تلفزيون لبنان
بورصة التشاؤم والتفاؤل السياسيّين بقرب أو بعد الانتخاب الرئاسي طالعة نازلة، مقرونة هذه المرة بالحوار ونتائجه.
ففي الخامس من أيلول جولة جديدة من الحوار الوطني ،وبعد يومين منه جلسة جديدة للانتخاب الرئاسي، وعلى هذا الأساس يتمّ التفاؤل أو التشاؤم، ويسبق ذلك نهاية آب موقف للرئيس نبيه برّي وُصفَ بالحازم على طريقة إفراغ سلّة الحلول المتكاملة.
ويوم الخميس المقبل، جلسة لمجلس الوزراء على جدول أعمالها مئة وسبعة وعشرون بنداً. المهم فيها مشاركة وزيرَي التيار الوطني الحر أو مقاطعتهما، والتيار يروّج للاعتكاف.
وفي الخارج تطوّرات مهمة:
– في سورية، حيث اشتباكات الحسكة بين القوات الحكوميّة والقوات الكرديّة، وأيضاً حيث الغارات الجويّة الروسيّة على حلب وسط مراقبة دوليّة لقاعدة همدان الإيرانيّة، التي قالت الخارجية في طهران إنّ الغارات منها توقّفت، فيما موسكو أكّدت أنّ ليس من المهم أن تكون هناك موافقة من مجلس الأمن الدولي على استخدام هذه القاعدة.
– في اليمن، حيث المعارك العنيفة في محافظة تعز في ظلّ غارات جوية كثيفة للتحالف، وتمشيط لطوّافات الأباتشي السعودية للمناطق الحدودية.
– في ليبيا، حيث المعارك ضارية في سرت وسط رفض المجلس الوطني منح الثقة للحكومة.
– وفي فلسطين، حيث التوتّر في غزة غداة الاعتداءات الجويّة «الإسرائيليّة على بيت حانون.
ماذا أوّلاً في سورية؟
«المنار»
ما بدّلت صواريخ ليبرمان بالمعادلات، ولا أزاحت غزّة عن عهدها بالتصدّي لكل المناورات.. فليل القطاع الملتهب أطفأته «تلّ أبيب بصمت بعد أن اشعلته بصخب حساباتها الداخليّة، ووجعها من التطورات الإقليميّة.
مع علمها بأنّ المقاومة الفلسطينيّة كشقيقتها اللبنانيّة لن تسمح بتغيير المعالات، ولن تبدّل الدفاع عن الأرض والعرض كأولوّية عن أيّ من التطورات. فركن القرار في الحكومة العبريّة إلى التهدئة حفاظاً على الهيبة، وعدم إحراج البعض العربيّ المتقدّم خطوات متسارعة نحو الحضن «الإسرائيلي .
بعض يكفيه حرج الميدان السوري، وأرق الميدان اليمني، مع إنجازات الجيش واللجان الشعبيّة التي أعلنت اليوم عن إسقاط أباتشي سعوديّة.
أمّا ما سقط من صواريخ ورسائل في الميدان السوري عبر مطار همدان الإيراني، فقد كان كافياً، لتعود الطائرات الروسيّة إلى بلادها بعد تأديتها مهامّها بحسب وزارة دفاعها، مخلّفة تبدلات متسارعة زادتها صلابة الجيش السوري في الميدان. من معالم تلك التبدلات، خطاب تركي جديد ضدّ من دعمهم لأعوام، ملطّخ بدماء ضحايا تفجير غازي عنتاب، عبّر عنه وزير العدل الذي قال: «إنّ قوى ظلاميّة دوليّة أنشأت «داعش ليكون بلاءً على الإسلام والإنسانيّة .
أمّا بلاء اللبنانيين فعلى حاله.. لا جديد سياسيّاً ولا اقتصاديّاً ولا بيئيّاً، بل تنصّل البعض من كل المقترحات على حاله، ومراوحته عند مكابرته المؤذية للبلاد والعباد.
«أن بي أن»
الحكومة اللبنانية باقية لا استقالات متوقّعة، لأنّ البديل مزيد من جرّ البلد إلى الانهيار التامّ. المسؤولية الوطنيّة تقتضي ليس فقط الحفاظ على الحكومة، وإنّما حلّ الأزمة اللبنانيّة بطرح سلّة كاملة متكاملة، لأنّ انتظار الخارج يترك البلد في المجهول.
فالمتغيّرات الإقليميّة ضبابيّة، خصوصاً أنّ شدّ الحبال قائم كما هو الحال في الشمال السوري، الاشتباكات عادت بين السوريّين والكرد رغم توسّط الروس والإيرانيّين، لكن أنقرة خطت اتجاه دمشق إلى حدّ الحديث عن زيارة مسؤول أمنيّ تركي العاصمة السوريّة. فهل تقرّب الخشية من المشروع الكردي المسافات بين السوريّين والأتراك؟
أنقرة أظهرت العزم على تطهير الحدود السورية من الإرهابيّين، وسط مؤشّرات بالجملة تظهر منها ترجمة تحسين العلاقات بين الروس والأتراك، وتعيين سفير جديد لأنقرة في موسكو، بينما برز حسم روسيا لموضوع قاعدة همدان الإيرانيّة بمواصلة استخدامها إذا تطلّب الأمر في سورية.
أمّا الإشارة الأبرز فبانت في تقدّم الصين إلى الواجهة لمؤازرة دمشق في حربها ضدّ الإرهاب.
داخليّاً، استعداد لبناني لاحتفال الحادي والثلاثين من آب، والرئيس نبيه برّي دعا إلى المشاركة الحاشدة في صور إحياءً لذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، للتأكيد على استكمال تحرير الأراضي اللبنانيّة المحتلّة وبناء استقرار لبنان.
«او تي في»
الكل يسأل: ماذا سيفعل «التيار و التكتّل في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء؟ أو ماذا سيفعلان حيال الحكومة مع تلك الجلسة وبعدها؟ الجواب بكل بساطة: هذا ليس مهمّاً، لأنّ السؤال الجوهري والمفصلي والمصيري ليس هنا. السؤال هو: ماذا ستفعل الحكومة بلا قانون ولا دستور ولا ميثاق؟ ماذا ستفعل الدولة بلا مؤسّسات ولا حق ولا منطق؟ ماذا سيفعل الوطن، إذا كان جيشه، حامي حماه، أسير ورقة يوقّعها خرّيج سجون صدّام، وإذا كان ممثّلو شعبه متروكين بلا قانون انتخاب ولا موعد انتخابات ولا معرفة من ينتخبهم ومن يمثّلون؟ لا بل أكثر، ماذا سيفعل البلد إذا ظلّ تحت وطأة مليوني نازح يستولدون كل مآسي النّزوح والجروح؟ وتحت وطأة إفلاس مالي يستولده حكّام الفساد وطبقة البطر السياسي، ليستولد كوارث البؤس والظلم والجوع؟ ماذا سيفعل لبنان إذا ظلّ ينتظر، تارة حلب، وطوراً جدة، وحيناً طهران، وأحياناً واشنطن، ودوماً كل خارج والخوارج؟ ماذا سيبقى من الأمّة، كما تسمّيها المادة 49 من الدستور، في حديثها عن الرئيس والانتخاب والقسم والاحترام، إذا ظلّ حكّام الأمّة ينتظرون انتخابات دول الأرض قبل أن ينتخبوا رئيسها، وإذا ظلّ حكمهم بلا قَسَم ولا عهد ولا وفاء؟ ماذا سيفعل المواطن بعد نهاية السنة في لقمة خبزه وأمنه وليرته ومصرفه وحياته وكرامته؟ يتلهّى البعض في السؤال عن التيّار وموقفه، فيما السؤال ماذا سيفعل الوطن والناس إذا استمر خاطفوهم وقراصنتهم يحكمون ويتحكّمون، عكس المنطق والحق؟
«الجديد»
ترجّل أيوب الغناء والطبيب المغربي لم يسعف «الموجوع صرلو سنين . بعد الليلة ليلة أمس ، لن يسأل عليه الليل، والربابة ستدقّ فقط لغيابه.. سمير يزبك صاحب الحنجرة الماسيّة خانه الصوت فأقعده عن الغناء. ذات صدفة سدلت له فيروز شعرها في صالون جوزيف عتيق ليمشّطه، دندن على مسامعها، وهكذا سلك طريقه إلى كورال الرحابنة ومدرستهم التي أثقلته صوتاً وموسيقى، ومن ثمّ إلى خشب المسارح ليحجز لنفسه مكانة بين قامات الغناء وعمالقة الفن. عاش يزبك بلا سمير يؤنس سنوات الصمت.. بلا صوت، وكما عاش رحل عائداً إلى رمحالا وإن مرّ أحدهم «بهاك الحيّ ما ينسى يسأل عنّو . فنان لم ينصفه زمانه، وضحيّة قد ينصفها قضاء بعد قدر كُتبت نهايته على يد زوجها وقاتلها، منال عاصي خرجت قضيّتها من المحكمة الجنائيّة بحكم مخفّف على زوجها، واليوم أمس أعادت المحكمة التمييزيّة القضيّة إلى المربع الأول، إذ تقدّم النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود بطلب نقض القرار الصادر عن محكمة الجنايات، وطلب إلى محكمة التمييز الجزائيّة قبول طلب النقض شكلاً لوروده ضمن المهلة القانونيّة مستوفياً شروطه الشكليّة، وإذا كان الغد لناظره قريباً في تبيان المواد القانونية التي بُني على أساسها طلب النقض بحسب أصحاب الشأن القانونيّ، فإنّه لا مجال للشكّ في أنّ ثغر منال افتر اليوم أمس عن طرف ابتسامة تعيد الأمل إلى نساء معنّفات قضينَ قتلاً أو صمتاً في وجه فورات الغضب.
وإلى قلب البلد، حيث الغضب الساطع آتٍ بإعادة الأمل إلى الحراك المدني في الذكرى السنوية الأولى على الحراك، لملمت الحملات نفسها، رصّت صفوفها من جديد، تلاقت في ساحة رياض الصلح فاستعادت الساحة زخم الحراك المطلبيّ بعد توقّف إرادي أصابها بالشلل، وتركت حملة «بدنا نحاسب وحدها تصارع المناقصات المشتبه فيها وصفقات «طلعت ريحتها فساداً، أمّا التوقف القسري عن الحراك فحدّث به ولا حرج بعدما تراصّت السلطة ضدّه، وعملت بالتكافل والتضامن لتفكيكه وضربه حماية لمصالحها وإمراراً لصفقاتها المشتبه فيها، وحفاظاً على حصصها من سرقات المال العام. مع بلوغ الحراك عامه الأول، النفايات «راجعة تطمرنا ، وما على الحراك إلّا أن يظلّ الصوت الذي يؤرّق سلطة أحكمت قبضتها على خناق اللبنانيّين عشرين عاماً وحان موعد طمرها.
«ال بي سي»
في السياسة والبيئة كأنّ الأسبوع يبدأ غداً اليوم ، المحطة الأولى اجتماع لجنة المال والموازنة، لبحث ملف النفايات على قاعدة ما تشهده منطقة برج حمود بعد الاعتراض الكتائبي على «المزبلة الممتدّة من المرفأ إلى منطقة نهر الموت، هذا ظهراً ظهر اليوم ، أمّا بعد الظهر بعد ظهر اليوم فالأنظار موجّهة إلى الرابية لاستكشاف السقف الذي سيبلغه العماد ميشال عون في تصعيده، وهل سيصل إلى حدّ سحب وزرائه من الحكومة أم أنّ هذا السقف لن يتمّ بلوغه؟ تأسيساً على ما سيتقرّر غداً اليوم ، يتحدّد مسار جلسة مجلس الوزراء وربما مصيرها، الخميس المقبل.
تصعيد المجتمع المدني يبدو أنّه استبق التصعيد السياسي، وهذا ما بدا واضحاً من مسيرة الحراك المدني هذا المساء.