النواب الأميركي سيمنع صفقة أسلحة للسعودية قيمتها 1.15 مليار دولار
أعلن رئيس مجلس النواب في الكونغرس الأميركي، بول رايان، نيته تجميد صفقة بيع أسلحة للمملكة العربية السعودية قيمتها 1.15 مليار دولار.
وقال رايان لمجلة «فورين بوليسي» إنه سيعمل مع ائتلاف يضم ممثلين عن الحزبين الديموقراطي والجمهوري لدراسة إمكانية منع هذه الصفقة، موضحاً أنَّ «السعودية شريك لا يمكن الاعتماد عليه وسيء السمعة في مجال احترام حقوق الإنسان، وعلينا عدم الإسراع في بيع تكنولوجيا متطورة لهم والمساهمة في سباق التسلح في الشرق الأوسط».
ومع ذلك، تُشير المجلة إلى أنّه سيكون من الصعب لرايان عرقلة الاتفاقات التي تمَّ التوصل إليها بين واشنطن والرياض، والتي تعد شركة General Dynamics، إحدى أكبر شركات العالم في تصنيع الآليات العسكرية والفضائية، أحد أطرافها، آخذاً بعين الاعتبار النفوذ الذي تحظى به هذه الشركة في الكونغرس الأميركي.
ويتوقع أن تحصل السعودية، في إطار الصفقة التي وافقت عليها الخارجية الأميركية مطلع الأسبوع الجاري، على 130 دبابة من طراز «أبرامس»، و20 مدرعة وغيرها من الآليات العسكرية. وأمام المشرعين الأميركيين أقل من 30 يوماً لمنع تنفيذ هذه الاتفاقية، وهو قرار لا يتخذه الكونغرس الأميركي في حقِِ الصفقات العسكرية إلا نادراً جداً.
وكان مستشار وزير الدفاع السعودي أحمد عسيري أعلن سابقاً عن تفعيل العمليات التي يخوضها التحالف العربي بزعامةِ الرياض ضد حركة «أنصار الله» في اليمن، حيث لا تزال المواجهة مستمرة بينها وبين القوات الحكومية منذ عامين، وازدادت حدة بعد تدخل التحالف العربي، في آذار الماضي، دعماً للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أنَّ أكثر من 3.7 ألف مدني سقطوا وجُرح أكثر من 6.5 ألف أخرين جراء الأزمة اليمنية منذ آذار 2015، محذرةً من أنَّ عدد الضحايا يزداد باستمرار.
وأفادت المتحدثة الرسميَّة باسم مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان رافينا شامداساني، أثناء موجز صحفي عقدته في جنيف، بأنَّ عدد الضحايا المدنيين للأزمة اليمنية خلال هذه الفترة بلغ 10270 شخصاً، هم 3704 قتلى و6566 جريحاً.
وأضافت المسؤولة الأممية أنَّ أعداد الضحايا ترتفع باستمرار خلال الأسابيع الماضية، إذ سقط في تموز ما لا يقل عن 60 مدنياً، فضلاً عن جرح 123 أخرين، بينما لقي 49 مدنياً مصرعهم وأصيب 77 أخرون منذ الجمعة الماضية.
وأشارت المتحدثة إلى أنَّ الأمم المتحدة رصدت مقتل 223 شخصاً وجرح 466 أخرين بين المدنيين، منذ إعلان نظام وقف إطلاق النار باليمن في 11 نيسان الماضي.
وحملت شامداساني أطراف الأزمة كافة مسؤولية ما يجري في البلاد، موضحةً أنَّ الحوثيين هم الذين يتحملون أكبر قدر من المسؤولية عن استهداف المدنيين حتى أواخر تموز، بينما تضرر المواطنون الأبرياء، خلال الأسبوع الماضي، بالدرجة الأولى من الغارات التي ينفذها طيران التحالف العربي، الذي تقوده السعودية.
يُذكر أنَّ الأزمة اليمنية اندلعت في آب 2015، مع بدء التصعيد بين الرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة وجماعة «أنصار الله» والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى، وبلغت الأزمة أعنف مراحلها بعد تدخل التحالف العربي في آذار 2015.
وتحتضن عاصمة الكويت منذ 21 نيسان مشاورات السلام بين ممثلي الحكومة والحوثيين وحزب صالح، والتي تجري برعاية المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بهدف بلوغ حلٍ سلمي للأزمةِ الدامية التي تعاني منها البلاد.
ميدانياً، شنّ التحالف السعودي غارات مكثفة على مناطق متفرقة في المحافظات اليمنية، بالتزامن مع مواجهات ميدانية في صنعاء وتعز والحدود اليمنية السعودية، حيث استشهد 6 أشخاص بينهم نساء وأطفال بغارة جويَّة للتحالف استهدفت سيارتهم في مديرية صعّفان، بالتزامن مع تدمير طائرات التحالف جسر مكحُلة الواصل بين العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة الساحلية غربي اليمن.
وشنّت مقاتلات التحالف أكثر من 20 غارة جويَّة على معسكري الصّمَع والفريجة أمتداداً إلى قاعدة الديلمي الجويَّة في الناحيةِ الشمالية. كذلك طاولت الغارات جبل الريْد في مديرية سنْحان ومنطقة النهدين جنوباً، ومنطقة الصُباحة في مديرية بني مطر في الضاحية الغربية للعاصمة صنعاء.
وتأتي الغارات الجويَّة للتحالف السعودي على وقعِ تقدم قوات الجيش واللجان الشعبية في مديرية نِهْم، حيث أعلنت وزارة الدفاع اليمنية عن استعادة الجيش واللجان سيطرتهما على مناطق المدْفون ووادي مِلح وأجزاء كبيرة من منطقة ملح ووادي شيْحان، وصولاً إلى منطقة أبو لُحوم، وذلك بالتزامن مع سقوط قتلى وجرحى بينهم القيادي الميداني صالح مجوحان إثر استهداف الجيش واللجان الشعبية لتجمعهم خلف منطقة المَجاوِحة بمديرية نِهْم عند الأطراف الشمالية الشرقية للعاصمة صنعاء.
وفي تعز تتواصل المواجهات العنيفة بين قوات الرئيس هادي المدعومة بالتحالف السعودي من جهة وقوات الجيش واللجان الشعبية من جهة ثانية، في منطقة ثعبات بعد ساعات من مقتل وجرح عدد من قوات الرئيس هادي بينهم قيادات من تنظيم القاعدة، بحسب ما أفاد به مصدر عسكري للميادين في المنطقة ذاتها شرقي المدينة.
كذلك احتدمت المواجهات العنيفة بين الطرفين في مديرية حيْفان جنوبي شرق المحافظة.
أما محافظة الجوف فقد قصفت القوة الصاروخية للجيش واللجان تجمعات قوات الرئيس هادي في مناطق الخنجر والتبة الحمراء والخليفين بمديرية الخب والشعف شمالي المحافظة الصحراوية شرق اليمن.
وفي صعدة فقد شنّت طائرات التحالف السعودي سلسلة غارات على مديريتي سحار والظاهر الحدوديتين غربي المحافظة شمال اليمن.
أما على الحدود اليمنية السعودية فقد شنّت طائرات التحالف السعودي سسلسلة غارات على جبل الكُرس بمديرية حَيْران، كذلك استهدفت غارات مماثلة مديرية حرض الحدودية في محافظة حَجة غرب اليمن.
في غضون ذلك أعلنت وزارة الدفاع اليمنية عن قصف قوات الجيش واللجان قيادة الفواز العسكرية في الشرفة وموقعي السديس والصوح العسكريين بصليات من الصواريخ، كذلك دمرّ الجيش واللجان آليتين عسكريتين ومخزن أسلحة للقوات السعودية في مواقع المخروق بنجران السعودية.