دردشة صباحية
يكتبها الياس عشي
سألتني أمس سيدة مرت في صفوفي: إلى متى سنبقى يا أستاذ الياس، نحن النساءَ، تحكمنا، وتتحكم بنا، وتذلّنا، الذكورية الشرقية؟ قالوا: تعلّمنَ.. فتعلّمنا، ولكن الأب والأخ وحتى، في أحيان كثيرة، الإبن، ما زالوا يرسمون شكل العريس، وشكل العرس، وشكل المدعوين، وشكل عقد الزواج، وشكل الدار التي سنسكن بها، وشكل الحارة التي سننتقل إليها، وشكل غرفة النوم، ومقدار المهر في عملية بيع وشراء.. فيا للعار.
حاولت أن أقول للقبيلة: لا. فأنتَ يا أستاذنا علمتنا كيف نقول لا. تذرّعت بقاسم أمين صاحب كتابي: «تحرير المرأة» و «المرأة الجديدة»، فجاء الجواب من الوالد والوريث: إمّك لأم قاسم أمين الكافر. البدنا ياه بدٌو يصير.
قلت لها:
اصغي يا عزيزتي لما سأقوله لك:
ستبقى المرأة تحت وصاية الرجل، وستبقى عبدة له، طالما أن رجالكنّ ما زالوا عبيداً للطبقة الحاكمة، وعبيداً للإقطاع الديني والعائلي والريعي. فالرجل الذي يفقد الإحساس برجولته، ويفقد الإحساس بالحرية، يسعى إليهما من خلال إمرأة لا حول لها ولا قوة، وبوسائل متعدّدة.
ثم يباهي بالانتصار!