الغرب يُطلق النيران على لقاء بوتين ـ أردوغان

ما أن التقى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيّب أردوغان ـ وحتّى قبل لقائهما ـ حتّى انهالت الصحف الغربية المتأمركة بإطلاق النيران على هذا اللقاء، لا حبّاً بأردوغان وعتباً عليه، إنما كرهاً ببوتين وروسيا.

صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية نشرت مقالاً لليلي تشفتزوا، قارنت فيه بين القوات الخاصة الروسية «السبتناز» التي تعتبر من أقوى القوات الخاصة الحديثة في العالم وأقساها، وبين لعب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دوراً مشابهاً للدور الذي تلعبه هذه القوى في ما يسمّى «المعسكر الاستبدادي». وأضافت أنّ عملية التطهير التي قام بها أردوغان بعد الانقلاب الفاشل الذي تعرّض له، وتصميمه على القضاء على أعدائه، لتوطيد حكمه، تعدّ من مظاهر الاستبدادية التي يعمل بها. وختمت بالقول إنهما لن يثقا ببعضهما البعض لأنّ الحكام المستبدّين يحبّذون زرع الشكّ والريبة في نفوس أعدائهم الأجانب.

كما علّّقت افتتاحية الصحيفة نفسها على تداعيات الأحداث بين تركيا والغرب عقب محاولة الانقلاب الفاشلة وزيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى روسيا، قائلة إن تعاملات تركيا مع الغرب كانت تمرّ دائماً بتقلّبات، وإن هناك الآن خطراً من حدوث شرخ دائم في هذه التعاملات. ورأت الافتتاحية أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سعيد لدعمه نظيره القويّ أردوغان، الذي يواجه انتقادات من الديمقراطيات الليبرالية، وأنه سيغتنم أيّ فرصة أيضاً للوقيعة بين تركيا وحلفائها في حلف شمال الأطلسي ناتو ، ما يشكّل مخاطر مباشرة للسياسة الغربية في سورية. وأضافت أن تركيا ستكون الآن تحت ضغط لتقبل ضمنياً موقف موسكو بأن الرئيس الأسد يجب أن يبقى في مكانه أثناء أيّ «مرحلة انتقالية».

إلى ذلك، تناولت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية مسألة الاعتمادات المالية في حلف شمال الأطلسي، مشيرة إلى أن قيادة الحلف تستعدّ لصدّ الهجمات الهجينة. وجاء في المقال الذي نشرته الصحيفة أمس: تدعو القيادة العليا في الناتو إلى إجراء إصلاحات في الحلف بالنظر إلى زيادة «الخطر الروسي». ومن أجل هذا، يعمل الضباط على وضع خطط افتراضية لردع الهجمات الروسية على لتوانيا، ويقترحون التركيز فيها على «الهجمات الهجينة». لكن هذا يتطلّب زيادة عدد العاملين والمخصّصات المالية، وزيادة العبء على الشركاء في البلدان الأوروبية، وهذا طبعاً لن يسرّهم.

«فايننشال تايمز»: بوتين المستفيد من تداعيات الانقلاب الفاشل ضدّ أردوغان

نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية مقالاً لليلي تشفتزوا، قارنت فيه بين القوات الخاصة الروسية «السبتناز» التي تعتبر من أقوى القوات الخاصة الحديثة في العالم وأقساها، وبين لعب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دوراً مشابهاً للدور الذي تلعبه هذه القوى في ما يسمّى «المعسكر الاستبدادي».

وأضافت أنّ عملية التطهير التي قام بها أردوغان بعد الانقلاب الفاشل الذي تعرّض له، وتصميمه على القضاء على أعدائه، لتوطيد حكمه، تعدّ من مظاهر الاستبدادية التي يعمل بها. وأردفت أنّ هناك أمراً واحداً مختلفاً بين بوتين وأردوغان، وهو أنّ تركيا في الناتو وفي المجلس الأوروبي لحقوق الإنسان، لذا فإن تصرّفات أردوغان ستكون تحدّياً للمبادئ الغربية.

وتابعت بالقول إنّ اللقاء الخاص بين أردوغان وبوتين هذا الاسبوع، يشير إلى أنهما مستعدّين لتوسيع نطاق تعاملاتهما.

وختمت بالقول إنهما لن يثقا ببعضهما البعض لأنّ الحكام المستبدّين يحبّذون زرع الشكّ والريبة في نفوس أعدائهم الأجانب.

«فايننشال تايمز»: زيارة أردوغان إلى روسيا ازدراء محسوب للغرب

وعلّقت افتتاحية «فايننشال تايمز» على تداعيات الأحداث بين تركيا والغرب عقب محاولة الانقلاب الفاشلة وزيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى روسيا، قائلة إن تعاملات تركيا مع الغرب كانت تمرّ دائماً بتقلّبات، وإن هناك الآن خطراً من حدوث شرخ دائم في هذه التعاملات.

وترى الصحيفة أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سعيد لدعمه نظيره القويّ أردوغان، الذي يواجه انتقادات من الديمقراطيات الليبرالية، وأنه سيغتنم أيّ فرصة أيضاً للوقيعة بين تركيا وحلفائها في حلف شمال الأطلسي ناتو ، ما يشكّل مخاطر مباشرة للسياسة الغربية في سورية.

وأضافت أن تركيا ستكون الآن تحت ضغط لتقبل ضمنياً موقف موسكو بأن الرئيس الأسد يجب أن يبقى في مكانه أثناء أيّ «مرحلة انتقالية».

وأشارت الصحيفة إلى أنّ المحادثات الروسية التركية في شأن سورية، رغم هذه المخاطر، يمكن أن تكون لها بعض الآثار الإيجابية فليس من الممكن أن يكون هناك حلّ سياسيّ للصراع من دون مشاركتهما، كما أن لكلا البلدين مصلحة في إنهاء حصار حلب الذي يُظهر حدود القوة الجوّية الروسية، ويمكن أن يقود إلى تدفّق جديد للاجئين إلى تركيا. ولمّحت الصحيفة إلى أن زيارة أردوغان لموسكو بمثابة ازدراء محسوب للغرب، ومع ذلك عدّتها علامة أيضاً على براغماتيته الضمنية. وأوضحت أن تركيا لا تستطيع تحمّل اختيار المعارك مع كل جيرانها، كما أن الهجمات الإرهابية وعدم الاستقرار السياسي في البلاد يخيفان السيّاح والمستثمرين على حدّ سواء، وبإمكان روسيا أن تخفّف الضغط الاقتصادي إذا رفعت العقوبات عنها وأحيت صفقات الطاقة.

ورأت أن الاتحاد الأوروبي يظلّ شريكاً تجارياً أكثر أهمية، ويظل الناتو أفضل ضمان للأمن في هذه المنطقة المحاصرة.

وختمت الصحيفة بأن الاتحاد الأوروبي والناتو قد يكون لهما تأثير على تركيا أكبر مما يعتقدان، وأنه يجب على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ألا يقدّما تنازلات في تعاملهما مع تركيا، ويجب أن يدينا أيّ اعتداء على سيادة القانون، وأن يصرّا على أن تقدّم أنقرة الأدلة الداعمة لمطالب تسليم فتح الله غولن.

كما ينبغي أن يدركا التحدّيات التي تواجه تركيا داخلياً وعلى حدودها، خصوصاً أنّ عدداً من الحكومات الغربية كانت بطيئة في إدانة الانقلاب، وهو ما أدّى إلى نفور حتى الأتراك المعارضين لأردوغان، وغذّى شكوك دعم الغرب للانقلاب، وسيساعد في ذلك أن يكون الغرب أكثر وضوحاً في الاعتراف بأن تركيا كان يمكن أن تكون في وضع أسوأ بكثير الآن لو نجح الجنرالات المتمرّدون.

«أرغومينتي إي فاكتي»: حائز جائزة نوبل أوباما لم يتمكّن من إيقاف العدوان العسكري الأميركي

أشارت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية إلى أن رئيس الولايات المتحدة المنتهية ولايته خيّب آمال المواطنين والشركاء الدوليين.

وقالت الصحيفة: تنتهي في تشرين الثاني المقبل الولاية الثانية للرئيس الأميركي باراك أوباما، أول رئيس للولايات المتحدة من أصول أفريقية، والذي جاء إلى السلطة على موجة النضال من أجل السلام، حتى أنه مُنح جائزة نوبل للسلام «لجهوده الاستثنائية من أجل تعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب». غير أن أوباما لم يتمكن من تغيير نهج بلاده العسكري، بل على العكس من ذلك، فقد عزّزه. وخلال فترة رئاسته خاضت الولايات المتحدة الحروب في الشرق الأوسط، وبدلاً من سحب القوات الأميركية من أفغانستان ازداد عديدها، وبدأ توريد الأسلحة إلى أوكرانيا. ويعتقد الخبراء أن أوباما خيّب آمال ناخبيه الأميركيين.

استلم أوباما السلطة عام 2008 بعدما خيّب الجمهوري جورج بوش الابن آمال الشعب الأميركي بغزوه العراق وتكبيد الدولة خسائر مالية وبشرية كبيرة. فللمرّة الأولى، وفق الخبراء، تزعزعت هيبة الولايات المتحدة كدولة عظمى وحيدة في العالم. وكان أوباما قد أعلن في حملته الانتخابية أنه سيعمل من أجل تحقيق «الحلم الأميركي والمحافظة على دور الولايات المتحدة كزعيمة للعالم».

نعم، عمل أوباما خلال حكمه على تقليص اعتماد بلاده على مصادر الطاقة في الشرق الأوسط، وتغيير القوانين الخاصة بالمناخ وإجراء إصلاحات في مجال الهجرة، وإقرار قوانين في مجال الرعاية الصحية وغيرها.

ولكن، أصبح واضحاً بعد نهاية ولايته الأولى أن معظم الشعارات التي طرحها خلال حملته الانتخابية كانت شعارات عامة لا أكثر ولن يتم تحقيقها، إذ إنه بعد مضيّ 17 يوماً على استلامه السلطة، أرسل 17 ألف عسكري إلى أفغانستان، وفي نهاية عام 2009 أرسل 30 ألفاً آخرين. وبعد ذلك بسنتين، شارك الجيش الأميركي ضمن قوات الناتو في العمليات العسكرية في ليبيا. أي بمعنى آخر لم ينفّذ أوباما مهمته كـ«رئيس سلام».

كما أن أوباما لم ينفّذ وعده بغلق سجن «غونتانامو» في كوبا، حيث عارض الكونغرس نقل المعتقلين إلى سجون أخرى بحجّة الخوف من هربهم.

ويقول الخبراء إن أوباما تمكّن من الفوز بولاية رئاسية ثانية عام 2012 لعدم وجود مرشّح جمهوري قوي ينافسه، ولكن شعبيته انخفضت نتيجة إخلافه وعوده الانتخابية. كما أنّ من أسباب انخفاض شعبيته، الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي ومقتل السفير الأميركي، واستخدام السلاح الكيماوي في سورية والتدخّل في الشؤون الداخلية السورية، والتنصّت على المكالمات الهاتفية وغير ذلك، إضافة إلى الفضائح التي نشرها إدوارد سنودن.

أما الفشل الكبير لأوباما، فكان في مجال السياسة الخارجية. فعلى رغم محاولاته في السنة الأخيرة لرئاسته تحسين العلاقات مع كوبا وزيارته الرسمية إلى اليابان، من دون أن يعتذر عن قصف هيروشيما وناغازاكي، ومحاولته لعب دور رجل السلام مع إيران. ولكن، مقابل هذا ساءت علاقات الولايات المتحدة مع «إسرائيل» والصين، وفرض العقوبات على روسيا. كما أن الولايات المتحدة ساهمت بنشاط مكثف في أحداث أوكرانيا، ولكنها لم تتمكن من تسوية النزاع هناك. كذلك، فقد اتّهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة بحماية الداعية فتح الله غولن الذي يعدُّ برأيه المدبّر الرئيس للمحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا.

ووفق خبراء روس، فقد انتهك باراك أوباما المبدأ الرئيس في الحق القانوني، لذلك سيكون من الصعوبة إعادة الثقة في المحافل الدولية.

يقول النائب الأوّل لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي «الدوما» ليونيد كالاشنيكوف: من الصعب تقييم سياسة أوباما الداخلية، لأن الأميركيين نفسهم يختلفون في ذلك. أما في ما يخصّ السياسة الخارجية، فالآمال كانت كبيرة في البداية. ولكن بعد الفوضى التي أثارتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط قبل أوباما، استمرت في عهده. ويتمثل السبب في أن الولايات المتحدة تريد أن تعيش بقية البلدان وفق قوانينها. وهذه الديمقراطية المنقولة أدّت من جانب إلى الفوضى، ومن جانب آخر إلى تقويض الأمن العالمي والقانون الدولي.

وبحسب قوله، فقد بدأ في عهد أوباما التراجع عن مبادئ القانون الدولي، كما حدث في ليبيا عندما حُرّف قرار مجلس الأمن الدولي. وقال: بعد هذا، لا يمكن الوثوق بأحد، ولا يعرف بأيّ قانون نعيش. أعتقد أن المذنب في هذا هو أوباما نفسه.

أما النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف، فيقول إن أوباما عملياً لم ينفّذ أيّ من وعوده الانتخابية، حتى أنه لم يحاول فعل أيّ شيء من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط، وأكثر من هذا، خلال فترة رئاسته للولايات المتحدة، نظّمت عدّة ثورات ملوّنة ونشبت نزاعات حربية في ليبيا وسورية والعراق ومصر. ولذا، أعتقد أن سكان هذه البلدان سوف يتذكرون أوباما كرئيس جلب لهم عدداً من المصائب.

وأشار السيناتور جباروف إلى أن أوباما أجبر أوروبا على معاداة روسيا وفرض عقوبات عليها، والتي بسببها خسرت أوروبا مبالغ مالية هائلة، لذلك بالذات، سوف يبقى في ذاكرة عددٍ من ساسة أوروبا كرئيس فاشل تماماً. وليس مستبعداً أنه في بداية ولايته الأولى أراد فعلاً تغيير بعض الأمور، ولكن يبدو أن خطواته كانت متوقفة بقوّة على واقع النظام السياسي الأميركي.

«نيزافيسيمايا غازيتا»: جنرالات الناتو يبتزّون الأموال تحت غطاء «الخطر الروسي»

تناولت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية مسألة الاعتمادات المالية في حلف شمال الأطلسي، مشيرة إلى أن قيادة الحلف تستعدّ لصدّ الهجمات الهجينة.

وجاء في المقال الذي نشرته الصحيفة أمس: تدعو القيادة العليا في الناتو إلى إجراء إصلاحات في الحلف بالنظر إلى زيادة «الخطر الروسي». ومن أجل هذا، يعمل الضباط على وضع خطط افتراضية لردع الهجمات الروسية على لتوانيا، ويقترحون التركيز فيها على «الهجمات الهجينة». لكن هذا يتطلّب زيادة عدد العاملين والمخصّصات المالية، وزيادة العبء على الشركاء في البلدان الأوروبية، وهذا طبعاً لن يسرّهم.

وتشير صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية إلى أنه بعد مضيّ سنتين على انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، حوَّل أكبر حلف عسكري في العالم وجهته نحو أوروبا، لقلقه من ضعف شركائه في أوروبا الشرقية. ويفكرون في الناتو في كيفية الحماية من «الغزو الروسي»، على رغم أنّ هذه الفكرة كانت تبدو سابقاً غير معقولة. ولكن العمليات العسكرية في الوقت الحاضر ليست وحدها تثير القلق، بل أيضاً «الخطر الهجيني» مثل الهجمات الإلكترونية. إذ يحذّر خبراء الناتو في الفترة الأخيرة من «استراتيجية روسيا التي ترتكز إلى خلق مشكلات مبسطة واستفزازات قادرة على شلّ السلطة». وقد درس وزراء دفاع بلدان الناتو في شباط الماضي سيناريوات «سلسلة حوادث افتراضية في لتوانيا من الهجمات الإلكترونية على المواقع الأساسية في البنى التحتية، وحصار روسيا لميناء كلايبيدا، والفوضى في جميع أنحاء البلاد التي سيثيرها عملاء الكرملين».

يقول القائد العام لقوات الناتو الموحدة لشؤون التحول، التي تتخذ من فرجينيا مقراً لها، الجنرال الفرنسي ديني ميرسييه إن نتائج هذه الدراسة أظهرت وجود نقص في المعلومات الاستخبارية. وهذا الخطر يجبر الحلف على إعادة النظر في كيفية جمع المعلومات الاستخبارية والتعامل معها. وقد بيّنت أحداث أوكرانيا أن ما ينشر في شبكات التواصل الاجتماعي أكثر فعالية من المعلومات التي حصلت عليها الاستخبارات العسكرية. وأضاف الجنرال أن هذا طبعاً يحتاج إلى نفقات مالية إضافية. فإذا لم تزد الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف النفقات المالية الدفاعية خلال الأشهر المقبلة، فإن «هيبتنا تكون على المحك». وقال: نحن على الطريق الصحيح ولكننا بحاجة إلى أموال وأيدٍ عاملة. هذا، وتعمل قيادة الناتو العسكرية حالياً على وضع استراتيجية جديدة ستعرض على قيادة الحلف، وهي تستند إلى «التقييم الاستراتيجي الأولي لتطور الأوضاع اعتماداً على معلومات عامة». أي سيتمكن العسكريون من «تغطية نطاق أوسع للمؤشرات» استناداً إلى معطيات الدبلوماسيين والمراكز التحليلية والعلماء والسكان المحليين والإنترنت.

وإضافة إلى هذا، تطالب القيادة العسكرية للحلف بزيادة عدد الطائرات القادرة على تعزيز الحدود الشرقية للحلف، ونقل سفن إضافية إلى المنطقة.

ولكن ما مدى حاجة الشركاء الأوروبيين إلى كل هذا؟

يقول رئيس «مركز الدراسات السياسية العسكرية» في «معهد الولايات المتحدة وكندا» فلاديمير باتيوك: منذ عشرات السنين يلاحظ اتجاه بعيد المدى، تزداد بموجبه نفقات الأوروبيين والأميركيين في مجال الدفاع من الجانب الأميركي، في حين أنها كانت متساوية خلال سنوات الحرب الباردة 50/50. ولكن الأوروبيين كانوا يعوّضون ذلك بالقوى البشرية. غير أن الوضع تغيّر في السنوات الأخيرة، حيث تتحمّل الولايات المتحدة حالياً 72 إلى 75 في المئة من نفقات الحلف الدفاعية. وأضاف أنّ بعض الدول الأوروبية وافقت بالطبع على زيادة النفقات الدفاعية إنّما بنسب بسيطة مثل بولندا، في حين أنّ فرنسا تعتقد أن لا حاجة إلى زيادة النفقات.

«نيزافيسيمايا غازيتا»: سنغافورة صارت هدفاً لهجمة إرهابية

تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى الإجراءات السريعة التي تتّخذها سلطات سنغافورة لمنع وقوع أيّ عملية إرهابية بعد تهديد الإسلامويين بتوجيه ضربة صاروخية إلى المدينة ـ الدولة.

وجاء في المقال: على إثر تهديد الإسلامويين بشنّ هجوم صاروخيّ على سنغافورة، تحوّلت المدينة ـ الدولة إلى معسكر حربيّ حيث طوّق الجنود الملعب، والشرطة البحرية والقوّة الجوّية ترصدان أيّ سفينة تقترب من السواحل.

وهذه الإجراءات اتّخذت لمنع الإرهابيين من تعكير صفو الاحتفالات بعيد الاستقلال بعدما اعتقلت الشرطة الإندونيسية خليّة إرهابية كانت تخطّط لشنّ هجوم صاروخيّ على المنطقة الساحلية التي ستقام فيها مسابقات «فورمولا 1».

وقد توجّه رئيس الحكومة لي هسين لونغ لمناسبة الذكرى الحادية والخمسين لاستقلال سنغافورة إلى الشعب مهنّئاً بعيد الاستقلال، ومشيداً بالمنجزات التي حقّقتها سنغافورة في المجالين الاجتماعي والاقتصادي. وقال إن كلّ مواطن يملك شقة سكنية، وإن دخول المواطنين في ازدياد، وإن الأطفال والشباب يحصلون على تعليم جيّد ولكن الأهم، العلاقات المتناغمة بين مختلف الطوائف الدينية.

ولكن، لماذا أولى رئيس الحكومة موضوع الدين أهمية كبيرة؟ لأن هذا ما تفرضه الأحداث في العالم، بحسب قوله. فالإرهاب يهدّد ليس فقط أوروبا والولايات المتحدة، بل يمكنه أن يمزّق سنغافورة أيضاً.

وقد تطوّرت سنغافورة ونمت كثيراً خلال السنوات العشر الأخيرة، متجاوزة الأزمات والهزّات الاجتماعية. علماً أنّ السنوات الأولى التي تلت إعلان الاستقلال لم تكن هادئة أو مستقرّة. وذلك لأنّ سكان سنغافورة الأصليين هم من أصول صينية وماليزية وإندونيسية، ولكلّ منهم ديانته الخاصة ما كان يؤدّي أحياناً إلى مواجهات في ما بينهم. ومن المحتمل أن يكون سبب إشارة رئيس الحكومة إلى مسألة الخطورة، انتشار الأفكار الإسلاموية في البلدين المجاورين إندونيسيا وماليزيا. إضافة إلى التهديد الإرهابيّ بشنّ هجوم صاروخيّ على سنغافورة من إندونيسيا. ووصفت الصحافة الذين خطّطوا للهجمة الصاروخية بأنهم مجموعة من ستة أشخاص متعصّبين لـ«داعش». وكان هدف هذه المجموعة شنّ هجوم صاروخيّ على المنطقة الساحلية في سنغافورة التي ستُجرى فيها سباقات «فورمولا 1» التي يحضرها عادةً عدد كبير من الناس.

وكان من المقرّر لشنّ الهجوم، استخدام جزيرة «باتام» الإندونيسية التي تبعد 20 كيلومتراً عن سواحل سنغافورة الجنوبية. ولكن تبيّن بعدما اعتقلت الشرطة الإندونيسية أفراد الخليّة الإرهابية أنهم على علاقة بالمدعو بحر النعيم 32 سنة المتّهم بتنفيذ العملية الإرهابية في جكارتا، والموجود حالياً في سورية.

من جانبها، تشير صحيفة «إندبندنت» اللندنية إلى أنّ الصواريخ التي كان الإرهابيون ينوون استخدامها في هجومهم كبيرة، إذ لن تصلح صواريخ «القسّام» التي تصنعها «حركة حماس» لذلك. ولكن صواريخ «غراد» التي كانت تُصنع في ستينات القرن الماضي في الاتحاد السوفياتي، ثم في بيلاروسيا وأوكرانيا وتشيكيا والصين وبولندا، هي التي تصلح لهجوم كهذا لأنّ مداها أطول من 20 كيلومتراً. ويمكن للمنظومة أن تطلق 40 صاروخاً خلال 20 ثانية.

وتفيد وكالة «رويترز» بأن الإرهابيين على مختلف أشكالهم يستطيعون الحصول على صواريخ «غراد»، إذ إن النزاع في أوكرانيا حوّل هذا البلد إلى سوق سوداء عالمية للأسلحة.

من هنا، يمكن استنتاج أنه ليس في إمكان سنغافورة درء الخطر إلا في حال تعاونها مع الدول المجاورة في مكافحة عمليات تهريب الأسلحة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى