مثقّفو النجف يحتجون على موت المسرحيّ إحسان التلال بسبب إهمال طبّي
عبّر مثقفو محافظة النجف عن احتجاجهم على إهمال المستشفى للفنان المسرحي إحسان التلال متسبباً بوفاته، وطالبوا في الوقفة الاحتجاجية أمام رئيس لجنة الصحة الدكتور علي الشمري وعدد من أعضاء مجلس المحافظة على ضرورة فتح تحقيق في ملابسات الوفاة ومعاقبة المقصرين.
أصدرت المؤسسات الثقافية في النجف بياناً حول ملابسات وفاة الفنان المسرحي إحسان التلال، معلنة استنكارها الإهمال الذي طال الراحل الذي كان يرقد في أحد مستشفيات المدينة وتم تشخيص مرضه على نحو خاطئ ما أدى الى وفاته؟ وكانت حالته الصحية تدهورت بشكل مفاجئ قبل أن يدخل إلى مستشفى الصدر الجامعي، ليتوفى بذبحة صدرية والتهاب الرئة، بحسب شهادة الوفاة التي أصدرتها المستشفى في النجف. وجاء في بيان المؤسسات الثقافية في النجف الأشرف: «بألم كبير تلقت الأوساط الثقافية في النجف الأشرف والعراق نبأ وفاة الفنان المسرحي الكبير إحسان علي التلال رحمه الله تعالى ، إذ وافاه الأجل في مستشفى الصدر التعليمي في النجف، مساء السبت 22 آذار 2014، مخلفاً وراءه مجموعة كبيرة من الأعمال لمسرحية البارزة، بدأها منذ مطلع شبابه، ومتنقلاً بها بين النجف وبغداد ومحافظات العراق، وعدد من العواصم العربية والأجنبية. حاملاً شعلة إبداعه الإنساني الممتزج بحبه للعراق وآلام شعبه وتطلعاتهم إلى مستقبل آمنٍ مستقر مزدهر، وزاد في آلام الأوساط الثقافية أنها اطلعت على معلومات لشهود عيان تفيد بحصول إهمال وارتباك وتسيّب في المستشفى أدت في النهاية إلى التعجيل بوفاة المرحوم التلال وحرمانه من فرص التعافي للأسف الشديد، ما أدى إلى خسارة طاقة بشرية مبدعة كفقيدنا، فضلاً عن إزهاق روح مواطن لم يقم بذنب اتجاه أحد. وبناء على ما سبق، تنادت المؤسسات الثقافية النفية في ما بينها، للوقوف احتجاجاً على هذا الإهمال، في الساعة العاشرة من صباح الأول من نيسان من هذا العام 2014، مصحوباً بإصدارها هذا البيان، وكل ما ترتأيه هنا أن هذا الإهمال الذي سمعنا سابقاً كثيراً عن أمثاله في أروقة مستشفياتنا، ويا للأسف الشديد، إنما يهدد بالدرجة الأولى أرواح مواطنينا الأبرياء، كأنه تهديد مضاف إلى سلسلة التهديدات التي يتعرض لها العراقيون كلَّ يوم في بلادنا، وإذا كانت محافظتنا الحبيبة النجف الأشرف تتمتع بأمانٍ نسبي برعاية الله وجهد القوات الأمنية والمشرفين عليها، فإن من حق المواطن فيها أن يتطلع إلى أمان كامل في مستشفياتها، وان يتمتع في مراجعاته بكل ما كفله الدستور والقانون له من حقوق. وبعد مشاورات في ما بينها، توصلت المؤسسات الثقافية التي وقع رؤساؤها في أدناه إلى عدد من المطالب منها: دعوة وزارة الصحة ومجلس المحافظة ومكتب السيد المحافظ ومكتب المفتش العام وهيأة النزاهة والجهات المتخصصة وذات العلاقة إلى فتح تحقيق عاجل وشفاف، ومحاسبة المقصرين أياً كانوا، مع نشر نتائج هذا التحقيق. ونؤكد في هذا الصدد، إن للمؤسسات الثقافية وسائلها الإعلامية التي ستتابع بها سير التحقيق، وتحذر من تسويفه والتلاعب بالحقائق فيه، أو تعطيله أو إيقافه أو تأخير نتائجه إلى أجل غير مسمى. وليكن واضحاً أننا لن ننسى هذه القضية حتى نقف على الحقائق المقنعة فيها … ».
الجدير ذكره أن الفنان احسان على التلال ممثل وكاتب ومخرج مسرحي، قدم العشرات من الأعمال المسرحية في مدينة النجف وهو من مواليد المدينة عام 1963. بدأ عمله المسرحي عام 1978 في البيت الثقافي العمالي، ثم مع فرقة نقابة الفنانين، فرع النجف، ومع مراكز الشباب ودار الثقافة الجماهيرية، وحاز جائزة أفضل ممثل واعد عام 1982 في مهرجان وزارة التربية في محافظة صلاح الدين عن دورة في مسرحية «لماذا»، أكمل مشواره في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد وتخرج منها عام 1991. تعلم الإخراج على يد المخرج الكاتب والمخرج مهدي سميسم، غير أنه توجه الى تقديم عروض تجسد معاناة العراقيين بإطار كوميدي ساخر من واقعهم على نحو غير مباشر على الأغلب، وهو القائل: كان في مدينتنا مسرح مزدهر في سبعينات القرن المنصرم»، وهو كاتب المسرحية المشهورة «الذي ظل في هذيانه يقظا» للمخرج غانم حميد.