ليبيا: «البنيان المرصوص» تستعيد حياً في سرت

أحرزت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دولياً، أول أمس الثلاثاء، تقدماً ملحوظاً وسط سرت واستعادت الحي الـ2 الذي يُعد أحد أكبر معاقل مسلحي «داعش» بالمدينة.

وأعلن المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص في صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» أنَّ قواتها تبسط سيطرتها على الحي رقم 2، بعد مواجهاتٍ عنيفة مع مسلحي تنظيم داعش»، بمن فيهم القناصة.

وأكَّد المتحدث الرسمي باسم قوات حكومة الوفاق الوطني، رضا عيسى، لوكالة رويترز استكمال سيطرتها على الحي الـ2، مضيفاً أنَّ القوات الحكومية استخدمت في هذه العملية دبابات.

يُذكر أنَّ الأحداث في سرت تتطور، خلال الأيام الماضية، لصالح القوات الحكومية، التي تخوض صراعاً حاداً، بدعمٍ عسكريٍ غربي، من أجلِ استعادةِ المدينة من براثن «داعش».

وتشهد المدينة، في الأيامِ الأخيرةِ مواجهاتٍ متقطعةٍ بين قوات الجيش وعناصرٍ للتنظيم، يتحصنون داخل مبانٍ عدة في 3 أحياء وسط المدينة، فيما تجري وحدات من الجيش عمليات تمشيط في الأحياء المحررة من قبضة التنظيم.

وكانت قوات «البنيان المرصوص» قد أحرزت تقدماً مع بسط سيطرتها على عدةِ مناطقٍ هامة وسط سرت، بما فيها مجمع قاعات واغادوغو ومستشفى ابن سيناء والحي الجامعي وعدد من المصارف، فيما أكَّدت غرفة عمليات تحرير المدينة أنها ألحقت «بداعش» خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، بعد محاصرةِ مجموعةٍ من مسلحي التنظيم في مساحةٍ ضيقة واستهدافهم بالقصف الجويَّ والمدفعي.

ومع دخول معركة تحرير سرت مراحلها الأخيرة، اشتدت ضرارة المواجهة وأظهر التنظيم المتطرف الكثير من النديَّة في مواجهةِ القوات التابعة لـ»المجلس الرئاسي» لحكومة الوفاق الوطني.

وتحدث المكتب الإعلامي لغرفة عمليات تحرير محور سرت – مصراتة عن معارك بطولية، قال إنَّ قواته خاضتها «ضد آخر فلول «داعش» في مدينة سرت سيطرت خلالها على أهم المواقع التي كانوا يتحصنون بها».

وشاركت في معركةِ الثلاثاء 14 دبابة تمَّ استخدامها لاستهداف مواقع القناصة، فيما نفَّذت الطائرات الحربية 20 غارةٍ جويَّة للقضاء على سيارات مفخخة وأخرى لنقلِ الذخيرة تابعة لـ»داعش».

وفي الطرف الآخر، استخدم مقاتلو التنظيم خمس سيارات مفخخة ودراجة نارية وثلاثة انتحاريين يحملون أحزمةً ناسفةً لاستهدافِ جنود قوات «البنيان المرصوص»، التي لم تتحدث عن خسائر في صفوف مقاتليها.

وتعكس استماتة التنظيم في الدفاع عن آخر معاقله الحالة النفسية التي أضحى عليها مقاتلو «داعش» بعد تلقيهم ضرباتٍ موجعةٍ وخسارتهم معركة سرت بسرعةٍ كبيرة، بعد بدءِ الضربات العسكرية الأميركية التي مكنت قوات حكومة الوفاق من التقدم على الأرض، وانتزاع المناطق الاستراتيجية داخل المدينة من أيدي الإرهابيين.

وتقول غرفة عمليات «البنيان المرصوص» إنَّ مواجهات أول أمس الثلاثاء توضح «أنَّ الدواعش اختاروا الانتحار بعد أن فقدوا كل أمل في المواجهة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى