«استعادة الذكريات الجميلة» في مواجهة «استكمال مسيرة الانتقام والثأر» وسان جيرمان لحسم الصراع وتشيلسي مستغلاً غياب الهدّاف

حسن الخنسا

تستأنف اليوم مباريات إياب الدور الثاني من دوري الكبار، فيلتقي ريال مدريد مع مضيفه بوروسيا دورتموند في مباراة شبه مستحيلة على الأخير، إذ انتهى لقاء الذهاب في سنتياغو برنابيو بثلاثية نظيفة للميرينغي. وسيكون الملكي الإسباني الفريق الوحيد الذي يدخل مباريات إياب الدور ربع النهائي مع هامش من الطمأنينة. إذ تمنحه الإحصاءات نسبة 93.8 في المئة للتأهل إلى الدور التالي.


ويلتقي باريس سان جيرمان مع تشيلسي في لقاء ترتفع فيه حظوظه في التأهل إلى 75 في المئة. إذ سجّل «أمراء باريس» ثلاثة أهداف على أرضه لكن شباكه تلقت هدفاً من «البلوز».

يدخل الأمراء اللقاء بمعنويات مهزوزة في غياب قائد الفريق ابراهيموفيتش، ويسعى الفريق الباريسي إلى تسجيل هدف مبكر يقضي على آمال البلوز في التأهل، إذ في حال سجل الباريسيون سيكون تشيلسي بحاجة إلى ثلاثة أهداف على الأقل لمتابعة اللقاء.

«استعادة الذكريات الجميلة» هو الشعار الذي يرفعه بوروسيا دورتموند، عندما يستضيف ريال مدريد اليوم على ملعب «سيغنال إيدونا بارك» في إياب دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا.

هذا الشعار يواجهه في الناحية المقابلة شعار النادي الملكي، وهو «استكمال مسيرة الانتقام والثأر» في محاولة للإطاحة بماكينات ألمانيا التي فازت عليه وأخرجته من بطولة العام الماضي.

الصعوبات التي سيواجهها أصحاب الأرض لن تتوقف عند ثلاثية الذهاب القاسية بل تتخطاها إلى تذبذب مستوى الفريق خلال هذا العام، إذ ودّع المنافسة على لقب بطولة الدوري منذ أسبوعين عندما حسمها بايرن بسهولة قبل نهاية المسابقة بأسابيع عدّة. ورغم صعوده إلى قبل نهائي الكأس إلا أن الجماهير تخشى من مواجهة البايرن إذا صعد دورتموند للنهائي، ويعتقد الجمهور أن البايرن الأقرب نظراً إلى فارق المستوى هذا الموسم، ولذلك يأملون في تأهل فريقهم مرة أخرى على حساب الريال الذي ما زال في المنافسة على كل الألقاب فقد صعد لنهائي الكأس أمام البارسا، ويخوض منافسة ثلاثية على لقب الدوري.

يتشابه الفريقان في الفوز المحلي عقب لقاء الذهاب، وقد اكتسح الريال منافسه سوسييداد برباعية، بينما فاز دورتموند على فولفسبورغ 2-1 ليؤمن المركز الثاني في منافسة شرسة مع شالكة.

وصيف بطل النسخة الأخيرة يعود إليه هدافه ليفاندوفسكي صاحب الأهداف الأربعة في الملعب نفسه العام الماضي، وكان قد غاب عن لقاء الذهاب للإيقاف، ويعتقد النقاد أنه إذا وجد في حالته في البرنابيو كان سيحرز أهدافاً خلال الشوط الثاني الذي شهد مستوى جيد للألمان. في المقابل تأكدت مشاركة كريستيانو رونالدو مع الريال، بعد تعافيه من كدمة في الركبة خلال الذهاب مع احتمال غياب بايل الذي أصيب في الركبة خلال لقاء سوسييداد.

مهمة دورتموند صعبة للغاية أمام فريق يؤدي بصورة جيدة، ويمتلك مواهب عديدة ولكنه يتسلح خلال المواجهة بجمهور ملعب سيغنال الذي يرهب المنافسين، وهو الفائز بإحصائية أكبر جمهور يحضر المباريات في البوندسليغا، وأيضاً يعتمد الفريق على هدافه البولندي القادر على تكرار إنجاز العام الماضي.

الريال لن يكون مطمئناً لثلاثية الذهاب فرباعية العام الماضي تطارد أذهان اللاعبين منذ قرعة دور الثمانية، وعلى رغم السعادة الوقتية بنتيجة البرنابيو، إلا أن القلق سرعان ما سيطر على اللاعبين والجهاز الفني، فقد صرح أنشيلوتي وتشابي ألونسو عقب موقعة مدريد بأن الفريق عليه الحذر من مفاجآت دورتموند الذي سيحاول الصعود بأي وسيلة.

الفريقان التقيا في 9 مواجهات انتصر «الملكي» في أربع منها مقابل فوزين للفريق الألماني، وحضر التعادل في ثلاث مواجهات بين الفريقين، وكان الفريقان قد التقيا الموسم الماضي في الدور قبل النهائي وتمكن دورتموند من الفوز 4-1 في الذهاب قبل الخسارة 0-2 في الإياب بمدريد ليتأهل كلوب على حساب ريال مدريد بقيادة مدربه السابق البرتغالي جوزيه مورينيو، إلى المباراة النهائية قبل خسارة اللقب أمام بايرن ميونيخ في النهائي 1-2 .

باريس سان جيرمان ـ تشيلسي

قمة أوروبية مثيرة يحتضنها ملعب «ستامفورد بريدج» معقل نادي تشيلسي مساء اليوم، حينما يخوض الفريق اللندني اختباراً في غاية الصعوبة أمام باريس سان جيرمان، وهي المواجهة التي تشهد تحدياً بين إصرار تشيلسي ومدربه مورينيو على قلب الموازين وانتزاع بطاقة التأهل، وحرص سان جيرمان على التغلب على أزمة غياب أبرز نجومه وحسم الصراع مبكراً.

حقق سان جيرمان أفضلية مريحة عندما فاز على تشيلسي 3-1 ذهاباً على ملعب الأمراء في باريس، لكن من المؤكد أن المنافسة لم تحسم بعد ومن الصعب توقع الفريق الصاعد للمربع الذهبي، بالنظر إلى سجل نتائج جوزيه مورينيو في دور الثمانية للبطولة الأوروبية وكذلك أزمة غياب النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش عن صفوف الفريق الفرنسي.

مع ذلك يمكن للجماهير أن تكشف عن توقعاتها فور تسجيل هدف التقدم في المباراة الذي سيكون بمثابة مفتاح حسم بطاقة التأهل، فلا شك أن الفريق الفرنسي يتطلع إلى استغلال الضغوط الواقعة على أبناء مورينيو لخطف هدف مبكر يضاعف من صعوبة المهمة على الفريق اللندني ويجعهلها شبه مستحيلة وسيكون مطالباً بعدها بتسجيل ثلاثة أهداف على الأقل.

أما في حالة نجاح البلوز في هز شباك الضيوف أولاً، فسيصبح بحاجة إلى هدف وحيد كي يقلب ملامح المواجهة تماماً لصالحه وهو ما سيضرب معنويات سان جيرمان خصوصاً في ظل غياب إبراهيموفيتش، وحقيقة اليقين بأن مورينيو عمل خلال الأيام الماضية على حل مشكلات القصور الدفاعي التي انتقدها علناً عقب الهزيمة في مباراة الذهاب.

والواضح أن لوران بلان المدير الفني لسان جيرمان هو الأكثر إدراكاً لصعوبة وأهمية المواجهة، والدليل هو إراحته لأغلب لاعبيه الأساسيين في المباراة التي انتهت بفوز الفريق على ريمس 3-صفر وحرصه على تعزيز الثقة في قدرة الفريق على التغلب على غياب إبرا، إذ أكد كفاءة إدينسون كافاني وإزيكيل لافيتزي وقدرتهما على تعويض نجم هجوم الفريق.

أما مورينيو فلم يركن إلى انتقاد الأداء الدفاعي للفريق في مباراة الذهاب والتحسر على افتقاد الفاعلية الهجومية، وإنما أكد مراراً وتكراراً على قدرة الفريق وخصوصاً من خلال لاعبي الوسط على تحويل الدفة لصالحه وانتزاع بطاقة التأهل. يعلق اللاعبون وكذلك الجماهير الأمال على عقلية مورينيو الذي لم يسبق له أن خسر في دور الثمانية بدوري الأبطال طول مسيرته مع بورتو وتشيلسي خلال فترة تدريبه الأولى وإنتر ميلان وريال مدريد.

كذلك تعوّل جماهير البلوز بشكلٍ كبير على نتائج تشيلسي المبهرة على ملعب ستامفورد بريدج، فقد حقق الفريق 15 انتصاراً خلال 17 مباراة خاضها على أرضه في الدوري الممتاز هذا الموسم. وكانت المباراة التي فاز فيها تشيلسي على ضيفه ستوك سيتي 3-صفر يوم السبت الماضي هي الثامنة على التوالي التي لم تهتز فيها شباك تشيلسي على أرضه، في حين خسر سان جيرمان آخر ثلاث مباريات خاضها خارج أرضه في كل المسابقات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى