رفيق نصر الله يُوقّع «ميديا الحرب الناعمة وفنّ السطوة على الرأي العام»

لمى نوّام

بدعوة من «المركز الدولي للإعلام والدراسات»، و«بيسان للنشر والتوزيع»، وقّع الكاتب والإعلامي رفيق نصر الله كتاب «ميديا الحرب الناعمة وفنّ السطوة على الرأي العام»، خلال حفل أقيم في «قرية الساحة التراثية» ـ طريق المطار، بحضور حشد كبير من الإعلاميين والأدباء والشخصيات السياسية.

الكتاب الذي صمّم غلافه الزميل خليل نصر الله، يتحدّث عن كيفية سطوة الدول على رأي الشعوب وتحريكها كما تشتهي. مسلطاً الضوء على الهجمة الإرهابية الخطرة في العالم العربي على أنها جزء من هذه الحرب. ويشير إلى الوسائل الإعلامية التي تساندها مدعومة من دول وحكومات وأنظمة عالمية.

«البناء» حضرت حفل التوقيع، وأجرت حواراً مع المحتفى به الذي حدّثنا خلاله عن مضمون الكتاب: الواضح من عنوان هذا الكتاب أنه يتناول كلّ أسس ما سُمّي بالحرب الناعمة، والميديا التي تركتها، والتي شكّلت مقدّمة لكلّ ما نعيشه على مستوى المنطقة وما تمرّ به من حالات تمزّق وتشرذم، وحالات تعميم الخرائط الضيّقة. هذه الحرب التي استهدفت الذاكرة العربية والإنسان العربي والمجتمع، والرأي العام العربي الذي وقع ضحيتها، لأنه لم يملك المقوّمات الأساسية من الممانعة في مواجهة هذه الحرب التي أعدّت بعناية فائقة.

وأكّد نصر الله قائلاً: شُرذِم الرأي العام العربي وأُخِذ إلى الطائفية، إلى المذهبية، وإلى ثقافة الأقليات. ثم عبثت بنا هذه الحرب وغيّرت مبادئ القيم وأنتجت العشرات من المحطات التلفزيونية المشبوهة التي أنتجت هذه الثقافة التي أوصلتنا إلى حالات التشدّد الديني، والتي أخذتنا إلى ثقافة السكّين.

ويشرح نصر الله: الحرب الناعمة هي الحرب البديلة التي باتت جزءاً من المقدرات الاستراتيجية التي تستخدمها الدول الكبرى من أجل مخالفة الشعوب العربية التي وقعت ضحية. لذلك أردت من خلال هذا الكتاب، كشف الوقائع والتزييف في الحقائق، وما هي الأساليب التي أعدّت كمقدّمة لما سمّي «الربيع العربي»، وشعار «الشعب يريد إسقاط النظام»، وصناعة الأوهام وإظهارنا كأننا نبحث عن أوطان بديلة، إنّما تبيّن لنا أنها كلّها أوطان افتراضية.

وردّاً على سؤال ماذا سيغيّر هذا الكتاب في الرأي العام أجاب نصر الله: «أتمنّى أنا وغيري من الإعلاميين الذين يملكون الكثير من القدرات، أن نبدأ في تناول هذا الموضوع حتى نستطيع استعادة جزء من الرأي العام العربي الذي عليه أن يعي خطورة ما أُعدّ له، وكيف استُدرج عبر هذه الحرب الناعمة إلى هذه الثقافة السائدة الآن، وإلى هذا الوهم الافتراضي القائم. لذلك، علينا أن نستعيد هذا الوعي.

وختم قائلاً: لن نستطيع مغالبة الغد إلا باستعادة الوعي وباستعادة الثقافة التي كانت سائدة، مع ثقافة تنويرية أخرى تأتي بعودة المسرح وعودة الأغنية والقصيدة، حتى نستطيع ربما، أن نقوم ضدّ هذه الهجمية الظلامية. هذه الحرب أرادت أن تكوي الذاكرة، ولكننا نحن نريد استعادتها.

تصوير: جيهان قبلان

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى