موسكو تنفي وجود أية قوات روسية في أوكرانيا
أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن باريس تقترح مواصلة المشاورات حول تسوية الأزمة في شرق أوكرانيا في إطار الرباعية التي تضم رؤساء أوكرانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا.
وأكد في كلمة ألقاها في اجتماع السفراء الفرنسيين بباريس أمس، أنه يمكن حل الأزمة الأوكرانية سياسياً فقط، وقال: «الأزمة الأوكرانية أخطر أزمة منذ الحرب العالمية الثانية. هناك حل سياسي ولا يوجد حل عسكري لها».
وعلى حد قول الرئيس الفرنسي، فإن رئيسي فرنسا وألمانيا واصلا جهودهما الرامية إلى إقامة الحوار بعد اللقاء الأول لرئيسي أوكرانيا وروسيا في النورماندي، مؤكداً أن باريس وبرلين مستعدتان لمواصلة العمل في إطار «رباعية النورماندي». وأضاف أن الجانب الروسي يجب أن يطرح اقتراحات محددة في اجتماع مقبل في هذا الإطار.
وأكد المندوب الروسي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أندريه كيلين عدم وجود أية قوات أو آليات عسكرية روسية في أوكرانيا، وقال: «كانت هناك اتهامات بتوجه قوافل من المدرعات إلى هناك الأسبوع الماضي وقبل الأسبوع الماضي. نفينا كل ذلك وننفيه الآن، إن هذه الاتهامات ليس لها معنى».
وأضاف كيلين: «ما نعرفه من عمدة نوفو آزوفسك أن القوات الأوكرانية فرت من المدينة بعد تعرضها لقصف مدفعي، ثم سيطرت عليها قوات الدفاع الشعبي».
جاء توضيح الدبلوماسي الروسي هذا تعليقاً على تصريحات الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو، الذي أعلن فيها دخول قوات روسية إلى شرق أوكرانيا وإلغاء زيارته إلى تركيا بسبب ذلك.
وأكد بوروشينكو أن كييف ستدعو إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، وحث العالم على تقييم تفاقم الوضع الأمني في شرق أوكرانيا بشكل حاد.
من جهة أخرى، اتهم حلف الناتو بأن «أكثر من ألف عسكري روسي يحاربون في أراضي أوكرانيا» في صفوف المسلحين، على حد زعم الحلف.
وكانت كييف أعلنت في وقت سابق أن 13 عسكرياً أوكرانياً قتلوا وأصيب 36 آخرون بجروح في معارك شهدها جنوب شرقي البلاد، إذ أشار أندريه ليسينكو المتحدث باسم مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني إلى أن الوضع لا يزال متوتراً في محيط مدينة نوفوآزوفسك الواقعة على شواطئ بحر آزوف بالقرب من الحدود مع روسيا.
أما بشأن الوضع في مدينة دونيتسك، فقال ليسينكو إن قوات الدفاع الشعبي تحاول «من دون نتيجة» اختراق الطوق المفروض على المدينة من قبل العسكريين الأوكرانيين، وتشن هجمات مضادة في ضواحيها.
وأعلنت جمهورية دونيتسك الشعبية، أن عدداً من دباباتها دخلت أطراف مدينة نوفوآزوفسك، مؤكدة أن تقدم قواتها «يتطور بنجاح». كما أفادت قوات الدفاع الشعبي المحلية بأن تقدمها باتجاه بحر آزوف أرغم القوات الأوكرانية على ترك عدد من البلدات.
وقال مصدر في هيئة أركان قوات الدفاع الشعبي لوكالة «إنترفاكس»: «ثمة معلومات تدل على أن قوات جمهورية دونيتسك الشعبية بسطت سيطرتها على خط الحدود الفاصل بين أوكرانيا وروسيا»، مضيفاً أن هذه معلومات أولية ومن السابق لأوانه الحديث عن السيطرة الكاملة.
جاء ذلك في وقت أعلنت هيئة الأمن الفدرالية الروسية أن أكثر من 60 عسكرياً أوكرانياً عبروا الحدود في مقاطعة روستوف بطلب اللجوء، إذ أشار المتحدث باسم إدارة الحدود التابعة لهيئة الأمن الفدرالية إلى أن 62 عسكرياً من القوات الداخلية الأوكرانية طلبوا من حراس الحدود الروس السماح بدخول أراضي روسيا من أجل إنقاذ أرواحهم والحصول على مأوى آمن، مؤكداً أن حراس الحدود الروس سمحوا بدخولهم لأسباب إنسانية بعد أن ألقوا أسلحتهم في الأراضي الأوكرانية.
من جهة أخرى، أعلنت قوات الدفاع المحلية في دونيتسك أن حوالى 90 عسكرياً أوكرانياً سلموا أنفسهم لها، لكن السلطات الأوكرانية لم تؤكد بعد هذا النبأ.