إياد حنّا يعيد لحن الحبّ والأمل إلى مساءات دمشق
لورا محمود
ترفض أن تموت كما يموت الجبناء، تعيش صامدة رغم الألم، هي قبلة الأوّلين والآخرين، هي الغناء واللحن والكلام عندما لا يكون له طعم الفرح إلا إذا كان دمشقيّ الهوى. واليوم، الهواء والنغم والصوت من دمشق بامتياز، فهذا الصوت يصدح عالياً ويقول: «الشام عائدة إلى سحرها وألقها بفنّها وفنانيها». بحفلات ومهرجانات قرّر القائمون عليها أن يعيدو ما حاول البعض أخذه من الدمشقيين، وهي الحياة، فدار الأسد للثقافة والفنون تقول لكلّ الدمشقيين: تعالوا نذهب حيث الغناء والموسيقى، فالموسيقى توقظ الروح وترفعها عالياً وتجعلها مؤهّلة للحديث عن الكمال والخلود.
لهذا، أطلقت دار الأسد للثقافة والفنون «مهرجان الموسيقى العربية الثالث»، وضمن فعاليات المهرجان، أحيا الفنان إياد حنا أمسية غنائية على مسرح الدراما، ترافقه الفرقة الموسيقية بقيادة نواف هلال.
تضمّن برنامج الحفل عدداً من الأغاني الخاصة للفنان حنا، منها: «يا جدي»، «نسمات بلادنا»، من كلماته وألحانه، وأغنية جديدة بعنوان «حطّي شرط» من ألحان المطرب اللبناني الراحل عصام رجّي، والتي حصل الفنان حنا مؤخّراً على تنازل عنها من عائلة الفنان الراحل، كما غنى قصيدة «أغار من قلبي» للموسيقار محمد عبد الوهاب، وأغنية «ليلية بترجع يا ليل» للسيدة فيروز، وموال «ولو» للراحل وديع الصافي، إضافة إلى أغنيات مسرحية «سهرة حبّ» للرحابنة.
وتتنوّع التجربة الفنية لدى الفنان إياد حنّا ما بين الغناء والتلحين وكتابة الشعر والعزف.
«البناء» التقت الفنان إياد حنّا الذي قال: إنه لشرف لي أن أكون مع هذه الباقة من الفنانين والأساتذة المشاركين في المهرجان، وأتمنّى أن أكون عند حُسن ظنّ الجمهور وقد المسؤولية ، فأنا اعتزّ بهذه المشاركة في مهرجان مهمّ وفي مكان مهمّ كدار الأوبرا الذي يعتبر من أهم المعالم الثقافية في الشرق الأوسط.
وأضاف حنّا: أنا سعيد اليوم، على رغم الحضور المتواضع عدداً، لكنه حضور ذوّاق ومن الدرجة الأولى.
وعن مشروع المسرح الغنائي قال حنّا إن هذا المشروع قيد الإنجاز ويتمنّى أن يكون في السنة المقبلة قد حقّق هذا الحلم في مهرجان الموسيقى المقبل، حيث ستُعرض مسرحية غنائية بعنوان «يحيا الحبّ». وقال: نحن نعمل على التأليف والتوزيع مع أوركسترا أكبر.
ولفت حنّا إلى أنه من المهم اليوم أن تُنظّم مهرجانات موسيقية مثل مهرجان الموسيقى العربية الثالث. ووجّه التحية إلى مدير دارالأوبرا جوان قره جولي الذي لديه ورشة عمل على مدار السنة من موسيقى وسينما ومسرح ومهرجانات. فالدار تستقبل مئات الزوّار يومياً.
بدوره، قال قائد الفرقة الموسيقية نواف هلال: هذا المهرجان يعاد كلّ سنة ومن الضروري أن نهتم بالموسيقى العربية من خلال هذه المهرجانات. ونحاول أن نشارك بهذه المهرجانات دائماً، وقد كانت لي مشاركة مع عدد من الفنانين كالفنانة ميادة بسيليس .وسأكون أيضاً مع الفنانة ليندا بيطار. واليوم، أنا قائد الفرقة الموسيقية مع الفنان إياد حنّا الذي أعتبره صوتاً مهماً، خصوصاً من حيث العُرَب الموسيقية والتقنية التي يملكها بصوته. أنا مقتنع به وبأدائه.
ولفت هلال إلى أهمية الحفل خصوصاً أنه سوري بامتياز من حيث الموسيقيين والفنيّين، وحتى بعض أغاني الفنان إياد التي أدّاها اليوم هي من ألحانه وتأليفه وهذا فخر لنا جميعاً.
وقال هلال: اليوم الحضور مقبول نوعاً ما، ولكن الدعاية كان من الممكن أن تكون أكثر حتى يكون الحضور أكبر.
وتحدّث إلى «البناء» أيضاً، محمد الحسين من فريق المراسم في دار الأوبرا، الذي لفت إلى دقّة تنظيم أيام الحفلات واختيار القاعات المناسبة للحفلات. فهناك حفلات ضخمة وجمهورها ضخم اخترنا لها قاعة الأوبرا. أما الحفلات الأخرى التي قد تكون أصغر فاخترنا لها قاعة الدراما. وحاولنا أيضاً اختيار الأوقات المناسبة للجميع خصوصاً أن بعض الحضور قد يأتي من مناطق بعيدة.
وأضاف: نحن كفريق مراسم نساعد الجميع ليدخلوا إلى الحفل بانتظام وليجلسوا في أماكنهم المحدّدة وفي الوقت المناسب. وقد حرصنا أن تبدأ الحفلات في الوقت المحدّد من دون تأخير. وفي النهاية كل ما نقدّمه، إنما نقدّمه لنعيد الفرح إلى الناس ولنعيد إلى أذهان العالم كله أننا بلد ثقافي وحضاري يقدّم فناً راقياً ومهماً، واليوم يحكي الجميع عن الحفلات التي تقيمها دار الأوبرا فهي حفلات كبيرة لفنانين كبار ويحضرها عدد من الشخصيات الثقافية والفنية المهمة.
يذكر أن الفنان إياد حنّا من مواليد حمص وادي النضارة عام 1986، متخرّج في المعهد العالي للموسيقى اختصاص غناء أوبرالي، يحمل إجازة في الموسيقى من المعهد العالي للموسيقى في دمشق قسم الغناء، مدرّس في معهد أوتار لمادة خاصة بالصوت الإذاعي وتقنياته، ومدرّس في جامعة البعث في كلّية التربية الموسيقية قسم الغناء الكلاسيكي، وله عدد من الأغاني الاجتماعية والوطنية منها «شارة نصر»، وهي آخر ما غنّى. و«سورية طائفتي»، إضافة إلى بعض المؤلفات الموسيقية على آلات العود ومحاولات في الموسيقى الأوركسترالية.
شارك في مهرجانات عالمية كمهرجان «روكسيلد» العالمي في الدنمارك مع أوركسترا الموسيقيين السوريين، ومهرجان «بريستول» العالمي في بريطانيا.
كما أحيا عدداً من الحفلات مع الأوركسترا السورية للموسيقى العربية ومع كورال المعهد العالي للموسيقى، وحفلاً غنائياً شعرياً بعنوان «شام» مع «مجموعة لونغا» الموسيقية.
يغنّي حنّا باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية والإيطالية والآرامية والروسية. وألّف كتاباً عنوانه «لونغا سورية»، يتضمّن 30 قطعة موسيقية شرقية من قالب اللونغا.