السيّد: فشل المشروع الأميركي أسقط الرهانات على تغيير الموازين في لبنان

اعتبر رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد أنّ فشل المشروع الأميركي الصهيوني في سورية أسقط رهانات البعض لتغيير موازين القوى في لبنان ودفعه إلى البدء بتقديم التنازلات، مؤكّداً أنّ رؤية رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون تعطي ضمانة بحفظ لبنان وحمايته.

كلام السيد جاء خلال استقباله أمس وفد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيّات الوطنية اللبنانيّة، الذي زاره مهنّئاً بمناسبة ذكرى الانتصار على العدو الصهيوني في تموز 2006.

وتحدّث باسم اللقاء منسّقه قاسم صالح، الذي قدّم التهانئ والتبريكات لقيادة المقاومة بـ«الانتصار التاريخي الذي أدّى إلى نشوء معادلة ردع مع العدو الصهيوني من جهة، وبعث الحياة في روح المقاومة وعزّز ثقافتها في المنطقة بشكل عام من جهة ثانية، بعد عقود من اليأس الذي استفحل في الأمة، وفاقمته التنازلات والتسويات المذلة لصالح العدو الأساسي لأمتنا وشعوبها».

كما حيّا لقاء الأحزاب «التضحيات الكبيرة التي قدّمتها المقاومة في تصدّيها للعدو التكفيريّ في سورية وغيرها، ما أبعد شبح الإرهاب عن لبنان بشقّيه الصهيوني والتكفيري».

من جهته، رحّب السيد بالوفد الذي «يمثّل الأخوة في مسيرة الجهاد والنضال، الذين يستحقّون التهنئة لأنّهم شركاء في صنع الانتصار»، مشيراً إلى أنّ «ما يميّز هذا الانتصار عن غيره هو إيمان شعبنا بأهميّة الإنجاز الذي تحقّق، لدرجة أنّ أهلنا كانوا يقفون أمام بيوتهم المدمَّرة شامخي الرؤوس، يعبِّرون عن اعتزازهم بمقاومتهم التي صمدت، ومعها الجيش والشعب، في مواجهة أعتى عدوان في العقود الأخيرة، بالرغم من فارق الإمكانيّات الهائل بينها وبين العدو الصهيوني».

وأكّد أنّ «المقاومة استطاعت أن تُلحق هزيمة عسكريّة بالجيش «الإسرائيلي»، ليس فقط من خلال إفشال أهداف العدوان، وإنّما من خلال القدرات الصاروخيّة التي تمكّنت من ضرب كل الأهداف التي رسمتها في حربها مع هذا العدو».

وعن الحرب الجارية في سورية، لفتَ السيد إلى أنّ «هذه الحرب أشدّ خطراً من الحرب «الإسرائيليّة»، سواء بأهدافها أو أدواتها، لأنّ بعض الذين كانوا على الحياد خلال حرب تموز أصبحوا في قلب الحرب لإسقاط سورية والمقاومة، ولكن بحمد الله استطعنا إفشال الأهداف الدوليّة والإقليميّة للحرب على سورية في بيئة معقّدة وصعبة للغاية، وما لبثَ أن اكتشف العالم خطر الجماعات الإرهابيّة التكفيريّة حتى على الذين صنعوه ودعموه وموّلوه. ويسجّل لسيادة الرئيس بشار الأسد صموده وشجاعته وإيمانه الثابت بالانتصار، الأمر الذي سمح لسورية بالاستفادة من دعم الحلفاء والأصدقاء، كما أنّ تماسك الدولة في سورية وعمل أجهزتها من دون توقّف كان له دور حاسم في الحفاظ على وحدة المؤسّسات والتفاف الشعب حولها».

وأشار إلى «التبدّلات الحاصلة في موازين القوى بفعل صمود سورية، والتي تجلّت في تراجع الحملات الإعلاميّة، وسقوط المراهنات السياسيّة على تغيير النظام فيها وانفراط الحلف الدولي، ونشوء توازن جديد في المنطقة بفعل الحضور الروسيّ القويّ، والتعاون والتنسيق بين روسيا والجمهورية الإسلامية الذي تجسّد أخيراً في استخدام الطائرات الاستراتيجيّة الروسيّة لقاعدة همدان الإيرانية في قصف الجماعات الإرهابيّة المسلّحة في سورية، الأمر الذي أحدث صدمة لدى الغرب، ويؤشّر إلى أنّ هذا التحالف الروسي الإيراني هو من سيرسم المعادلات في المنطقة».

واعتبر أنّ «فشل المشروع الأميركي الصهيوني في سورية أسقط رهانات البعض لتغيير موازين القوى في لبنان، ودفعه إلى البدء بتقديم التنازلات»، مؤكّداً أنّ «موقفنا من العماد ميشال عون ليس مبنيّاً على علاقات ومصالح خاصة، وإنّما على رؤية وطنيّة ترتبط بوعي المصالح الاستراتيجيّة للبنان والمنطقة في مواجهة المؤامرات التي تستهدف شعوبنا وأمّتنا، والعماد عون أثبت على مدى السنوات الماضية امتلاكه لهذه الرؤية الاستراتيجيّة، والتي تعطي ضمانة لجميع اللبنانيّين بحفظ وطنهم وحمايته».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى