الجيوش خاسرة إن لم تربح الحرب، والمقاومة منتصرة إن لم تخسر الحرب.

هنا غزة، غزة فلسطين، هنا الرجال ا بطال، هنا النساء غير النساء…

مشاهد الفرح وااحتفا ت تعمّ غزة والضفة والقدس فرحاً بانتصار المقاومين…

هنا غزة…

يحتفلون وبعضهم ما زال غبار المقابر على يديه، فهو ا ن دفن شهيد،

وبعضهن ما زالت الدموع تسيل من أعينهن، فهن ا ن عدن من زيارة شهيد أو جريح قد يكون منتظراً الشهادة، وبعضهم ما زال يمسك بيده صورة أبيه أو أمه أو أخته أو أخيه أو ابنه أو ابنته… بعد أن أطّرها بالسواد رغم بياض روح صاحبها.

غزة انتصرت… وسنسمع بعض ا بواق تقول أيّ انتصار؟ وهؤلاء يفهمون معنى الكرامة ومعنى العزة، لأنهم يعرفون إ الخنوع والسير ملاصقين لجدار يحميهم من الكلاب السائبة…

غزة فلسطين انتصرت…

عدوان بلغ من العمر خمسين يوماً على قطعة صغيرة من فلسطين، شنّه

الجيش الذي سماه ضعاف النفوس بالجيش الذي يُقهر، حارب غزة خمسين يوماً فماذا أنجز وما هي أرباحه؟

لقد جرّ نفسه خائباً مهزوماً ساحباً جثث قتلاه وآلياته المدمّرة… لقد هرب مستوطنوه الى أبعد نقطة… لكنه لم يستطع جرّ أو سحب أسيريه اللذين يس معروفاً بع إنْ كانا قتيلين أو لا يزالان في عداد الإحياء.

مطارات العدو أغلقتها صواريخ المقاومة، مدارسه وجامعاته مغلقة، مات عدد من المستوطنين رعباً بجلطة قلبية أو دماغية… طبعاً لأنهم يعرفون أنّ الأرض ليست أرضهم… إنها أرضنا نحن التي تستحق منا كلّ تضحية مهما كان حجمها.

غزة انتصرت…

ولهذا ركض العرب والعالم إلى المفاوضات يقاف خسارات الصهاينة

ولهذا هرولت ا مم المتحدة نّ ربيبتهم في موقف خطر.

غزة انتصرت…

نّ المقاومة باقية وأسلحتها باقية وصواريخها المباركة باقية.

لم يحقق الصهاينة أيّ هدف من حربهم وأولها تدمير المقاومة وأسلحتها وصواريخها، وتحريض البيئة الحاضنة لها عليها.

صواريخ المقاومة حتى الثانية ا خيرة كانت تحلّق فوق سماء فلسطين، ولم يستطع الصهاينة إيقافها رغم ما أعدّوه خاصة قبتهم الخديدية لا الحديدية.

غزة انتصرت…

وقد أقرّ كيان العدو بهزيمته بمجرّد إعلانه عن تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة الأسباب التي أدّت إلى هذه الهزيمة… إنه تقرير فينوغراد الثاني… والثالث لن يكون… نّ فلسطين ستعود محالة في الحرب القادمة إلى أهلها وناسها وسيُطرد المستوطنون منها بكلّ رجسهم وغطرستهم.

تحية للمقاومين ا شاوس وتحية لكلّ من وقف إلى جانب المقاومة مادياً ومعنوياً.

تحية للبيئة الحاضنة للمقاومة التي هي أساس الصمود والانتصار.

تحية للدماء للمسك والعنبر الذي يفوح منها فهي دماء الشهداء.

تحية بطال رحلوا ولكنهم أسّسوا انتصارات و انتصارات…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى