ماذا يعني انطلاق القاذفات الروسية من إيران؟
حميدي العبدالله
كشف النقاب عن أنّ روسيا طلبت من العراق وإيران السماح لأسلحتها الصاروخية المجنحة عبور الأجواء الإيرانية والعراقية لقصف مواقع التنظيمات الإرهابية في سورية.
كما كشفت وزارة الدفاع الروسية في بيان رسمي أنّ قاذفات «تو 22» الروسية انطلقت من قواعد جوية إيرانية وقامت بقصف مواقع للإرهابيين في محافظتي حلب وإدلب.
لا شك أنّ هذه الأحداث تعدّ بمثابة تحوّل استراتيجي كبير، يوازي ما بات يعرف بعاصفة السوخوي التي انطلقت في 30 أيلول عام 2015، وتنطوي هذه العملية على دلالات كبيرة عسكرية وسياسية ربما يصعب حصرها في هذه العجالة:
أولاً، الشرق الأوسط الجديد القائم على التعاون بين دول المنطقة في مواجهة الهيمنة الأميركية قد بدأ الآن فعلاً في التحقق عبر وحدة الجبهة في مكافحة الإرهاب من حدود روسيا مع أوروبا وحتى الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. وهذا الشرق الأوسط الجديد الذي ربما تطغى عليه التطورات العسكرية يفسح المجال أمام استكماله في مجالات أخرى سياسية واقتصادية على قاعدة التعاون المشترك بين دول مثل روسيا والعراق وسورية وبدرجات مختلفة دول أخرى مثل أذربيجان وجمهورية الاتحاد السوفيتي السابق في آسيا.
ثانياً، معركة حلب وإدلب باتت معركة واحدة، ولعلّ توزيع الجيش السوري لمنشورات فوق مدينة جسر الشغور قبل مرور أقلّ من 24 ساعة على انطلاق القاذفات الروسية من قواعد في إيران يشير إلى تلازم معركة تحرير حلب مع معركة تحرير إدلب بعد رفض الولايات المتحدة جهود روسيا لفكّ الارتباط بين التنظيمات المصنّفة إرهابية، والتنظيمات التي تعتبرها الولايات المتحدة تنظيمات معتدلة.
ثالثاً، معركة تحرير حلب وتنفيذ الخطة التي وضعت عند تحرير بني زيد والليرمون والكاستيلو، واستكمال المرحلة الثالثة في تحرير الريف الجنوبي للمدينة، بما في ذلك المواقع التي سقطت في الهجوم المضادّ الذي شنّه «جيش الفتح» باتت تحصيلا حاصلا في ضوء هذا الجهد الإضافي والاستثنائي للمشاركة في عاصفة السوخوي.