كورتولموش: سياسة أنقرة تجاه سورية سببت آلاماً كثيرة
نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن مصادر عسكرية روسية قولها، أنَّ سفن أسطول بحر قزوين سوف تُشارك في العملية الروسية في سورية، إضافة لانضمام القاذفات الاستراتيجية العملاقة من طراز «تو – 160» إلى العملية، مؤكدةً أنَّ انطلاق الطيران الاستراتيجي من قاعدة همدان الإيرانية مؤشر إلى عملية كبيرة في سورية.
جاء ذلك بالتزامن مع الكشف عن وصول دفعات غير معلومة من قاذفات «سو-24إم2» الروسية الحديثة إلى سورية، كتقدمةٍ من روسيا.
صحيفة «ازفستيا» الروسية نقلت عن الجنرال السوري حسن حسن، قوله إنَّ القوات الجويَّة السورية نجحت في استخدام القاذفات من طراز «سو-24إم2» التي أهدتها روسيا، لمحاربة الإرهاب.
وتستخدم القوات السورية هذه الطائرات لضرب معسكرات المجموعات المسلحة الإرهابية ومقرات قيادتها وسياراتها بما فيها الآليات المدرعة، في ريف حلب وفي محافظتي إدلب وحماة.
حسن أشار إلى أنَّ هذه القاذفات أثبتت كونها سلاحاً رهيباً، و لعبت دوراً هاماً في إحباط محاولة المسلحين لاختراق الحصار المضروب عليهم في أطراف مدينة حلب في يومي 6 و7 آب.
وفي سياقٍ متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنَّ السفينتين الحربيتين»زيلوني دول» و«سيربوخوف» التابعتين لأسطول البحر الأسود، أطلقتا ثلاثة صواريخ مجنحة من نوع «كاليبر» من شرق البحر المتوسط على مواقع لتنظيم «جبهة النصرة» في سورية.
وأكَّد بيان الدفاع أنَّ الصواريخ «دمرت مركز قيادة و قاعدة للإرهابيين في منطقة دارة عزة، وكذلك مصنعاً لإنتاج قذائف هاون ومستودعاً كبيراً للأسلحة في محافظة حلب. وحسب معطيات الرقابة الموضوعية لنتائج الضربات فإنَّ الأهداف المحددة دمرت».
وأوضح البيان أنَّ الصواريخ وصلت إلى أهدافها فوق مناطق ذات كثافة سكانية منخفضة مراعاة لأمن المدنيين، مشيراً إلى أنَّ عملية إطلاق الصواريخ جرت في الساعة 10:55 صباحاً بتوقيت موسكو يوم الجمعة.
هذا ونفَّت وزارة الدفاع الروسية عن أنباء لغارة شنها الطيران الروسي على حي القاطرجي في حلب، أدت إلى سقوط عددٍ كبير من الضحايا المدنيين. وقال اللواء إيغور كوناشينكوف الناطق باسم الوزارة «إننا شددنا أكثر من مرة على أنَّ الطائرات التابعة للقوات الجويَّة والفضائية الروسية في سورية، لا تستهدف أبداً أهدافاً واقعة داخل المناطق المأهولة. وذلك يشمل حي القاطرجي الذي ذكرته وسائل الإعلام الغربية، وهو مطل على إثنين من الممرات التي تمَّ فتحها في إطار العملية الإنسانية الروسية من أجل ضمان الخروج الآمن للمدنيين».
وذكر كوناشينكوف أنَّ وسائل إعلام تناقلت صوراً وفيديوهات لطفل اسمه عمران يبلغ من العمر 5 سنوات، تمّ إنقاذه من تحت أنقاض مبنى مدمر في حي القاطرجي بحلب. وتابع أنَّ التقارير نُقلت عن نشطاء ومتطوعين في مركز حلب الإعلامي و أن المبنى دمر جراء غارة جويَّة شنَّها الطيران الروسي مساء يوم 17 آب.
وأوضح الناطق الروسي أنَّ ضباط مجموعات الرقابة التابعة للمركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة، المتواجدين في وسط حلب، يسجلون يومياً عمليات قصف يشنها الإرهابيون بواسطة راجمات صواريخ يدوية الصنع، على كافة الطرق والشوارع والمنازل السكنية القريبة من الممرات الإنسانية.
وتابع كوناشينكوف أنَّ طابع الأضرار الذي تظهر في الفيديوهات حول عملية إنقاذ الطفل عمران، بما في ذلك حالة المبنى المجاور الذي ما زالت نوافذه سالمة، يؤكد أنَّ الدمار ناجم ليس عن ضربة جويَّة، بل عن تفجير قذيفة أو اسطوانة غاز، علماً بأنَّ المتشددين يستخدمون اسطوانات الغاز بكثرة في عمليات القصف.
سياسياً، أفادت وكالة «أسوشيتد برس» نقلاً عن مسؤولين أميركيين بلقاء يجمع وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري في الـ26 من آب في جنيف لمناقشة تسويَّة الأزمة السورية.
وذكرت الوكالة، أنَّ المحادثات بين الوزيرين قد تستمر يومين يبحثان خلالها ضمان الهدنة في سورية، والاتفاق الروسي الأميركي بخصوص تبادل المعلومات الاستخبارية والتنسيق العسكري في مكافحة تنظيمي «داعش» و«القاعدة» الإرهابيين.
من جانبٍ آخر، نقل عن مصدر في الخارجية الروسية بأنَّ الحديث عن لقاء لافروف وكيري لايزال مبكراً، قائلاً «من السابق لأوانه الحديث الآن عن تأكيد اللقاء … إمكانية إجراء اللقاء مرتبطة بشكلٍ مباشر مع التقدم في المحادثات التي تُجري بين الخبراء الروس والأمريكيين»… «لقاء لافروف وكيري لا يجب أن يحمل طابعاً بروتوكولياً دعائياً، بل يجب أن يحمل مضموناً حقيقياً».
من جهته، صرَّح جون كيربي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية بأنَّ بلاده تركز خلال النقاش مع روسيا على موضوع التعاون في سورية، وقال «نحن مستمرون في عقد مناقشاتٍ جادة بشأن هذه المسألة.. نحن نواصل التركيز كما في السابق على استمرار النقاش».
هذا و أفاد مصدر دبلوماسي بأنَّ المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا ينوي عقد اجتماع مع وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في جنيف الأسبوع المقبل، على هامش مباحثاتهما التي قد تجري يومي الـ 26 والـ27 آب.
وعلَّق المصدر آمالاً كبيرة على مباحثات لافروف وكيري، قائلاً « مثل هذه اللقاءات عادة ترسل إشارة قوية إلى جميع المشاركين في العملية»، وأعرب عن أملهِ في أنَّ مباحثات الوزيرين ستسمح بتحريك العملية السلمية وتهيئة الظروف لعقدِ جلسةٍ جديدة من المفاوضات السورية في النصف الأول من أيلول المقبل.
وفي سياقٍ متصل، بحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع نظيره الأميركي الوضع في سورية في اتصال هاتفي، دون ذكر تفاصيل عن محتوى مباحثات الجانبين.
هذا و كشف جاويش أوغلو، أمس، أنه كان في زيارة خاطفة لطهران بحث خلالها الأزمة السورية. وقال «الأزمة السورية تعمقت وأصبحت غير قابلة للحل»… «لهذا السبب مررت أمس بطهران خلال ذهابي إلى الهند . تبادلنا وجهات النظر حول ذلك، وكانت محطة مفيدة للغاية».
وحول الزيارة، التي لم يعلن عنها حتى مغادرته للعاصمة الإيرانية، قال جاويش أوغلو «تناولنا هناك قضايا إقليمية مثل سورية والعراق واليمن، ومنظمات إرهابية مثل «بي كا كا» حزب العمال الكردستاني ، و«بيجاك» الذراع الإيراني لحزب العمال ».
وأضاف «نحن نقول دائماً أنَّ الدور البناء لإيران وروسيا مهم للغاية لحل المشاكل في سورية والعراق والمنطقة. إذا استمر الدور السلبي فالصراع سيستمر، لذا نبذل قصارى جهدنا من أجل أن يكون هذا الدور إيجابياً».
في غضون ذلك، قال نعمان كورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي، إنَّ سياسة أنقرة اتجاه سورية أصبحت مصدراً «لآلامٍ كثيرة تعاني منها تركيا اليوم»، مضيفاً أنه «لم تتمكن أي من الدول، بما في ذلك تركيا، من تقديم نهج سياسي سالم من أجل التوصل إلى حل في سورية. إنني كنت أتحدث عن ذلك منذ سنوات».
صحيفة «حرييت» نقلت عن المسؤول التركي قوله «ليتنا تمكنا من وضع آفاق صالحة للسلام قبل ذلك. إن شاء الله سيتم قريباً التوصل إلى حل يمكن للشعب السوري أن يقبله بدلاً من فرض الحل من الخارج. وهناك حالياً عملية جارية من هذا القبيل، وفي هذه المرحلة تزداد العلاقات مع روسيا أهمية».
وفي رده على سؤال حول الدعم الروسي للرئيس السوري بشار الأسد، تذكر كورتولموش تعليقات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين جاءت خلال أحد لقاءاته السابقة مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول.قائلاً: «قال بوتين رداً على سؤالنا إنه ليس محامياً للأسد. إنني لا أعتقد أنَّ روسيا ستربط سياساتها بشخصية واحدة فقط. إنني أؤمن بأنه حان الوقت لانهاء الحرب بالوكالة. إننا سنجد الحل، إن شاء الله».