حردان: إلحاق الهزيمة بـ«إسرائيل» على أرض لبنان أفشل أهداف حلف العدوان بكلّ أطرافه

في الذكرى العاشرة لانتصار تموز ـ آب 2006، أكد الرئيس السابق للحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان أنّ الانتصار الذي تحقّق هو نتيجة طبيعية لصمود اللبنانيين وتمسُّكهم بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي شكلت معادلة دفاع وردع في مواجهة العدو «الإسرائيلي».

وقال حردان أمس في بيان، بعد استقباله وفداً من منفذية المتن الجنوبي: في ذكرى الانتصار، نحيّي الشهداء، مدنيين وعسكريين ومقاومين، فهم بذلوا الدماء الزكية دفاعاً عن الأرض والسيادة والكرامة، ونحيّي المقاومة والجيش، قيادة وأبطالاً ومناضلين ومجاهدين، لأنهم صاغوا بالتلاحم والتشارك والتساند انتصار لبنان والأمة.

ولفت حردان إلى أنّ حرب تموز ـ آب 2006، لم تُشنّ على لبنان بقرار «إسرائيلي» وحسب، بل إنّ قرار تلك الحرب، كان مشتركاً بين العدو والولايات المتحدة الأميركية وسائر الدول التي تدعم الإرهاب، بهدف القضاء على المقاومة، وتصفية المسألة الفلسطينية وإسقاط سورية التي هي الحاضنة الأساسية للمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، لذلك فإنّ إلحاق الهزيمة بـ«إسرائيل» على أرض لبنان، كسر جبروت العدو وأفشل أهداف حلف العدوان بكلّ أطرافه.

وأضاف حردان: إنّ انتصار لبنان في 2006، أرسى قواعد جديدة ورسّخ قوة ردع حقيقية بمواجهة العدو الصهيوني، وبات هذا العدو ومحوره مضطرين للتفكير ألف مرة، قبل أن يتخذ قراراً بشنّ حرب عدوانية على لبنان. وعليه، فإنّ ما عجزت «إسرائيل» وحلفاؤها عن تحقيقه من خلال حرب تموز، تحاول تحقيقه بواسطة الإرهاب المتعدّد الجنسيات، الذي يعيث إجراماً وقتلاً وتدميراً في سورية والعراق، والعديد من الساحات العربية.

واعتبر حردان أنّ رعاية المجموعات الإرهابية ودعمها من قبل «إسرائيل» والولايات المتحدة الأميركية وحلفائهما الدوليين والإقليميين والعرب، يرميان إلى تحقيق نفس أهداف حرب تموز 2006، لكن بترتيب يبدأ بإسقاط سورية وإضعافها وتفتيتها، بوصفها دولة حاضنة وداعمة للمقاومة، ويمرّ بضرب المقاومة في لبنان وفلسطين وينتهي بتصفية المسألة الفلسطينية.

وأكد حردان أنّ صمود سورية، قائداً وقيادة وجيشاً وأحزاباً وشعباً وحلفاء، هو الآخر يسقط أهداف الحرب الإرهابية الكونية على سورية، وسيرسِّخ انتصار الدولة السورية في هذه الحرب معادلات جديدة وسيكون لهذا الانتصار مفاعيل ونتائج توازي وتفوق بأهميتها مفاعيل ونتائج انتصار تموز، لأنّ الدولة السورية ثابتة على مواقفها وخياراتها، وقادرة على استثمار انتصاراتها لمصلحة كرامة الشعب وسيادته.

وإذ أشار إلى مفاعيل انتصار لبنان في العام 2006، التي كانت كفيلة بإخضاع العدو «الإسرائيلي» للمشيئة اللبنانية باستعادة الأجزاء اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر، وبتكريس السيادة على كامل الأرض اللبنانية وبممارسة لبنان حقه كاملاً في استخراج النفط والغاز من حقوله البحرية، رأى حردان أنّ حالة الانقسام الداخلي في لبنان، ومواقف بعض القوى اللبنانية، تكفّلت بعدم استثمار مفاعيل الانتصار كاملة لمصلحة لبنان واللبنانيين.

وتابع: لذلك فإنّ دعوتنا اليوم، في ذكرى الانتصار، بأن يتوحّد كلّ اللبنانيين، على مختلف انتماءاتهم وتوجُّهاتهم، ويلتفوا حول معادلة الجيش والشعب والمقاومة، لتحقيق ما نصبو إليه من تحرير وسيادة وكرامة.

وشدّد حردان على أنّ الأولوية هي تحصين لبنان، وهذا التحصين لا يكتمل ولا يتمّ، إلا بقيام دولة مدنية ديمقراطية قوية وعادلة، تأخذ على عاتقها الحفاظ على عناصر قوة لبنان، واستعادة العلاقة القومية مع سورية وفقاً لمعاهدة الأخوّة والتعاون والتنسيق، والتمسُّك بالثوابت والخيارات الوطنية التي تحدّد «إسرائيل» عدواً وجودياً ومصيرياً.

وأكد حردان أنّ الوصول إلى دولة مدنية ديمقراطية قوية وعادلة، يتطلب خطوات جريئة تقدم عليها القوى السياسية في لبنان، وأولى الخطوات التخلي عن «طقوس» الاحتماء بالطائفة والمذهب لتحقيق مصالح جهوية وذاتية وآنية، والخضوع للمنطق الوطني الذي يغلّب مصلحة لبنان وكلّ اللبنانيين.

ورأى حردان أنّ بوابة ولوج الدولة المدنية القوية، هي تطبيق المندرجات الإصلاحية في اتفاق الطائف، وفي مقدّمها قانون انتخابات نيابية على أساس الدائرة الواحدة والنسبية ومن خارج القيد الطائفي. ونحن طرحنا على طاولة الحوار، تطبيق نصوص الطائف.

وشدّد حردان على أنّ خيار المقاومة، ليس محلّ نقاش مع أحد، ولا يحقّ لأيّ جهة أن تشكك بهذا الخيار وبهذا النهج، لأنّ المقاومة أثبتت جدواها وضرورتها في الدفاع عن لبنان وتحصينه، وشكلت قوة ردع بمواجهة العدو الصهيوني.

وقال: نحن على هذا الخيار ثابتون، وفي كلّ مواقع الدفاع عن أرضنا وشعبنا راسخون، نقاتل العدو وأدواته الإرهابية، ونعاهد شهداءنا وكلّ الشهداء، على أن نستمرّ في هذا الموقع، وعلى هذا الموقف حتى بلوغ النصر والتحرير.

وختم قائلاً: نهنّئ اللبنانيين جميعاً، بانتصار لبنان جيشاً وشعباً ومقاومة على العدو «الإسرائيلي» وتثبيت معادلة قوة لبنان في قوته، التي دحرت الاحتلال الصهيوني وهزمته. والتحية للمقاومة والجيش قيادة وأبطالاً وشهداء، على ما قدّموه من تضحيات دفاعاً عن لبنان، وتحية لأهلنا الذين صمدوا وصبروا فعاشوا فرح الانتصار، والذين بالتفافهم حول خيار المقاومة ترسّخت معادلة الجيش والشعب والمقاومة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى