دردشة صباحية
يكتبها الياس عشي
أن تكتبَ، فالكتابة شيء في منتهى السهولة، ولكن أنْ تعيش مذبحة الكتابة فيعني أنك تتألّه، وتتماهى، وتحبّ، وتبكي، وتتغلغل حيناً في ذاكرة الأشياء الجميلة، وحيناً آخر في ذاكرة البائسين والمحبطين الذين عاشوا في أكواخ من الصفيح.
لا خلود لأديب ، ولا لشاعر، ولا لمفكّر، ولا لفيلسوف، لم يشاركوا الناس البائسين والمحيطين بهم في وضع إكليل الشوك على رؤوسهم! ألم يفعل أبو العتاهية ذلك عندما صرخ في وجه الخليفة متهماً إياه بالتقصير وظلم أبناء الرعية، قائلاً له:
من مبلغ عنّي الإمامِ نصائحاً متواليةْ
إنّي أرى الأسعارَ أسعارَ الرعيةِ غالية
وأرى المكاسبَ نزرةً وأرى الضرورة فاشية
من للبطون الجائعات وللجسوم العارية
ألقيتُ أخباراً إليك عن الرعيّة شافية