تقرير
تسأل صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية: لماذا يموت كلّ من يحاول فضح التصرّفات المريبة لمرشحة الرئاسة الأميركية عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون؟
وتضيف الصحيفة: لن تكون السياسة الأميركية كما عهدناها من قبل، خصوصاً بعدما فضح موقع «ويكيليكس» ما تقوم به الإدارة الأميركية داخلياً وخارجياً، ومن بين ذلك، المكائد القذرة التي تدبّرها قيادة الحزب الديمقراطي. لقد بذلت رئيسة الجهاز الحزبي ديبي واسرمان شولتز كل ما في وسعها من أجل منح كلينتون تفويضاً بخوض الانتخابات الرئاسية. ولكن هيلاري والجهاز الحزبي هما جزء من نظام الحكم الذي يسيطر عملياً على وسائل الإعلام كافة في البلاد. فبدلاً من التوبة والاعتذار كما هو سائد في البلدان الديمقراطية. وأميركا تعدُّ نفسها نموذجاً للديمقراطية يتهمون بصوت واحد روسيا بأن قراصنتها الإلكترونيين «الهاكرز» هم الذين اخترقوا البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي، وسلّموا ما فيه إلى جوليان آسانج مؤسّس موقع «ويكيليكس»، وأنّ آسانج عميل روسيّ.
ولكن، وفي لحظة ما انهار كل شيء، حيث تبيّن أن الذي اخترق البريد ليس «هاكر» روسياً، بل سيتك ونراد ريتش 27 سنة ، والذي يعمل في فريق هيلاري كلينتون. وقد عثر على هذا الشاب مقتولاً بطلق ناري في ظهره وهو في طريقه إلى منزله. وكان في حوزة هذا الشاب وثائق ومعلومات كانت ستقضي على أحلام عائلة كلينتون في حال نشرها. ووفق بيانات الشرطة، فإن عملية القتل كان هدفها السرقة، ولكن لم يُسرق أيّ شيء من الضحية.
وقد أعلن آسانج عن مكافأة قيمتها 20 ألف دولار لكلّ من يدلي بمعلومات عن القاتل لأن الضحية كان يزوّد موقع «ويكيليكس» بكل الوثائق والمعلومات التي كان ينشرها. وتفيد بعض المعلومات بأن ريتش كان ينوي الحضور إلى مكتب التحقيقات الفدرالي وتسليم الوثائق التي كانت في حوزته.
وتذكّرنا هذه الحادثة بحوادث سابقة عن وفاة معارضي هيلاري كلينتون:
في الأول من آب، توفّي الصحافي فيكتور ثورن 44 سنة مؤلّف كتاب يتضمّن انتقادات لعائلة كلينتون. كتب ثورن أنّ بيل وهيلاري حوّلا أركنساس، التي بدآ فيها مشوارهما إلى مركز لتجارة الكوكايين. كما أشار إلى مقتل أكثر من 130 شخصاً على يد عصابات مرتبطة بعائلة كلينتون.
لقد كافح ثورن ضدّ هذه العائلة الرئاسية دائماً بوساطة مختلف الوسائل المتاحة قبل أن يعثر عليه مقتولاً بالرصاص قرب مسكنه الصيفيّ في الجبال، في يوم عيد ميلاده. وقد وصفت الشرطة الحادث بأنه انتحار.
وبعد مضيّ أقل من يوم، توفّي المحامي شون لوكاس، الذي كان يحقق في المكائد التي تدبّرها قيادة الحزب الديمقراطي الأميركي، حيث كان قبل أيام من وفاته قد وجّه تهمة الغشّ إلى ديبي شولتز. وقد عثرت عليه صديقته ميتاً في الحمام. وبقي سبب الوفاة مجهولاً.
كما توفّي جو مونتانو 47 سنة ، الذي كان يشغل منصباً مهماً في قيادة الحزب الديمقراطي في اليوم الذي نشر فيه موقع «ويكيليكس» الوثائق. وأعلنت الشرطة أن سبب الوفاة مشكلات في القلب.
واستمرت التصفيات لتشمل جون آش الذي توفّي في ظروف غامضة. وكان على جون أن يدلي بشهادته في قضية رجل الأعمال الصيني سينغ، الذي كان يموّل عائلة كلينتون، واعتقل على الحدود وفي حوزته 4.5 مليون دولار نقداً، هدية إلى عائلة كلينتون.
إن نشر «ويكيليكس» مراسلات هيلاري كلينتون أظهر أنها هي التي دفعت الولايات المتحدة إلى التدخّل في ليبيا، وأنها تسلّمت ملايين الدولارات كهدية من المملكة السعودية، وبدأت الولايات المتحدة بتوريد الأسلحة اللازمة لإبادة شعب اليمن. وكانت هذه الهدايا تأتيها مباشرة عبر صندوق كلينتون الخيري. فهل ستخضع للمساءلة؟ يقول آسانج: إذا لم يحصل هذا، فإن الوثائق التي سينشرها قريباً ستضع نهاية لمستقبلها.
لذلك، ترتفع الأصوات في معسكر هيلاري مطالبة بقتل آسانج، الذي يقيم في سفارة الإكوادور، هرباً من الملاحقة الأميركية.