«المنار»
الرابع عشر من آب درّة أيام المجد وتاج الانتصارات، ما بعده ليس كما قبله وما قبل، فروحُ العدوّ مصابة بالصميم وكذلك معنويّاته وعقيدته، أمّا ترميم السّمعة وإزالة الوجع فدونها مخابرات أشدّ فتكاً ووجعاً.
خطاب الأمين العام لحزب الله من مدينة بنت جبيل بالأمس أمس الأول يتردّد بقوة، أصداؤه تلتقي مع المفاعيل المستمرة لخطابٍ بلغ ريعاناً من 16 عاماً، حاسماً جازماً فوق تحدّيات الزمان والجغرافيا منذ التحرير عام 2000، نعم ستبقى «إسرائيل» أوهن من بيت العنكبوت.
لا داعي للإثبات، فبنت جبيل ثبّتت ذلك، وأبناء الجنوب الذي تدفّقوا نهراً غزيراً في يوم العودة إلى بلداتهم وقراهم جرفوا ما تبقّى من رهانات محليّة ودوليّة و«إسرائيليّة» على ألمٍ متوهّن من دمار، أو على سراب اهتزاز الثقة بالمقاومة، اليوم الآن الجنوبيّون يهنؤون بالاستقرار والفضل لهامات ودماء لا تحدّها حدود، وتكون حيث يجب أن تكون، أمّا العدو فغارق في القلق والأوجاع التي لا تندمل ولا تسترها جدران، ولا تبديل لوجه العملة إلى تكفير وإرهاب.
اليوم الصهاينة الخائبون يستعرضون عضلاتهم في باحات الأقصى، يدنّسونه. في ذلك خراب هيكلهم المزعوم، ولكن مهما زعموا وفعلوا لاستعطاف الجاهلين والمتجاهلين فالحق أنّ خراب هيكلهم قد تحقّق في ذات آب وتهدّم حلم كيانهم فوق رؤوسهم حجراً حجراً، وتحطّمت أساطيرهم بقبضات رجال الله وصمود أهل الأرض في فلسطين ولبنان.
«أن بي أن»
إنّه يوم انتصار، لبنان يختصر كل يوميّات حرب تموز ويرسّخ معادلة انتصار لبنان، يختصر كل يوميّات حرب تموز ويرسّخ معادلة أساسها هزيمة «إسرائيل» وتثبيت تلاحم الجيش والشعب والمقاومة في لبنان. إنّه يوم الانتصار تكاملت فيه التضحيات والجهود من الميدان إلى السياسة، فأثمرت المواجهة نصراً تدرّجت تداعياته في كيان الاحتلال ولا زالت تحصد، وستبقى ..
صفحات مجهولة من حرب تموز تحكي الحكاية وتروي البطولات وأسرار النصر، وتتلاقى مع مشهد العائدين إلى أرضهم يسكنون حدائق المنازل المدمّرة وعند جيرانهم، ويلبّون نداء الرئيس نبيه برّي غير آبهين لا لقنابل عنقوديّة ولا لمتفجّرات وألغام مزروعة عند كل طريق ومفرق، مشهد كان الرسالة من دون تفسير ولا تأويل، فأكّد أنّ هذا الشعب منتصر لا محالة، هذا ما أسّس له الإمام السيد موسى الصّدر.
«او تي في»
منذ مدّة، وسياسة لبنان في حال ركود يلامس حدّ اللاجديد. قاعدة تسري على يوميّاتنا في أيام العمل العادية، فكيف في أيام الإجازات المعطوفة على أيّام عطلة مقبلة! المشهد عينه لم يتبدّل إلّا بخرق وحيد أحدثه السيد حسن نصرالله بخطابه أمس أمس الأول وتناوله تحديداً موضوع رئاسة الحكومة، ما يجعل الكرة في الملعب الحريري، ويجعل المطلوب إجابات ومواقف، بدلاً من ترداد لأزمات التعطيل والاتهام! حتى الساعة، لم يصدر أيّ ردّ رسميّ عن الجانب المعني لا سلباً، ولا إيجاباً! قد يكون صمت الإجازات أو فسحة المراجعات أو مساحة الاتصلات والمشاورات! ففي كل الأحوال، أسابيع عدّة تفصل عن مواعيدنا اللبنانية إنْ الحوارية منها، وإنْ الرئاسية! أسابيع، يبقى قدر اللبنانيّين خلالها مراقبةَ تطوّرات الإقليم، من حلب التي استعاد الجيش السوري التقدّم فيها، إلى الموصل التي انطلقت عملية دحر «داعش» منها… تطورات ميدان يتسارع… فيما لبنان على حاله إذن، ينتظر إجابات وردود قد نستشرف طيّاتها من خلال القراءة في كلام السيد بشقّه الرئاسي.
«الجديد»
دولةٌ لا يُسمعُ لها صوت.. الكلُ غافٍ سياسيّاً ينتظرُ الخارج، وحدَها أصواتُ المِهرجاناتِ الدوليّةِ والمحليّة تَضُجُّ بالحياة. أمّا السياسيّون فلن تَعثُرَ على أخبارِهم إلّا في دَويِّ فضيحةِ فساد، أو ارتكاباتٍ وتجاوزاتٍ إداريّة وغداً تُضافُ إلى الرَّخاء عُطلةٌ رسميّة، عَلّ رُوحَ السيدة العذراء تَنتقلُ إلى بلدْ «طلعت روحو» بعدَ رائحتِه. وبرخاءٍ يَستندُ إلى معلومات، غادر المرشّحُ النائب سليمان فرنجية إلى رحلةِ صيدٍ طويلة، تُنبِئُ بأنّ مِلفَ الرئاسة لن يَشهدَ في غيابِه على ضربةِ كفٍّ واحدة، باستثناءِ المحاولاتِ التي يُجريها الرئيس سعد الحريري اختباراً لورقةِ عون.. وما بعدَ بعدَ بعدَ عون، وهي اختباراتٌ رَصدها حزبُ الله، حيث كانت إشارةُ أمينِه العام لافتةً بالأمس أمس الأول عندما قال: «نحنُ في الموضوعِ الحكومي سنكونُ إيجابيّين ومنفتحين، ولن نُصعّبَ الأمور»، معلناً أنّه سيَكتفي الآنَ بهذا المقدار، وقد أَفسحَ زعيمُ تيارِ المردة في المجال أمامَ هذه المعاينةِ السياسيّة، تاركاً الأرانبَ هنا.. باحثاً عن صيدٍ في البعيد، وهو آثَرَ أمامَ زوّارِه الحديثَ عنِ الانتخاباتِ الرئاسيّة، لكنْ في أميركا ومرشّحِها ذي اللون البرتقالي. وباتَ فرنجية على قناعةٍ بأنّ الحلَ يبدأُ من حيثُ تتنهي اليمن، ويَفتحُ السعوديُ على الإيراني، وتتبلورُ ملامحُ سورية. هذه الملامح لزّمت أميركا الأكراد والبشمركة جُزءاً منها، وبدأت بترسيمِ حدودٍ لا تُبقي فيها الغَلَبة لطرفٍ واحد. منبج أصبحت لسورية الديمقراطيّة، أي للأكراد برعايةِ أميركا.. الرقة أيضاً ستكونُ أميركيّةَ السيطرة.. حلب للنظام، لكن حدودُها للأميركيّين. لكنْ كلٌ من إيران وتركيا وروسيا والعراق على قلقٍ من توسُّعِ النفوذِ الكُردي وتحقيقِ حُلُمِ الفدرالية وضَمِّ أيِ مِساحةٍ جغرافيّة يُسيطرونَ عليها إلى هذا الحُلُم، وهذا سيشكّلُ خطّاً أحمر، وسيَدفعُ طهران وأنقرة وموسكو إلى اجتماعٍ تنسيقيّ لمواجهةِ أميركا والأكراد.
«ام تي في»
إنّها فضائح جديدة غير معروفة لـبطل معروف، عنوان الفضائح وعود كاذبة بتفعيل خدمة الإنترنت وعمل السنترالات في منطقة عكار، وصفقة تصل مبالغها إلى مئات الملايين. طبعاً لا حاجة إلى القول إنّ بطل هذه الفضائح هو عبد المنعم يوسف، لكن المستغرب فيها أنّ المرتكب لم يتردّد في مهاجمة نائب المنطقة الذي سأله عن أرقام الصفقات والسرقات. كل ذلك والوزير بطرس حرب يغطّي يوسف، علماً أنّ حرب نائب قبل أن يكون وزيراً للاتصالات، فكيف يقبل أن يستهزأ مدير في وزارته بنائب يمثّل منطقته، بل الأمة جمعاء.
سياسيّاً، يُتوقع أن يشهد الأسبوع الطالع توتّراً حكوميّاً على خلفيّة طرح قضيّة التمديد لقائد الجيش، وقد علمت الـ»أم تي في» أنّ وزيري التيار الوطني الحر في الحكومة يعدّان لخطوات تصعيديّة عند إقرار التمديد، قد تصل إلى حدّ تعليق المشاهدة في الحكومة.
توازياً، الحرب في سورية على وتيرتها مع استهداف يتركّز على تنظيم «داعش»، سواء من قوات النظام أو من القوات الروسيّة، وكل ما يحصل يصبّ في خانة بعض التقارير الغربيّة التي تُشير إلى أنّ تنظيم «داعش» في طريقه إلى الانهيار.
«ال بي سي»
الثغرة التي حاول حزب الله فتحها في جدار الجمود السياسي يبدو أنها ستُغلق سريعاً، فالانفتاح والإيجابيّة المعلنان من قِبل السيد حسن نصرالله في موضوع رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة مع التمسّك بالعماد ميشال عون مرشّحاً رئاسيّاً، اعتبرهما تيار المستقبل تجاوزاً للدستور، لا بل تأكيداً من الحزب على أنّه سيد النظام والناظم الأمني للدولة اللبنانية. وفيما بدأت أجوبة تيار المستقبل على رسائل الحزب تتّضح، تُرجم قلق الرئيس برّي على مستقبل الوطن عبر تقاطع حديثين لوزير المال علي حسن خليل والنائب عن حزب الله علي فياض عن ضرورة العودة إلى الجلسات التشريعيّة لإقرار قوانين تحافظ على الاقتصاد، حسب خليل، وعن منع المفاجآت والتداعيات الاقتصاديّة التي سيدفع ثمنها الجميع، حسب فياض.
غداً اليوم يستفيد الجميع من عطلة عيد انتقال السيدة العذراء، ليبدأ الأسبوع الثلاثاء بإضافة مشكلة أخرى على كل ما سبق، تعيدنا بالذاكرة سنة إلى الوراء، هل سنكون أمام تعيينات أمنيّة جديدة، أم مسلسل تمديد جديد؟ وماذا سيفعل وزيرا التيار الوطني الحر المصرّان على التعيين تمسّكاً بالمبادئ؟