واشنطن: رحل القذافي… وجاء حفتر

يبدو أن الرياح تجري بما لا تشتهيه سفن الولايات المتحدة الأميركية في ليبيا، البلد الذي دمّره الناتو من أجل تنحية العقيد معمر القذافي، بحجّة «الربيع العربي»، و«الشعب يريد إسقاط النظام». ويبدو أنّ الأمور تزداد تفلّتاً من يد واشنطن، فلا الديمقراطية حلّت، ولا النظام استتب، ولا حكومات قامت، إنما زادت الأمور تعقيداً بعد ظهور «داعش» في سرت، وظهور اللواء حفتر، الذي يتفلّت بدوره من الإملاءات الأميركية.

في هذا السياق، قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر كان رصيداً للاستخبارات المركزية الأميركية «CIA»، لكنه تحوّل إلى صداع في ليبيا، بعدما صار يقود قوّة قتالية في البلاد. وأوضحت الصحيفة في مقال تحليليّ كتبته ميسي ريان أن حفتر كان يعدّ من الأصول لدى الاستخبارات الأميركية، وأنه محارب ضدّ الإسلاميين، ويقف في طريق السلام في ليبيا، وأضافت أن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يمكنهم معرفة ماذا يفعلون في شأن حفتر. وأضافت أن رفض الجنرال حفتر دعم تشكيل حكومة وحدة وطنية هشّة في البلاد هدّد الآمال المرجوّة لتحقيق الاستقرار في البلاد التي تعاني من جرّاء الصراع.

ونسبت الصحيفة إلى الباحث باراك بارفي من «معهد أبحاث أميركا الجديدة» ومقره في واشنطن، القول إن حفتر يهدّد عدداً من المبادرات المدعومة من الغرب في ليبيا، ويهدّد كذلك عملية إنشاء قوة سياسية معترف بها في البلاد.

كما نسبت الصحيفة إلى مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية القول إن حفتر غير مهتمّ بالديمقراطية أو السلام في البلاد، وأشارت إلى أنه يستفيد من فشل الحكم في البلاد، ومن فشل المبادرات، وفشل المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حلول قابلة للتطبيق.

إلى ذلك، نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية مقالاً لإريكا سولومن تقول فيه إن القوات الليبية التي تتقدّم نحو المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» الإرهابي في سرت تزعم أنها على وشك النصر في المدينة الساحلية التي تعدّ ساحة قتال بالغة الأهمية في الحرب ضدّ التنظيم الإسلامي المتشدّد. وتقول سولومن إن الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة تجد صعوبة بالغة لفرض نفوذها على البلد بأسره ورفضتها الفصائل واسعة النفوذ، ومن بينها الجنرال خليفة حفتر، الموالي لحكومة طبرق في شرق البلاد.

«واشنطن بوست»: أميركا حائرة بالتعامل مع عميلها حفتر

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر كان رصيداً للاستخبارات المركزية الأميركية «CIA»، لكنه تحوّل إلى صداع في ليبيا، بعدما صار يقود قوّة قتالية في البلاد.

وأوضحت الصحيفة في مقال تحليليّ كتبته ميسي ريان أن حفتر كان يعدّ من الأصول لدى الاستخبارات الأميركية، وأنه محارب ضدّ الإسلاميين، ويقف في طريق السلام في ليبيا، وأضافت أن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يمكنهم معرفة ماذا يفعلون في شأن حفتر.

وأضافت أن رفض الجنرال حفتر دعم تشكيل حكومة وحدة وطنية هشّة في البلاد هدّد الآمال المرجوّة لتحقيق الاستقرار في البلاد التي تعاني من جرّاء الصراع.

وأشارت إلى أن الحكومات الغربية ناضلت من أجل تحديد سياسة فعالة للتعامل مع حفتر بعدما برز كشخصية مهمة في 2014، وبعدما نصّب نفسه مضاداً للمتطرّفين، بينما كان يبني سلطته الخاصة، وينأى بنفسه عن العملية السياسية التي توسّطت فيها الأمم المتحدة في ليبيا.

ونسبت الصحيفة إلى الباحث باراك بارفي من «معهد أبحاث أميركا الجديدة» ومقره في واشنطن، القول إن حفتر يهدّد عدداً من المبادرات المدعومة من الغرب في ليبيا، ويهدّد كذلك عملية إنشاء قوة سياسية معترف بها في البلاد.

وأضاف بارفي: رغم أن المليشيات المدعومة بالقوّة الجوّية الأميركية حققت نجاحات ضدّ تنظيم «داعش» في ليبيا، فإن حفتر يبقى عائقاً أمام آمال البيت الأبيض في استعادة الوعد الديمقراطي لثورة 2011 التي أنهت الحكم المطوّل للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

وقالت الصحيفة إنه كان لحفتر دور مدعوم من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية للإطاحة بالقذافي في وقت سابق، وإن هذا الدور يزيد من التعقيد في الجهود الأميركية لإنهاء الأزمة التي تعاني منها ليبيا منذ سنوات.

ونسبت إلى مسؤول أميركي كبير سابق القول ـ شرط عدم الكشف عن هويته ـ إن اتصالات حفتر عبر الشرق الأوسط وأبعد من ذلك، جعلت من الصعب على إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وضع استراتيجية للتعامل معه.

وأوضح المسؤول أن الحكومة الأميركية لم تكن لديها القدرة على تهميش حفتر، وأنها ليست لديها القدرة على استيعابه ودمجه، ما جعله يبقى حرّاً.

وأضافت الصحيفة أن حفتر بقي مخلصاً للعقيد القذافي حتى 1987 عندما تم إلقاء القبض عليه وعلى أربعمئة آخرين من أفراد القوات الليبية التي كانت تحارب في تشاد، وأنه انضمّ إلى الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا التي كانت مدعومة من الولايات المتحدة وتخطّط للإطاحة بالقذافي.

وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان كان قد صادق على عملية سرّية للإطاحة بالقذافي، وأن القذافي كانت له علاقات بالجماعات الإرهابية، وأنه كان حليفاً للاتحاد السوفياتي السابق.

وأضافت أن رجال حفتر اتصلوا بوكلاء الاستخبارات الأميركية بينما كان هو في تشاد، وأنهم تلقوا تدريبات من جانب شعبة الأنشطة الخاصة في الاستخبارات المركزية الأميركية، لكن محاولتهم بقيادة حفتر للإطاحة بالقذافي في 1993 باءت بالفشل.

وأشارت إلى أن رجال حفتر تشرّدوا بين الدول، وأن القادة الأفارقة لم يرغبوا في استقبالهم، وأنه بعد ستة أشهر من تلك الواقعة نقلت طائرة أميركية 350 من الثوار الليبيين إلى الولايات المتحدة، وأن بعضاً منهم ـ بمن فيهم حفتر ـ واصل تدريباته على الأسلحة في فرجينيا الريفية على أمل القيام بمحاولة انقلاب أخرى ضدّ القذافي.

وأضافت أن حفتر الذي كان يعيش في فرجينيا الشمالية عاد إلى شمال أفريقيا بعد ثورة 2011، لكنه فشل في تأمين دعم من قادة الحكومة الموقتة كي يترأس العمليات العسكرية للثوّار ضدّ القذافي، فأقفل عائداً إلى ولاية فرجينيا.

لكن حفتر سرعان ما ظهر مجدّداً في ليبيا في 2014، وكشف عن انقلاب عسكري على الحكومة المركزية، وأعلن أيضاً مواجهته الجماعات الإسلامية المسلّحة التي نشأت بقوّة في البلاد بعد ثورة 2011.

وقالت الصحيفة إن المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية أصيبوا بالدهشة لما فعله حفتر، لكنه سرعان ما حصل على دعم من الفصائل القبلية والسياسية، حيث أطلق «عملية الكرامة» في محاولة لتطهير شرق ليبيا من الجماعات المتشدّدة، بمن فيهم جماعة أنصار الشريعة التي كانت متهمة بشنّ الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في 2012.

وأشارت إلى أن حفتر حظي بحليفين قويين ممثلين في الإمارات ومصر، اللتين شجّعتا حملته في الجزء الشرقي من ليبيا، كما أن قواته كانت تعمل في قاعدة بنينا الجوية التي كان يستخدمها الفرنسيون في بنغازي.

ونسبت الصحيفة إلى مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية القول إن حفتر غير مهتمّ بالديمقراطية أو السلام في البلاد، وأشارت إلى أنه يستفيد من فشل الحكم في البلاد، ومن فشل المبادرات، وفشل المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حلول قابلة للتطبيق.

«فايننشال تايمز»: الاقتتال في ليبيا يعوق التقدّم ضدّ «داعش» في سرت

نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية مقالاً لإريكا سولومن تقول فيه إن القوات الليبية التي تتقدّم نحو المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» الإرهابي في سرت تزعم أنها على وشك النصر في المدينة الساحلية التي تعدّ ساحة قتال بالغة الأهمية في الحرب ضدّ التنظيم الإسلامي المتشدّد.

وتضيف الصحيفة أن إحراز التقدم في المدينة من قبل القوات الليبية ليس هو المحكّ في الأمر،لأن المهمة الصعبة الحقيقية تكمن في كبح جماح حالة عدم الاستقرار والعنف التي تعصف بليبيا منذ الإطاحة بالقذافي عام 2011.

وتقول إن سرت أهم معقل لتنظيم «داعش» خارج ما يسمّيه بـ«دولة الخلافة»، التي تمتدّ في سورية والعراق. وتمكنت القوات الليبية مدعومة بهجمات جوية أميركية من إبعاد التنظيم عن وسط المدينة في الأيام الأخيرة، وتتقدم صوب المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.

وترى سولومن أنه حتى في حالة نجاح القوات الليبية في استرداد سرت بالكامل من التنظيم، فإن القتال لتحرير المدينة لا يمكن فصله عن الأزمة السياسية في ليبيا حيث تتنازع حكومتان على السلطة، وتكاد البلاد تكون منقسمة بين مليشيات عاتية التسليح تقاتل لصالح أهداف متنازعة.

وتقول سولومن إن الحكومة اللييبية المدعومة من الأمم المتحدة تجد صعوبة بالغة لفرض نفوذها على البلد بأسره ورفضتها الفصائل واسعة النفوذ، ومن بينها الجنرال خليفة حفتر، الموالي لحكومة طبرق في شرقي البلاد.

«موسكوفسكي كومسوموليتس»: ترامب يعزو نجاحات «داعش» إلى أخطاء أوباما وكلينتون الكارثية

تطرّقت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية إلى خطاب ترامب المنهجي في شأن مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أنه يعزو نجاحات «داعش» إلى الأخطاء الكارثية التي يرتكبها أوباما وكلينتون.

وجاء في المقال: وجّه المرشح الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية، دونالد ترامب يوم 15 آب في «جامعة ينغستاون» في ولاية أوهايو، انتقادات شديدة اللهجة إلى باراك أوباما وهيلاري كلينتون، واتهمهما بارتكاب «أخطاء كارثية» تسبّبت في ظهور «داعش».

وعند مقارنته «الحرب الباردة» بمكافحة «داعش»، طالب ترامب بخوض حرب إيديولوجية لا هوادة فيها ضدّ الإرهاب. ولبلوغ هذا الهدف، قال ترامب إنه سيمنع الهجرة موقتاً من المناطق الأكثر خطورة في العالم إلى الولايات المتحدة، ويتعامل مع حلفاء واشنطن وفقاً لمستوى مساهمتهم في مهمة الولايات المتحدة في شأن اجتثاث الإرهاب الإسلامي.

وأضاف: على غرار انتصارنا في الحرب الباردة من خلال فضح شرّ الشيوعية ونشر قيم السوق الحرّة، علينا أن نفعل الأمر نفسه مع إيديولوجيا الإسلام الراديكالي.

وعموما، يذكِّر برنامج ترامب المضادّ للمتطرّفين بسياسة الرئيس جورج بوش الخارجية التي أعلنها بعد العملية الإرهابية في 11 أيلول عام 2001. ولكن مع مضيّ الوقت، اصطدمت هذه السياسة بنهاية المطاف بخطوات الصين وروسيا، عندها أدرك بوش بأنه لا يمكن التركيز فقط على مكافحة الإرهاب، مع وجود سياسة خارجية متعددة الأطراف لموسكو وبكين.

وقد كان خطاب ترامب محاولة للخروج من الطريق المسدود الذي دخله بنفسه. حيث انتقد زعماء الحزب الديمقراطي لقرار الانسحاب من العراق واعتبره جريمة، وهيلاري كلينتون في محاولة «بناء الديمقراطية في ليبيا»، مشيراً إلى أنها دعت بصوت عال عام 2011 إلى التدخل في ليبيا. وهذا التدخل بالذات انتقده أوباما، ورآه خطوة غير مدروسة.

كما اتهم ترامب هيلاري بأنها تريد أن تصبح آنجيلا ميركل الأميركية، حيث استقبلت ألمانيا عشرات الألوف من اللاجئين السوريين، الذين تركوا بلادهم بسبب الحرب الدائرة هناك بين قوات الأسد والمعارضة. ولم ينتقد ترامب بشار الأسد، بل انتقد إدارة أوباما، التي تصر على رحيل الأسد، على غرار ما حصل لحسني مبارك في مصر. ورأى ترامب في هذا الاصرار سياسة خاطئة لأن هؤلاء «شخصيات قوية» لم تسمح ببروز معارضة إلى السطح في المنطقة.

كما أعلن ترامب أنه سيشكل ائتلافاً مع «إسرائيل» ومصر والأردن لمنع انتشار الإرهاب. وأضاف أن الولايات المتحدة ستفوز إذا ما اتحدت مع روسيا ضد «داعش».

غير أن استراتيجية ترامب في شأن محاربة «داعش» تواجه معارضة من جانب عدد من السياسيين في واشنطن. فمثلاً، اعترف بيتر فيفير، المسؤول عن استراتيجية واشنطن في العراق في إدارة بوش، بأن ترامب ينتقد بشدّة إدارة بوش، في وقت يستند في خطابه إلى أفكار مكافحة الإرهاب التي تطوّرت خلال عهد الرئيس بوش.

وقال: هذه ليست نسخة طبق الأصل، نحن لم نفترض يوماً الاستيلاء على نفط العراق أو ليبيا، وأظهرنا قلقنا من الخطاب المعادي للإسلام، الذي يمكن أن يؤثر سلباً في معنويات المسلمين المعتدلين.

وأشار ترامب في خطابه إلى أن أحد عناصر إيديولوجيا مكافحة «داعش» سيكون صداقة الولايات المتحدة مع المسلمين المعتدلين والإصلاحيين في الشرق الأوسط.

«إيزفستيا»: تحالف الأربع

نشرت صحيفة «إيزفستيا» مقالاً للفريق أول ليونيد إيفاشوف عن تشكيل تحالف جديد يعتبر أنه سوف يغير وجه الشرق الأوسط الكبير.

اضطربت وسائل الإعلام الروسية من جديد لخبر طلب وزارة الدفاع الروسية السماح بتحليق صواريخ «كاليبر» المجنّحة فوق الأراضي الإيرانية والعراقية. ومن الواضح أن الخبر بنفسه لا يحمل أي مفاجأة. وهو أمر طبيعي في العلاقات الدولية. إذ إن الطائرات أو الصواريخ تطير على ارتفاع غير عال نسبياً. ومن المتعارف عليه أن يجري تنسيق هذه المسألة مع مسؤولي الدول، التي ستطير عبر أجوائها الصواريخ أو الطائرات.

ومع ذلك، فإن هذه الواقعة تلفت الانتباه إلى عدد من الحيثيات، التي تتمتع بأهمية مبدئية للشرق الأوسط في حاضره وغده.

والجدير ذكره أن مركز التنسيق المشترك، الذي أنشئ في بغداد قبل حين، لم يتوقف عن تنفيذ الواجبات المناطة به في مواجهة تنظيم «داعش»، والتنظيمات الأخرى المدرجة في قائمة التنظيمات الإرهابية، التي اتفقت روسيا، إيران، العراق وسورية على مكافحتها.

ولا يقتصر عمل مركز التنسيق المشترك على المسائل المرتبطة بتهيئة تحليق صواريخ «كاليبر» المجنّحة، بل يتم بواسطته تبادل المعلومات الاستخبارية واختيار الأهداف وتقاسم عملية ضربها بين الحلفاء: إيران، العراق، الأكراد، روسيا وسورية.

ويؤكد الجنرال أن مركز التنسيق، توازياً مع استخدام القاذفات الاستراتيجية الروسية من قاعدة همدان الإيرانية في ضرب مواقع الإرهاب على الأراضي السورية، يشير إلى ولادة تحالف عسكري ـ سياسي جديد لمكافحة الإرهاب في المنطقة. وأن بلورة هذا التحالف وتفاعل عناصره المشتركة سوف يغيّر جذرياً موازين القوى في الشرق الاوسط الكبير.

وإن ما يطلبه الجانب الروسي أن يكون طليق اليدين، بما يعني أن تكون موافقة حكومتَي العراق وإيران موافقة مبدئية، تمنح الحرية للعسكريين الروس في إطلاق الصواريخ ضدّ المواقع الإرهابية في الوقت الذي يرونه مناسباً لهم، من دون الحاجة إلى طلب السماح في كلّ مرّة.

ويرى الفريق أول إيفاشوف أن الحضور القوي والحراك الفعال لروسيا بالتعاون مع إيران وسورية هو العامل الحاسم الذي سوف يحدّد تناسب القوى الجديد في المنطقة. ويرى إيفاشوف هذا العامل بات يلعب دوره في إجبار الرئيس التركي أردوغان على التوجّه نحو الشرق… نحو روسيا، وأنه سوف يؤدّي في المحصلة إلى تغيير جذري في موازين قوى المنطقة لمصلحة الأمن والسلم والخلاص من التنظيمات الإرهابية. وبطبيعة الحال، فإن تطور الوضع بهذا المسار لن يكون مرضياً للولايات المتحدة الأميركية، كما يؤكد إيفاشوف. ويقول إن الإدارة الأميركية الحالية أمامها الآن مهمة واحدة، العمل على مواجهة روسيا في الاتجاهات كافة.

ويخلص إيفاشوف إلى القول: علينا أن نكون واقعيين، وألا ننتظر تغييرات جدّية في سياسة الولايات المتحدة الأميركية الخارجية، وتحديداً في علاقاتها مع روسيا خلال الفترة المقبلة.

«روسيسكايا غازيتا»: البنتاغون وضع خطّة في حال اندلاع حرب مع الصين

أشارت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية إلى وضع أحد مراكز التحليل الأميركية سيناريوات للحرب المحتملة بين الولايات المتحدة والصين بطلب من البنتاغون.

وجاء في المقال: من الصعب تصوّر الدمار الذي سينجم عن الحرب بين الصين والولايات المتحدة للجانبين ولشرق آسيا والعالم عموماً. هذا ما جاء في التقرير الذي أعدّه المركز الأميركي للتحليل «Rand» تحت عنوان «الحرب مع الصين: أمر لا يمكن تصوّره». يقول مستشار باراك أوباما السابق لشؤون الاستخبارات الخارجية، أحد المساهمين في وضع التقرير ديفيد غومبيرت، إن إعداد هذا التقرير تم بطلب من وزارة الدفاع الأميركية.

ويشير التقرير إلى الحراك العمدي نحو نزاع عسكري بين الولايات المتحدة والصين أمر بعيد الاحتمال. ولكنْ مع ذلك وبحسب تقييم معدي التقرير، فإن التسوية غير السلمية في الظروف الحرجة، وبخاصة في مسألة النزاعات الحدودية في آسيا، قد تؤدي إلى نزاع خطير جداً. وجاء في التقرير أنه في الوقت الذي ليس لأي من البلدين رغبة في الحرب، توجد لدى جيشي البلدين خطط للعمليات الحربية في حال اندلاعها. وهذا التحليل يلقي الضوء على مختلف خيارات تطور الحرب مع الصين وعواقبها في حال نشوبها.

ووفق رأي الخبراء، فإن الحرب ستكون بين الصين والولايات المتحدة شديدة ومدمرة وطويلة. حيث يشير التقرير إلى أن الجانبين سيتكبدان خسائر فادحة، وستكون خسائر الجانب الصيني أكبر من خسائر الولايات المتحدة ومع استمرار الحرب تزداد الفروق في خسائرهما. ولكن في عام 2025 تقل هذه الفروق ولكن لن تكون الصين واثقة من تفوقها العسكري، وهذا يشير إلى أن الحرب ستكون مدمرة وطويلة الأمد.

كما لا يمكن أن تكون واشنطن واثقة من تفوقها العسكري: لا يمكن للولايات المتحدة أن تكون على قناعة تامة من أن الحرب ستجري وفق خطتها وتنتهي بانتصار حاسم. لأن العقيدة العسكرية الصينية لمواجهة القوات الأجنبية على أراضيها يعقد سيطرة الولايات المتحدة وانتصارها حتى في حالة الحرب طويلة الأمد.

واستناداً إلى التحاليل والدراسات التي أجريت، يقدّم معدّو التقرير عدداً من التوصيات إلى السلطات والقوات المسلحة للولايات المتحدة: يجب أن تكون لدى زعماء الولايات المتحدة وسائل للمفاوضات مع زعماء الصين، لاحتواء النزاع قبل أن يخرج عن نطاق السيطرة.

ويشير الخبراء إلى أنه إضافة إلى الوسائل الدبلوماسية، يجب وضع خطط للتعاون مع الحلفاء في المنطقة، خصوصاً مع اليابان في الحالات الطارئة. وكذلك تخصيص أموال اضافية لمنع توغل قوات أجنبية إلى أراضيها. وجاء في التقرير: على الولايات المتحدة رفع قدراتها في خوض عمليات حربية طاحنة. وتطوير إمكانيات ردع الصين من الوصول إلى البضائع العسكرية والتكنولوجيا.

وأشار ديفيد غومبيرت في معرض تعليقه على هذا التقرير بقوله إن احتمال استخدام السلاح النووي في نزاع أميركي ـ صيني محتمل منخفض جداً. وحتى في حال وقوع عمليات عسكرية مكثفة باستخدام الأسلحة التقليدية، لن يلجأ أي من الطرفين رغم الخسائر إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل.

ويذكر أنه في نهاية عام 2015 أفادت وسائل الاعلام الأميركية استناداً إلى مصدر في الخارجية الأميركية، بأن البنتاغون يضع خططاً جديدة للحرب مع روسيا، لا يستبعد استخدام السلاح النووي فيها. وبحسب معلومات الصحافيين تتضمن هذه الخطط خيارين للعمليات الحربية. الخيار الأول، تقاتل الولايات المتحدة بمشاركة بلدان الناتو. أما الخيار الثاني فتنوي الدخول في الحرب لوحدها من دون الحلفاء.

وتستشهد مجلة «السياسة الخارجية» بتصريحات ميشيل فلورنوي، النائب السابق لوزير الدفاع الأميركي، التي تؤكد أن الولايات المتحدة نفضت الغبار عن خطط العمليات العسكرية المحتملة التي لم يتم تحديثها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. وفي الوقت نفسه، ووفقاً للصحافيين الأميركيين ومعظم المسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية، فإن أيّ سيناريو يتم اختياره، ستكون الولايات المتحدة هي الخاسرة فيه.

«فايننشال تايمز»: تركيا أبرز تحدّيات ميركل

يرى الكاتب توني باربر أنّ حرارة العلاقات الألمانية ـ التركية تشهد انخفاضاً متزايداً وأن المستشارة آنجيلا ميركل تبذل قصارى جهدها لمنعها من الوصول إلى درجة التجمّد، لكن يبدو أن نُظُم الطقس تغلب البشر في كثير من الأحيان.

وأوضح في مقاله في صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أن لسعة البرد هذا الأسبوع حدثت عندما نشرت القناة الألمانية الأولى وثيقة حكومية سرّية عن تركيا وحزب العدالة والتنمية، حيث جاء في التقييم الذي ورد فيها ـ بناء على تقارير استخبارية ألمانية ـ أن الحزب تحت حكم أردوغان كان قد أقام علاقات وطيدة مع الجماعات الإسلامية مثل الإخوان المسلمين في مصر وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس وعدد من الحركات السورية.

وأشار الكاتب إلى شجب الحكومة التركية للوثيقة وأنها دليل على عقلية منحرفة في الدوائر الألمانية الرسمية. ومع ذلك رفضت ميركل أن تكون على مستوى التحدّي، وبدلاً من ذلك امتدحت تركيا بأنها شريك مهم في الحرب ضدّ الإرهاب الإسلامي وفي السيطرة على تدفقات اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا.

ولمّح باربر إلى أن حاجة ألمانيا الماسة إلى الحفاظ على اتفاق اللاجئين مع تركيا ليست هي التفسير الوحيد لتحفّظ ميركل على الوثيقة المذكورة وبعض القيود على حرّية التعبير.

فهناك اعتبار آخر وهو أن ألمانيا موطن لثلاثة ملايين مهاجر تركي أو من أصل تركي، نصفهم تقريباً يحتفظون بالجنسية التركية، وعندما أجرت تركيا انتخاباتها البرلمانية في تشرين الثاني أيّد نحو 60 في المئة من الناخبين الأتراك المؤهلين في ألمانيا حزب العدالة والتنمية. وبعبارة أخرى ـ كما يقول الكاتب ـ فإن أردوغان أكثر شعبية في ألمانيا من تركيا، حيث حصل حزبه على ما يقارب 50 في المئة من التصويت.

وأضاف الكاتب أن الفرع الألماني لإدارة الحكومة التركية للتعليم الإسلامي قد تطوّر خلال حكم أردوغان على مدى 13 سنة في السلطة إلى نوع من مجموعة الضغط الموالية لحزب العدالة والتنمية في ألمانيا، حيث تدير الإدارة نحو تسعمئة تجمّع للمساجد في ألمانيا، وهذا حتماً يجعل أنشطتها مؤثرة في السياسة الألمانية.

وختم باربر بأن ميركل بارعة في التكتيك السياسي، لكن معضلة تركيا قد تكون المشكلة الأكثر تعقيداً في حياتها المهنية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى