جيش العدو يوقف شقّ الطريق العسكرية في شبعا والأهالي يرفعون العلم اللبناني على سياج المزارع
سعيد معلاوي
أوقف جيش العدو «الإسرائيلي» صباح أمس، أعمال شق طريق عسكرية كان قد بدأ العمل فيها منذ عدة أيام، وعمل على سحب الجرافات والمعدات إلى نقطة خلفية داخل مزارع شبعا المحتلة.
وقد تداعى أهالي شبعا والعرقوب، يتقدّمهم عضو كتلة التحرير والتنمية النائب قاسم هاشم ورئيس اتحاد بلديات العرقوب محمد صعب وقاضي شرع حاصبيا الشيخ اسماعيل دلي ومنفذ عام الحزب السوري القومي الاجتماعي لبيب سليقا ومخاتير قرى المنطقة وفاعلياتها وأصحاب الأراضي المحتلة، إلى اعتصام أمس عند بوابة هذه المزارع احتجاجاً على ما يقوم به العدو «الإسرائيلي»، سواء داخل المزارع أو عند تخومها، حيث بدأ عند مطلع هذا الأسبوع شقّ طريق ترابية بطول 2500 متر وعرض 14 متراً لتصل تلال سدانا في العرقوب بالمرصد «الإسرائيلي» عند الطرف الجنوبي لجبل الشيخ، وهي خارج السياج الذي يزنّر المزارع منذ أكثر من أربعة عقود بعمق يتراوح بين 50 و300 متراً داخل الأراضي اللبنانية المُحرّرة.
وقد تقدّم الأهالي ومعهم جرافة حتى السياج الشائك وهم يحملون الأعلام اللبنانية، فيما انتشر الجيش اللبناني في المكان بقيادة قائد اللواء التاسع العميد جوزيف عون ورئيس مركز المخابرات في المنطقة المقدم يحيى الحسيني، وبحضور ضباط من قوات «يونيفيل» وعناصر ترفع علم الأمم المتحدة في محاذاة ما يسمّى زوراً «الخط الأزرق».
وقد انتزع شباب شبعا السياج في أكثر من مكان وتوغلوا داخل منطقة المزارع لأكثر من 50 متراً وهم يرفعون الأعلام اللبنانية، فثبّتوا بعضها على سياج المزارع، وسط حضور كثيف لقوات العدو «الإسرائيلي» التي واكبتها دبابات ومدرّعات توزعت بين أشجار السنديان على بعد 100 متر فقط من المُعتصمين الذين مكثوا في المكان لأكثر من ثلاث ساعات.
في غضون ذلك، كان قائد قوات «يونيفيل» الجنرال مايكل بيري على اتصال مباشر مع قواته على الأرض هناك، فيما كانت طوافة تابعة لهذه القوات تحلق فوق المكان.
وفي حديث لـ»البناء»، كشف النائب هاشم أنه أطلع رئيس مجلس النواب نبيه بري على كلّ ما يقوم به العدو، لافتاً إلى أنّ الرئيس بري أجرى، بدوره، اتصالات مكثفة مع الأطراف الدولية المعنية كافة للعمل على وضع حدّ لانتهاكات العدو وثنيه عن اعتداءاته اليومية على لبنان، والتي كان آخرها في مزارع شبعا.
وأكد هاشم أنّ قيادة «يونيفيل» تعترف بأنّ هذه الحفريات تتمّ خارج ما يسمّى «الخط الأزرق» على هذا المحور وفي عمق الأرض المحرّرة وخارج المنطقة المتنازع عليها.
أما صعب، فقال: «لدينا أكثر من وسيلة لإيقاف العدو عن هذه المُمارسات الإجرامية، مشيراً إلى أنّ هذا الخرق «الإسرائيلي» يؤكد كلّ يوم أن لا الخط الأزرق ولا القبعات الزُرق قادرة على حماية هذه الأرض، ووحدها المقاومة هي الكفيلة بحفظ الكرامة واسترجاع الحقوق وحمايتها والحفاظ عليها.
وفي سياق متصل، وفي إطار متابعة التطورات، زار مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم ظهراً، مقر قيادة قوات «يونيفيل» وكان في استقباله قائد القوات اللواء مايكل بيري ومجموعة من الضباط.
وعقد الجانبان اجتماعاً جرى خلاله تقييم الأوضاع الأمنية على الحدود الجنوبية والخروقات «الإسرائيلية» للخط الأزرق، إضافة إلى التعاون القائم بين الأمن العام وقيادة قوات الامم المتحدة في إطار المهمّات الموكلة إليها تنفيذاً للقرارات الدولية، لا سيما القرار 1701.
كما كان اللقاء مناسبة قدم خلالها ابراهيم تهنئته لبيري، وتمنى له التوفيق في مهمّاته الجديدة في لبنان.
باسيل: «إسرائيل» تمعن بعدم الالتزام بالقرارات الدولية
من جانب آخر، أرسل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل كتاباً إلى بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عن الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت أخيراً بلدة الغجر ومزارع شبعا المحتلتين، «الأمر الذي يشكل خرقاً فاضحاً للقرار 1701، وانتهاكاً لحقوق السكان والسيادة اللبنانية»، مطالباً برفع شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن.
وجاء في الكتاب: «لما كانت قوات الاحتلال الإسرائيلية لا تزال تتمادى بانتهاك السيادة اللبنانية وتمعن بعدم الالتزام بجميع القرارات الدولية ذات الصلة، لا سيما القرار 1701، يطلب إليكم إبلاغ الجهات المعنية في منظمة الأمم المتحدة، ولا سيما مجلس الأمن الدولي، بما تقوم به حالياً قوات الإحتلال في كل من الجزء اللبناني المحتل من بلدة الغجر ومزارع شبعا:
ـ في بلدة الغجر، تقوم سلطات الاحتلال بفرض أنظمة وقوانين جديدة على الجزء المحتل من البلدة وعلى سكانه يتمثل بإرغامهم على دفع ضرائب من جهة، وبإنشاء جماعات سكانية استيطانية من جهة أخرى.
ـ في مزارع شبعا المحتلة، باشرت قوات الاحتلال بشق طرقات وأعمال بنى تحتية أخرى.
أضاف باسيل في كتابه: «ولما كانت هذه الممارسات تشكل اعتداء إسرائيلياً جديداً يطال سكان الجزء اللبناني من بلدة الغجر وينتقص من حقوقهم ويزيد من إخضاعهم لسلطات الإحتلال، وبما أنّ الممارسات في مزارع شبعا تشكل انتهاكاً خطيراً للسيادة اللبنانية وخرقاً لحرمة الأراضي اللبنانية في هذه المزارع، يطلب إليكم رفع شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن ومتابعة الأمر مع من يلزم».
وكان باسيل قد أرسل كتاباً عن الخروقات «الإسرائيلية» الى وزارة الدفاع الوطني، طالباً منها تزويد وزارة الخارجية بكلّ ما يتوافر لديها من معلومات وبالسرعة القصوى.
قبلان: للتمسك بالمعادلة الذهبية
وشدّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان، خلال خطبة الجمعة، «على ضرورة التنبه إلى مكر العدو الصهيوني الذي ينتهك حرمة المسجد الاقصى ويعتدي على سيادة لبنان في اعمال عدوانية في منطقة مزارع شبعا ما يستدعي أن تتحرك الدولة اللبنانية وقوات الطوارئ الدولية بشكل عاجل للجم العدوان الإسرائيلي الجديد ضد لبنان، وعلى اللبنانيين أن يتمسكوا بالمعادلة الذهبية التي حمت وحافظت على لبنان فيحصنوها بالتعاون والتنسيق بين لبنان وسورية في مواجهة الاستهداف الإرهابي ضد البلدين والشعبين الشقيقين».
تجمع العلماء: العدو لا يفهم إلا لغة القوة
رأى «تجمع العلماء المسلمين»، في بيان، بعد اجتماع لهيئته الإدارية أنّ «العدو الصهيوني يستغل فرصة انشغال العالم العربي والإسلامي والرأي العام الدولي بما يجري في سورية والعراق واليمن وليبيا من حروب أعد لها من خلال صنيعته الجماعات التكفيرية، للقيام بأمور كان من الصعب تمريرها في أحوال عادية، ومن ذلك ما يجري في داخل المسجد الأقصى، أو على صعيد الاستيطان المتمادي أو في ما يتعلق بالأسرى أو هدم البيوت أو ما تقوم به من إجراءات داخل الأراضي اللبنانية المحتلة في قرية الغجر ومزارع شبعا».
واستنكر «ما يقوم به العدو الصهيوني في قرية الغجر ومزارع شبعا من إجراءات غير شرعية ولا قانونية»، منوهاً بإقدام وزير الخارجية جبران باسيل على رفع شكوى للأمم المتحدة، مع اقتناعنا بعدم جدوى ذلك، إلا أنه لا يجوز تمرير الأمر من دون التحرك، ويبقى التحرك الأجدى هو المقاومة والردع لأن هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة».
«العمل الإسلامي»: لتتحمّل «يونيفيل» مسؤولياتها
وأكدت «جبهة العمل الإسلامي» في لبنان في بيان على «حق لبنان الطبيعي جيشاً وشعباً ومقاومة في مواجهة الاعتداءات والخروقات الصهيونية المتمادية والرد عليها بالطريقة المناسبة وحينما تدعو الحاجة والضرورة لذلك».
ولفتت إلى «مسؤولية قوات يونيفيل في ردع العدو وتحذيره ومنعه من التمادي والغي في خروقاته واعتداءاته حفاظاً على استقرار الوضع في المنطقة».