مخيمات ـ ائتلاف ـ مالية ـ جنبلاط وأبو حمزة

ناصر قنديل

– ما يجري في المخيمات الفلسطينية في إطار تصفية الحسابات داخل حركة فتح بين مناصري القيادي السابق في الحركة محمد دحلان والقيادة الرسمية لفتح، وتشابك العناوين المحلية الفلسطينية واللبنانية التي تدخل على خط التوتر، والتصعيد معيب ومخجل، خصوصاً أنه يأتي بغياب أي تفسير سياسي يتصل بمستقبل القضية الفلسطينية وحجم التضحيات والعذابات التي يتحملها الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، وحجم ما تتعرض له القضية الفلسطينية من استهداف يريد الاستناد لتيئيس الفلسطينيين من أطرهم السياسية، خصوصاً الشتات المعني بحق العودة، ودفع المجتمعات المضيفة إلى تقبل اللغة العدائية للفلسطينيين وقضيتهم بداعي العبث المجاني بالأرواح والممتلكات، وإضعاف حجة كل من يتمسك ببقاء بوصلته فلسطين وقدسها وناسها.


– النتائج التي أسفرت عنها انتخابات الهيئة التنفيذية للائتلاف السوري المعارض في اسطنبول، حملت ثلاثة مؤشرات لافتة، الأول هو خروج قطر نهائياً من قيادة الائتلاف بعد الإذلال الذي تعرضت له جماعتها والإهانات التي تلقاها كل الذين يرتبطون بها كمرجعية، والمؤشر الثاني كان تموضع الإخوان المسلمين بصورة مفاجئة إلى جانب السعودية في التصويت، بما يدلل ربما على تفاهم تركي سعودي باستبعاد قطر عن المعادلة السورية، وفتح قنوات الحوار التركي السعودي حول مصر، أو أن السعوديين الذين رعوا إخوان سورية منذ الثمانينات خلافاً لعلاقتهم التصادمية تاريخياً بإخوان مصر، نجحوا في إحداث شرخ إخواني سوري مصري ترتبت عليه هذه النتيجة، أما المؤشر الثالث والأهم فهو أن المعارضة التي تتغنى صبح مساء بمناداتها بدولة مدنية وبابتعادها عن الخطاب الطائفي والمذهبي ورفض اتهامها بتغطية الأطراف المذهبية المتطرفة، قد سلمت دفة القيادة للسلفيين المتطرفين والإخوان مانعة وجود كل من ينتمي للأقليات، التي يفترض أن تشكيل الائتلاف بديلاً عن المجلس الوطني للمعارضة جاء تحت شعار طمأنتها واستيعابها في جسم المعارضة.

– تبدو وزارة المالية اللبنانية في مرحلة مناقشة سلسلة الرتب والرواتب، وقد جاءت من حصة حركة أمل في التشكيلة الحكومية اللبنانية، نقمة لا نعمة ككرة نار تحرق مكانها، فالويل لوزير المال إن انحاز لجذوره الاجتماعية والفكرية والسياسية لأنه سيواجه حيتان المال ورجال المصارف وأرقام حسابات الخزينة وقواعد المحاسبة والقطع ونظريات التضخم لحاكم مصرف لبنان، والويل لوزير المالية إن تبنى مواقف وزارته وطاقمها وأرقامها وحساباتها وقراءات ونصائح مصرف لبنان شريك وزارة المال في إدارة اللعبة المالية وشريكته في إدارة اللعبة النقدية، لأنه سيقف وجهاً لوجه يتصادم مع أهله وناسه وناخبيه والذين يأملون أن وجوده في وزارة المال فرصتهم لنيل حقوق مؤجلة ومهددة بالضياع، والويل الويل له إن أجل وتأخر فسيقع بين الشاقوفين.

– تعيش المصارف والأوساط المالية والنفطية والاقتصادية ترددات الأزمة الناشبة بين النائب وليد جنبلاط ومدير أمواله وشريكه رجل الأعمال بهيج أبو حمزة، حيث تنتشر الإشاعات والروايات وتكثر التعليقات، حتى صار الخبر متفوقاً في التداول على أي حديث آخر في الصالونات، خصوصاً بعد قرار النيابة العامة توقيف أبو حمزة، بصورة طاولت الصورة التي يرسمها الوسط المالي والاقتصادي حول درجة التطبيع الممكنة في التعامل مع مال السياسة والسياسيين في السوق الاقتصادية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى