زمن عجائب
زمن عجائب
تحار بماذا تسمّيه زمن يلتهم فيه القويّ الضعيف من دون شفقة أو رحمة. يقولون هذه شريعة غاب. هذا قانونها. فليبقَ الأقوى! لكننا أصبحنا في زمن شريعة الإنسان نتوق إلى شريعة الغاب! كلمة إنسان المشتقّة من الأنس والإلفة والتراحم والتآخي والتكافل والطيبة تعني حالة إنسانية أصلاً، لكنها في الواقع بعيدة جدّاً عن معانيها الأصلية!
ففي هذا الزمن، لم يبقَ من هذه القيم إلا ندرة. أسألُني: هل للطيبة مكان في هذا العالم؟ دائماً أسمع وأرى أنّ الطيبين ضحايا طيبتهم، وطيبتهم باتت كنزاً نادراً جداً، فنستهجن إذ صادفناها. ونظلّ حذرين من تسرّعنا في الحكم، خصوصاً أن من وصفناهم سابقاً طيّبين من أصدقاء أو أحبّة ووثقنا بهم، بعضهم مَن يتولّى توجيه الطعنة الحاسمة.
هذه قمّة الألم وقمّة الوجع! ولكن مع هذا، أنا متأكدة أنّ الأمل ما زال موجوداً، وأنّ الخير لن ينقطع من قلوب الناس. ولكن الأهم أن يشعّ هؤلاء الخيّرون والطيّبون ليملأوا الوجود ضوءاً وحبّاً وبركة وحضوراً.
ناريمان عبيد