«المنار»

من البحرِ المتوسطِ جدّدَ الروسُ المعادلة اَلأوسطيّةَ في الحربِ على الإرهاب، ولا هوادة..

فبعدَ مدارجِ همدانَ الإيرانية، رسائلُ ساخنةٌ من المياهِ الدافئة بعثَ بها الأسطولُ الروسي الذي أصابَ بصواريخهِ المجنّحةِ مواقعَ لجبهةِ النصرة التابعةِ لتنظيمِ القاعدة.

لم تُخطئِ الصواريخُ أهدافَها وإن غيّرتِ الجماعاتُ الإرهابيّةُ أسماءَها، فدمّرت مواقعَ للنصرةِ في دارِ عزة بريفِ حلب الغربي، ومعها كلَ المحاولاتِ الإقليميّةِ والغربيّةِ لسلخِ هذا التنظيمِ من جلدتهِ الإرهابيّة.

رسائلُ روسيّةٌ ميدانيّةٌ سُمِعَت أصداؤها السياسيّة، وهي المترافقةُ مع حَراكٍ لا زالت تَزخَمُهُ الزياراتُ الدبلوماسيّة، وآخرُها تلك الخاطفةُ لوزيرِ الخارجيةِ التركي لإيران.

إلى لبنان، حيثُ لم تُغيّرِ الحكومةُ بجلسةِ الأمسِ الخاطفةِ شيئاً بالمعادلة إلّا زيادةً بالقناعةِ أنَّ الوضعَ باتَ من سيّئٍ إلى أسوأ،

لكنّها حكومةٌ قرّرت إجراءَ اتصالاتِها حولَ الخرقِ الصهيونيّ في مزارعِ شبعا، وقررَ شعبُها اتّخاذَ إجراءاتهِ اللازمة، فتقدمَ الأهالي مظلَّلينَ بالعلمِ اللبناني ومحميّينَ بعيونِ الجيشِ والمقاومينَ إلى الحدودِ مع فلسطين، عابرينَ الطريقَ التي شَقّها الصهاينةُ في بِركة النقار، مؤكّدين أنَّ العدوَ أعجزُ من تغييرِ المعادلات، وأنَّ محوَ عملٍ جبانٍ كهذا لن يَشغَلوا به رجالَ المقاومة، فتكفَّلوا بالمَهَمَة وهم أحدُ أضلاعِ المعادلة: جيش وشعب ومقاومة.

«أن بي أن»

موسى الصدر وجنوب الجنوب صنوان، ولأنّهما كذلك اقترنا بشريان واحد اليوم أمس خلال حفل إطلاق تسمية أوتوستراد الإمام السيد موسى الصدر على الطريق الدوليّة من الزهراني إلى الناقورة مروراً بصور برعاية من رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، ولأنّ الإنماء يعزّز صمود الجنوبيّين في أرضهم، كانت سياسة رفع الحرمان التي أطلقها الإمام الصدر وأكملها الرئيس برّي، واليوم أمس تظهَّر هذا الصمود بأبهى حلله عندما تحدّى أهالي شبعا والعرقوب، يتقدّمهم النائب قاسم هاشم، الخروق «الإسرائيليّة» المعادية في مزارع شبعا، وحرّروا الجزء الذي تمّ قضمه من قِبَل «الإسرائيليّين» رافعين العلم اللبناني وشعار: «الكرامة لا تقاس بالكيلومترات».

وفي سياقٍ متّصل، طلب وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في كتاب أرسله إلى بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك إبلاغ الجهات المعنيّة في منظمة الأمم المتحدة، ولا سيّما مجلس الأمن الدولي، بما تقوم به حاليّاً القوات «الإسرائيليّة» في كل من الجزء اللبناني المحتل من بلدة الغجر ومزارع شبعا.

على مدى كيلومترات أخرى، استهدف الجيش اللبناني تحرّكات ومواقع الإرهابيّين في جرود عرسال ورأس بعلبك بعشرات القذائف من المدفعيّة الثقيلة على موقعي وادي الخيل وخربة يونين، ما أدّى إلى تدمير الموقعين بشكل كامل وسقوط إصاباتٍ مؤكّدة في صفوف الإرهابيّين .

في جديد التعيينات العسكرية المفقودة في مجلس الوزراء، يتّجه وزير الدفاع إلى إصدار قرار داخلي لتمديد ولاية الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى اللواء محمد خير لمدة عام، اليوم أمس أو غداً اليوم .

«او تي في»

تماماً كما يوضّح لماذا سُجن في بغداد في الثمانينات … وتماماً كما يفسّر موقفه من اتّهام النائب الراحل سمير عون له بالتورّط في براميل الموت في التسعينات، بالطريقة نفسها خرج اليوم سمير مقبل ليشرح تعنّته في الذهاب نحو آخر ارتكاباته القانونيّة خلال ساعات. يقول وزير القصر، إنّه هو كوزير لا يصوّت، لكنه نسي أن يُنعش عقله المفترض، ليسأل: كيف عَيّن هو ومجلسُ الوزراء ثلاثة أعضاء في المجلس العسكري، في 28 كانون الثاني الماضي؟ أي تماماً كما كان يقضي واجبه القانوني والدستوري أن يفعل أمس أمس الأول ، في موضوع أمين عام المجلس الأعلى للدفاع، وكما كان يقضي ضميره المفترض أيضاً أن يفعل قبل سنتين، وقبلهما، في قيادة الجيش وغيرها من مفاصل المؤسّسة الوطنيّة؟! يقول وزير «البارولي بارولي» اليوم أمس ، إنّه يترك الرأي لمجلس الوزراء … لكنْ، فات ذهنه البزنسيّ أن يسأل نفسه: ومن أتى بأسماء العمداء سمير الحاج وجورج شريم ومحسن فنيش، ليعيَّنوا وفق الأصول والقانون قبل ثمانية أشهر؟ ألم يكن وزيراً يومها؟ أم كان حاضراً غائباً كما أمضى حياته العامّة مسؤولاً غير مسؤول؟! ويتنطّح أكثر وزير الناطحات، ليعطي اليوم دروساً في انتخاب الرئيس ونصاب المجلس النيابي، كأنّ الناس لا تُدرك أنّ الطفيليّات هي أكبر المتضرّرين من انتخاب رئيس رئيس، لأنّ وجودها ينتفي بوجوده، وأنّ دروس النِصاب لا تأتي ممّن ينقص النِصاب عن صفتهم شدّة … ولا بعد أن يُسلب الناس حقهم في الصوت والإرادة والاختيار والقرار. يظنّ سمير مقبل أنّه سينجو بارتكابه الأخير، تماماً كما فعل بارتكاباته السابقة… مخطئ هو حتى الخطيئة. والتاريخ والحاضر شاهدان … شاهدان آخران من كتلة سمير مقبل كانا في جلسة أمس أمس الأول ، لكنّهما اختلفا … أليس شبطين وعبد المطلب حناوي، يتحدّثان للـ»أو تي في» عن اختلافهما حيال ارتكاب مقبل أمس أمس الأول .

«الجديد»

هزّاتٌ ارتداديّة رُصدت على مقياسِ زلزالٍ ضرب السلطة الحاكمة من منطقة الصيفي وأصابها في مقتل. وبعد الكلامِ المباح عمّن استباحوا البلدَ في السياسة لعقود، فتقاسموا مغانَمها وتوارثوا كراسيَها، فإنّ خميسَ الأسرار أمس في بيت الكتائب لم يترك «ستر مغطّى» إلّا وكشفه حول سرقاتِ مافيا الحكم، التي لم توفّر حتى أكياس النفايات لتتقاسمَ حصصَها. فتىً بحجمِ نائب حمل وزرَ جبالٍ ترتفع من مطامر، ستُضاف معالمُ سُود إلى كتبِ الجغرافيا، ومن يدري! قد تدخل المناهجَ التربويّة لتُعلِّمَ الأجيالَ المقبلة إنجازاتِ مافيا الحكم. سامي الجميّل «علّا الصوت» وطالبَ بإعطاءِ ما للبلديّات من أموال، لتقومَ كلُّ بلديةٍ بدورها في حل أزمة النفايات، بدلاً من مصادرة هذه الأموال وتوزيعِها حصصاً يقامر فيها المسؤولون بصحةِ المواطنين. وجاءه الردُّ كالصدى في بريّة، بقول الوزير أكرم شهيّب: إنّ المطامرَ هي حلٌ موقت لأربعة أعوام، وعلى مواقيت شهيّب فإنّ الموقتَ يصبح دائماً، وخبرتُه التي تمتدّ عشرين عاماً إلى الوراء في عقدِ الصفقاتِ والسرقاتِ وهدرِ المال العام، وتحديداً في ملفِ النفايات، مسجّلة في سيرتِه الذاتية. واليوم يطلب تمديداً لسنينَ أربع، «واللي استحوا ماتوا»… أزمةٌ تُمسِكُ بيدِ أزمة في بلدٍ محكومٍ من زمرةٍ تهرب إلى الأمام، تسابق الوقت لتُثبِّتَ نفسَها في تمديدٍ ثالث. كلُ كواليس ومواقف الأيام السابقة تؤشّر إلى أنّ أسهمَ العماد ميشال عون ارتفعت رئاسيّاً حتى في بيت الوسط، بحسب ما أوحى الوزير السابق وئام وهاب، لكن قطبةَ العرقلةَ المخفيّة كشفت في عين التينة: وافق سعد ورفض برّي، فاستعجل عودتَه من الإجازة الإيطاليّة ليقول «خفت يكونو عملو رئيس بغيابي». يحاول برّي جاهداً أن يبقى الستاتيكو الحاكم قائماً ليضمن وجودَه على رأس المجلس النيابي، وهو عَقَدَ ثلاثيّةَ الحوار ورمى عليها أزمةً جديدة سمّاها مجلسَ الشيوخ، لتنتهي الثلاثيّة بعدمِ الاتفاق ولو على بند، فكيف على سلّة! وكعادتِه في تدويرِ الزوايا، دانَ التمديدَ الثاني بمواقفَ أكبر من التمديد الأول، وكلاعبِ الخفّة أخذهم زرافاتٍ ووحداناً إلى التمديد. وعليه أصبح على الجنرال عون أن يقدّمَ واجبَ الطمأنينة لبرّي ببقائه على سدّة السلطة التشريعيّة بعد تأكيد السيد حسن نصرالله الشراكة الأبديّة مع الحليف. ساعتئذ يَخرج أرنب الحل ويولد قانونُ انتخابٍ جديد «بليلة ما فيها ضو قمر»….

«ال بي سي»

أقفل الأسبوع على المُعطيات والوقائع التالية حزب الكتائب على موقفه، مكبّ برج حمود لن يمر والحركة الاعتراضيّة عليه تتصاعد فيما صاحب الدراسات يؤكّد أنّ ما يتمّ القيام به يسير في الاتجاه الصحيح، لكن يلزمه أربعة وأربعون شهراً، أي حتى العام 2020، وبين تصعيد الكتائب وإرباك الحكومة فإنّ خطة النفايات تبدو مرتبكة. وزير الدفاع على موقفه من مسألة التمديد بعد تعذّر التعيينات، في المؤسسة العسكرية استهلال التمديد سيكون عبر تأخير تسريح الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع، على أن تأتي الخطوة التالية لقائد الجيش في أيلول المقبل.

قبل كلّ هذه التفاصيل، مأساة ونكسة المأساة في تخلّي أب وأم عن عاطفة الأبوّة والأمومة، وتمثّل ذلك في رمي أطفالهم الثلاثة على قارعة الطريق، أمّا النكسة فمن خلال الضرب بعرض الحائط بالعادات والتقاليد اللبنانيّة في بلدة زوطر الجنوبيّة من خلال منع الدبكة والغناء والرقص.

«ام تي في»

معركة تأجيل تسريح القيادات العسكرية صارت شبه محسومة، النتائج الأوليّة للمعركة أعلنها وزير الدفاع سمير مقبل بكشفه أنّه سيوقّع قرار تأجيل تسريح اللواء خير بين اليوم أمس والغد اليوم ، وهو قرار يمهّد لقرار آخر يتعلّق بتأجيل تسريح العماد قهوجي قبل منتصف الشهر المقبل، في هذا الوقت لفتت المواقف التصعيدية التي أطلقها وزير الداخلية نهاد المشنوق ضدّ حزب الله، ورفضه طرح السيد حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة عبر مقايضته رئاسة الجمهورية برئاسة الحكومة.

مقابل معركة التعيينات الأمنيّة شبه المحسومة، المعركة البيئيّة لم تُحسمْ بعد، فالخلاف الكتائبيّ الاشتراكيّ على مكبّ برج حمود مستمر، واللافت اليوم أمس زيارة الوزير شهيّب للعماد عون في الرابية، حيث أعلن أنّ فشل الحل سيؤدّي إلى عودة النفايات إلى الشوارع.

إقليميّاً، الانعطافة التركيّة نحو روسيا تتبعها الأسبوع المقبل انعطافة تركية نحو إيران، تتمثّل في الزيارة التي يقوم بها الرئيس التركي إلى طهران، ما يؤشّر إلى عملية خلط أوراق إقليميّة بالغة الدلالات والنتائج.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى