تقرير
نشرت مجلة «سوبيسيدنيك» الروسية مقالاً للمحلّل السياسي الشهير مايس قربانوف أكد فيه أن تمركز القاذفات الروسية في إيران يسمح لروسيا بمحارية «داعش» بفعالية أكبر.
وجاء في المقال الذس نشرته المجلة مؤخراً: كانت مجلة «سوبيسيدنيك» قد ذكرت سابقاً أن روسيا حصلت على إذن من إيران والعراق لتحليق صواريخ «كاليبر» المجنّحة في أجوائهما. وفي وقت لاحق، أصبح معلوماً أن قاذفات القوات الجو ـ فضائية الروسية المرابطة في إيران وجّهت ضربات إلى مواقع «داعش» في سورية بعد إقلاعها من مطار همدان الإيراني. وظهرت في وسائل الإعلام معلومة تشير إلى أن زمن طيران قاذفات «توبوليف 22» إلى سورية، لضرب مواقع الإرهابيين، تقلّص بنسبة ستين في المئة، بفضل مرابطتها في إيران.
ويرى المحلّل السياسي مايس قربانوف أن مرابطة العسكريين الروس على الأراضي الإيرانية، يمنحهم موقعاً أفضل لمحاربة الإرهابيين على الأراضي السورية.
وقال قربانوف: من الجانب السوري، لا يمكن النيل من الإرهابيين. ونحن نذكّر كيف أسقطوا مؤخراً مروحية سورية كان على متنها روس. لكن بلوغ الهدف ضروريّ لإيران والعراق وسورية فضلاً عن روسيا ـ أي العالم كله. غير أن «داعش» نقل ترسانته عملياً إلى الجهة المعاكسة للقواعد الروسية. ومن هناك، من الأسهل ضرب المواقع الأساسية لهذا التنظيم الإرهابي.
ويرى قربانوف أن الغرب سيحتجّ بشدّة على مرابطة القاذفات الروسية في إيران، ولكن هذا الأمر لن يحمل في طيّاته أيّ تهديد جدّي من جانب الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، وقال: كل ما يحدث في العالم يدور حول إيران وروسيا. وإذا انتصر الغرب في سورية، فسيحلّ الدور على إيران. إذ إن الغرب ينظر إلى إيران كملكية خاصة به، ويرى في العراق واليمن وليبيا وأفغانستان دولاً تابعة له في المستقبل.
ومن وجهة نظر قربانوف، فإن الغرب سيشنّ مستقبلاً حرباً إعلامية ضدّ إيران، وضدّ روسيا بسبب مواقفها المبدئية إزاء أحداث المنطقة مذكّراً بتصريح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الذي كشف فيه عن أن روسيا حالت دون 624 هجوماً صاروخياً على سورية.
ويقول قربانوف إن الغرب الذي أعدّ على مدى عدّة سنوات لهذه الحرب يفهم جيداً مضمون الدور الروسي في مواجهة مشروع الغرب، حيث أصبح هذا الدور مثل شوكة في حلقه.
ولكن، وعلى رغم مقاومة الولايات المتحدة الأميركية، فإن النصر، برأي المحلل السياسي، سيكون إلى جانب روسيا وحلفائها في الشرق الأوسط، وبما أن الغربيين يفهمون جيداً ماذا سيكون بانتظارهم غداً، فإنهم بالطبع سيفاقمون الوضع، ولكنهم لن ينجحوا مع إيران، لأنهم لم يستطيعوا التغلّب على دولة من طراز أفغانستان، فكيف سيتغلبون على إيران القوية والمتحالفة مع سورية والعراق وروسيا؟
وينهي الخبير حديثه بالقول إن الغرب يفاقم الوضع في كلّ أنحاء العالم، لأنه لن يرضى بترك الأمور تجري لغير مصلحته. ولكن النصر من دون أدنى شكّ سيكون حليف روسيا.