حردان: للتعامل بحزم مع الخروق «الإسرائيلية» في مزارع شبعا بإصرار الحكومة على قرار من الأمم المتحدة يدين الخروقات ويُحمِّل العدو المسؤولية الكاملة عن التداعيات
شدّد عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان على ضرورة التعامل بحزم حيال الخروق والاعتداءات التي ينفذها العدو «الإسرائيلي» في مزارع شبعا، وأن تترجم الحكومة اللبنانية هذا الحزم، بالإصرار على قرار من الأمم المتحدة يدين بشدة الخروقات «الإسرائيلية» ويُحمِّل العدو كامل المسؤولية عن كلّ التداعيات، إن لم ينهِ هذا العدو احتلاله للأجزاء التي يحتلها، ويتوقف عن ممارساته العدوانية وانتهاكاته المستمرة للسيادة اللبنانية.
وقال حردان أمام وفد من منفذية البقاع الغربي زاره أمس في دارته بضهور الشوير، إنّ الاعتداءات والخروق «الإسرائيلية» على محور منطقة شبعا، هي أعمال عدوانية لا بدّ من مواجهتها، وهذه العدوانية لن تضعف إرادة اللبنانيين ولن توهن عزائمهم، بل ستزيدهم إصراراً على التشبُّث بأرضهم والدفاع عنها ومضاعفة النضال من أجل تحرير الأجزاء اللبنانية المحتلة، مهما غلت التضحيات.
وأكد حردان أنّ أبناء المناطق التي تتعرّض للاعتداءات «الإسرائيلية»، ليسوا وحدهم في هذه المواجهة المباشرة مع العدو، بل هناك معادلة ثابتة راسخة، هي معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وهي في جوهرها معادلة ردع وقوة قادرة على أن تحمي لبنان واللبنانيين من الخطر الصهيوني.
وإذ جدّد مطالبته مؤسّسات الدولة بأن تتحمّل مسؤولياتها الإنمائية والرعائية تجاه المناطق اللبنانية كافة وأهلها، لا سيما الجنوبية منها، اعتبر حردان أنّ نأي هذه المؤسسات الرسمية عن القيام بواجباتها ومسؤولياتها، يفاقم الأزمات والمشكلات على اختلافها، ويزيد الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية تردياً، لذلك، لم يعد جائزاً هذا النأي الرسمي الذي يُترجم إهمالاً وعدم اكتراث بمصالح الناس وهمومهم ومعاناتهم، وهذا نهج يُضرّ بالمصلحة الوطنية العليا التي تتطلب خطوات جادّة لتثبيت المواطنين في مناطقهم وتحصين وتعزيز صمودهم.
ولفت حردان إلى أنّ هناك مشكلات كبيرة تواجه اللبنانيين، وأبناء البقاع عموماً يواجهون مشكلة صحية وبيئية خطيرة، تتمثل بتلوّث مياه نهر الليطاني. وهذه المشكلة تتطلب معالجة سريعة وطارئة من قبل مؤسسات الدولة، لأنها تشكل مصدر خطر يهدّد آلاف المواطنين، محذراً من أيّ استهتار أو مماطلة أو تباطؤ في معالجة مشكلات خطيرة لها تأثير مباشر على حياة الناس.
وتابع مخاطباً الوفد: نتفهّم جيداً صرخة الوجع التي تعبّرون عنها، وهي صرخة محقة وموضوعية ومشروعة بوجه المعنيين، لذلك ندعم موقفكم الذي يطالب بحلّ مشكلة تلوّث مياه الليطاني، وندعوكم إلى تصعيد هذا الموقف من خلال التواصل مع الهيئات والمؤسسات الحزبية والأهلية والاجتماعية والثقافية، خصوصاً البلديات، من أجل إسماع صوتكم وتشكيل قوة ضاغطة تدفع باتجاه حلّ هذه المشكلة.
وعن الأوضاع السياسية في لبنان والكلام عن انسداد الأفق أمام الحلول، أشار حردان إلى أنّ لبنان يعيش أزمة سياسية حادّة، تتعمّق نتيجة عوامل طائفية ومذهبية، لذلك نرى أنّ طريق الخروج من الأزمة، هو بالعمل الجادّ الذي يؤدّي إلى انتفاء العوامل المؤسِّسة لهذه الأزمة، وقيام دولة مدنية عادلة وقادرة، يؤسِّس لها انتخاب رئيس جديد للجمهورية وإنجاز سائر الاستحقاقات، وبقانون انتخابات نيابية على أساس لبنان دائرة واحدة واعتماد النسبية والانتخاب من خارج القيد الطائفي، وبسلسلة تشريعات وطنية لا طائفية، وبتطبيق الدستور.
وشدّد حردان على أنّ كلّ القوى السياسية في لبنان معنية ومطالبة ببذل الجهود للوصول إلى تفاهمات وطنية تُنهي الأزمة السياسية، وفق الآليات الضرورية والأولويات الوطنية، والتمسُّك بثوابت لبنان وخياراته الوطنية، ونحن نرى أنّ طاولة الحوار الجامعة، تستطيع أن تجترح الحلول التي تصبّ في مصلحة لبنان واللبنانيين، شرط أن تتوافر لدى كلّ الأفرقاء، الإرادة والنوايا الصادقة لإخراج البلد من أزماته ومشكلاته.
وأكد حردان أنّ لبنان يواجه تحديات عديدة، أبرزها الخطر الصهيوني الدائم والخطر الذي تمثله المجموعات الإرهابية المتطرفة، وأنّ مواجهة التحديات والأخطار تقع على عاتق كلّ القوى، وتتجسَّد بالعمل من أجل تحصين استقرار لبنان وحماية سلمه الأهلي، وعدم عرقلة وتعطيل مسار الحلول المطلوبة.
وختم حردان، مشيراً إلى أنّ الارهاب الذي يضرب في المنطقة، وخصوصاً في سورية والعراق، هو صناعة «إسرائيلية» ـ أميركية، وهو أداة تنفيذية لمشروع تدمير بلادنا وتفتيتها. لذلك، فإنّ مواجهة الإرهاب والتطرف واجب قومي، ونحن نقوم بهذا الواجب، ونقدّم التضحيات والشهداء، جنباً إلى جنب مع الجيش السوري والقوى الحليفة، وعلى الأرض نحقق مجتمعين انتصارات متتالية على الإرهاب.
وكان منفذ عام البقاع الغربي الدكتور نضال منعم، تحدث باسم الوفد عن قدوة حردان في مسيرة المقاومة والنضال وفي المؤسّسات ومناقبيته القومية، وقدّم له درعاً تقديرية عربون وفاء.