انتخاب الهيئة السياسية للائتلاف السلفي السوري: الإخوان تحت عباءة السعودية وغياب كامل للأقليات
باريس ـ نضال حمادة
إخوان سورية تحت عباءة الاستخبارات السعودية بشكل كامل، لا صوت لدى فاروق طيفور لقطر ولا تركيا ولا التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين الذي تشن عليه السعودية حرب إلغاء هذه الأيام، هذا خلاصة ما خرج من انتخابات الهيئة التنفيذية للائتلاف السوري المعارض، أما ميشال كيلو الذي كتبنا عنه في «البناء» البارحة وعن خلافه مع الجربا فقد خرج من الهيئة التنفيذية خروجاً مهيناً مدوياً، لا شك أنه سوف يرميه في أحضان عزمي بشارة بعدما خرج من أحضان السعودية بأمر من محمد بن نايف، الذي يعتبره رجل بندر بن سلطان في الائتلاف المعارض.
كذب الجربا على كيلو بل إنه ضحك عليه وجعله أضحوكة، وكانت مفاجأة المثقف العلماني الذي عمل مع بندر أن أسمه لم يكن أصلاً في قائمة المرشحين للهيئة التنفيذية في إهانة واضحة أرادها الجربا لميشال كيلو على رغم أنه قدم له الوعود والعهود عشية الانتخابات أن مكانه محفوظ على رغم الخلافات بينهما.
في انتخابات الهيئة التنفيذية، لا وجود يذكر للأقليات اللهم باستثناء عالية منصور، خرجت التركيبة إخوانية سلفية بامتياز، نجحت الاستخبارات السعودية في القبض على هيئة الائتلاف رامية قطر ونفوذها ومالها خارج هذه التركيبة المعارضة الهجينة التي أنشئت بالدوحة من رحم المجلس السوري بعد مخاض طويل يومها اضطرت قطر لتوجيه تهديدات للمعارضين السوريين يومها بكشف فضائحهم المالية وغيرها في حال لم يصوتوا على إنشاء الائتلاف وكانت التسوية يومها الإبقاء على المجلس السوري نظراً لسيطرة جماعة الإخوان المسلمين عليه وإدخال أعضاء المجلس في الائتلاف إرضاء لواشنطن.
في هذه الهيئة الجديدة صراع إقليمي سعودي في مواجهة قطر وتركيا تبدو فيه الولايات المتحدة محرك أوركسترا دقيق العصا، يوزع الأدوار على أتباعه الإقليميين بطريقة تثير خلافاتهم القبلية والطائفية والمصلحية وتجعل من الأميركي الحاكم والحكم الوحيد في هذا الصراع السلفي الإخواني الذي نتج من الحرب في سورية وعليها.
يقول معارض سوري بارز يقيم في الغرب، قبل الانتخابات وجهت السعودية إنذاراً صريحاً وواضحاً لجماعة الإخوان المسلمين في سورية أنها سوف تشن عليها حرب إلغاء في حال لم تصوت إلى جانب الجربا وتدخل تحت جناحه في انتخابات الهيئة التنفيذية ويضيف إن هذا الإنذار السعودي أرفق بتهديد أميركي بذات الاتجاه.
صوت إخوان سورية لمصلحة السعودية وأتوا بالتركيبة السعودية وأبقوا على رجل السعودية في قيادة الإتلاف في مواجهة الدول الإخوانية في المنطقة تركيا وقطر ، وهذا ما يطرح تساؤلات عن علاقات جماعة الإخوان السورية المستقبلية بكل من قطر وتركيا وكيف ستستمر هذه العلاقة إذا ما علمنا أن قيادات الإخوان السورية تقيم في اسطنبول وتمول من قطر وهي مكون أساس من التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين العدو الأول للسعودية في العالم.
الهيئة التنفيذية بحلتها السعودية قررت الذهاب إلى جنيف 3 في حال تم عقده، هذا ما يشير إليه مصدر في المعارضة السورية، وهم سوف يصوتون على كل ما تقرره السعودية في الموضوع السوري خلاف مصالح قطر وتركيا في هذا الموضوع. ويقول المصدر المعارض أيضاً إن السيطرة السعودية هذه تواجه برفض قطري تركي وبتوجيه أميركي أيضاً وسوف تنعكس صراعاً دموياً على الأرض بدأت معالمه في كسب وسوف ينتقل إلى ريف دمشق وإلى شمال حلب.
أما أسماء أعضاء الهيئة التنفيذية فهي كما يلي:
حسان الهاشمي 88 صوتاً، عالية منصور 86 صوتاً، يحيى مكتبي 86 صوتاً، عبد الأحد اصطيفو 85 صوتاً، صلاح درويش 83 صوتاً، زياد الحسن 81، خالد الناصر 81، سالم المسلط 80، جمال الورد 80، نذير الحكيم 79، رياض الحسن 78، محمد خير بنكو 78، أنور بدر 73، أحمد جقال 73، نصر الحريري 69، أنس العبدة 67، هادي البحرة 66، محمد خير الوزير 65، أحمد رمضان 65، أحمد عاصي الجربا رئيساً.