الخارجيّة الإيرانيّة: جرائم السعودية سببها الصمت الدولي
اعتبر المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الإيرانية بهرام قاسمي، أنّ صمت المجتمع الدولي المؤسف حيال استهداف المدارس والمشافي، سبّب تجرّؤ ووقاحة السعودية على ارتكاب جرائم ضدّ الانسانية.
وذكرت وكالة إرنا الإيرانيّة أنّ بهرام قاسمي ندّد بشدّة أول أمس بـ«بقصف طیران العدوان السعودي لمستشفی عبس فی مدینة حجة الیمنیّة»، معتبراً «القصف جریمة ضدّ البشریّة لا یمكن تصوّرها».
وشدّد قاسمي علی أنّ «مثل هذه الممارسات جاءت كنتیجة لصمت الأوساط الدولیّة، ومنها الأمم المتحدة، وتستّرها علی جرائم هذا النظام»، حسب قوله.
وجدّد المتحدّث باسم الخارجیة الإیرانیّة تأكیده بالقول: «لا شكّ أنّ خطوة ممثّلي الشعب الیمني المتمثّلة باستئناف أعمال البرلمان والنُّظُم الدیمقراطیّة أثارت مزیداً من غضب وسخط السعودیة، لذلك انبری هذا النظام القاتل للأطفال إلی شنّ هجمات واسعة ضدّ المستشفیات والمدارس، بهدف الانتقام من الأبریاء والعُزَّل فی الیمن»، حسب ما نقلته الوكالة الإيرانية.
يُذكر أنّ طيران العدوان السعودي استهدف أول أمس الاثنين مستشفى «عبس» في محافظة حجة في اليمن.
وأكّدت منظّمة أطباء بلا حدود، أنّ غارة استهدفت مشفى في عبس غرب اليمن، ما أدّى إلى سقوط أكثر من 25 شهيداً. كما تقوم الطواقم الطبيّة بمساعدة الجرحى، وتقييم الوضع لضمان سلامة المرضى والموظفين بعد تعرّض المشفى للقصف. يُذكر أنّ المنظمة دعمت مستشفى عبس منذ شهر يوليو 2015، وقد قامت بمعالجة 4611 مريضاً.
يأتي ذلك غداة استهداف مدرسة للأطفال، ما أدّى إلى استشهاد عشرة منهم وإصابة آخرين. وطالبت الأمم المتحدة بالتحقيق العاجل في الغارة التي دانَها الأمين العام للأمم المتحدة. ودعا بان إلى التحقيق العاجل في هذا الحادث المأساوي، مطالباً أطراف النزاع اليمني «باتخاذ كل ما يلزم لتجنّب انتهاكات القانون الدولي وحقوق الإنسان في المستقبل، ولحماية المدنيّين والمنشآت المدنيّة».
وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد اتّهمت التحالف السعودي بشنّ غارات على مدرسة شمال اليمن.
إلى ذلك، أصدر البرلمان اليمني بياناً رسميّاً، أعلن فيه إسقاط الشرعيّة التي «يتشدّق بادّعائها الفارّون»، في إشارة إلى عبد ربه منصور هادي المتواجد في العاصمة السعودية. وأكّد البرلمان في بيانه أنّ الشرعيّة الحقيقيّة الوحيدة القائمة اليوم، تتمحور في مجلس النوّاب بموجب قوة الدستور وأحكامه، التي تؤكّد بجلاء استمرار المجلس في مباشرة سلطاته الدستوريّة.
وأشار البرلمان في بيانه، «أنّ الشرعية التي يتشدّق بادّعائها الفارّون سقطت شعبيّاً ودستوريّاً بخيانتهم أمانة المسؤوليّة وتآمرهم على البلد باستجلاب عدوان خارجيّ أثيم، ما يضعهم تحت طائلة الخيانة العظمى والمساس باستقلال وسيادة البلاد، وفق الدستور النافذ».
ودعا البرلمان في بيانه بقيّة القوى السياسيّة والاجتماعيّة للانضمام إلى هذه الخطوة اليمنيّة الخالصة بعيداً عن مؤثّرات الأجندات الخارجيّة التي لا همّ لها إلّا مصالحها، وإن كانت غير مشروعة وعلى حساب الشعب اليمنيّ.
وأوضح البرلمان، «أنّ هذه المباركة تأتي بناءً على تجربة مريرة لليمنيّين على مدى 5 سنوات، عانى خلالها الشعب من التفاف أدعياء الشرعيّة في فنادق الرياض على مرجعيّات العمليّة السياسيّة حينها، والقرارات الدوليّة ذات الصلة لإطالة فترة بقائهم في السلطة، ضاربين عرض الحائط بتلك المرجعيّات المؤكِّدة لوضعهم الانتقالي المزمن، وكذا المماطلة والتملّص من تنفيذ التزاماتهم المزمنة المترتّبة على تلك المرجعيّات ومخرجاتها».
وشهد البرلمان، الأحد، تأدية رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، اليمين الدستوريّة كسلطة جديدة منبثقة عن الاتفاق السياسي الموقّع في صنعاء 28 تموز 2016.
ميدانيّاً، دمّر الجيش اليمني واللجان الشعبيّة 19 آليّة عسكريّة ومدرّعة للجيش السعودي في المعارك التي خاضها في قريتيّ قمر والخلّ في جيزان، جنوب المملكة.
كذلك أسقطت القوات اليمنيّة مروحيّة استطلاع تابعة للقوات السعوديّة أثناء تحليقها في سماء منطقة الخوبة في جيزان.
ووزّع الإعلام الحربي اليمني مشاهد حديثة من قريتَيّ «قمر» و«الخل» في جيزان، وفيها قرابة 19 آليّة ومدرّعة ودبابة تابعة للقوات السعودية، دمّرها الجيش واللجان الشعبية في المعارك التي خاضها الفترة الماضية، ضمن سياق عمليّات الردّ على العدوان.
ومن التجوّل في قرية قمر، تظهر أغلب المباني السكنيّة وقد دُمِّرت بشكل كامل بفعل عشرات الغارات التي شنّها طيران العدوان السعودي بُغية استعادة القرية بالتزامن مع زحف القوات البريّة، ولكنها منيت بالفشل، وتضاعفت على إثرها خسائر القوات السعوديّة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الجيش السعودي كان قد حوّل قرية قمر ومختلف القرى الحدوديّة إلى ثكنات عسكريّة بعد تهجير السكان منها، قبل أن يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبيّة ويتمركزون فيها.