قانصو: نقف بقوة وحزم في مواجهة الإرهاب وأيّ مشروع تقسيمي ولا إنقاذ لبلادنا إلا بالمشروع القومي الوحدوي المشدود إلى آفاق النهضة والتجدّد والتطور والانفتاح
عقد مجلس العُمُد في الحزب السوري القومي الاجتماعي أول جلسة له بعد إصدار رئيس الحزب الوزير السابق علي قانصو مراسيم التعيين.
واستهلّ قانصو الجلسة بإعلان تشكيلة مجلس العُمُد الجديد كما يلي: وليد زيتوني نائباً لرئيس الحزب رئيساً لمجلس العمد، نزيه روحانا ناموساً لمجلس العمد، عاطف بزي عميداً للداخلية، باخوس وهبي عميداً للمالية، حسان صقر عميداً للخارجية، معتز رعدية عميداً للإذاعة، معن حمية عميداً للإعلام، ريشار رياشي عميداً للقضاء، فارس سعد عميداً للاقتصاد، زياد معلوف عميداً للدفاع، خليل خيرالله عميداً للثقافة والفنون الجميلة، بطرس سعادة عميداً للعمل والشؤون الاجتماعية، عبد الباسط عباس عميداً للتربية والشباب، إيلي خوام عميداً لشؤون عبر الحدود، ليلى حسان عميدة لشؤون البيئة، ربيع بنات عميداً للدراسات والتخطيط، إيلي معلوف عميداً للتنمية الإدارية، قيصر عبيد عميداً لشؤون سياسية يكلفه بها رئيس الحزب، وائل الحسنية عميداً لشؤون سياسية يكلفه بها رئيس الحزب، زهير فياض عميداً لشؤون ثقافية يكلفه بها رئيس الحزب، سعيد قزي عميداً من دون مصلحة لشؤون التنمية المحلية وإدارة الشؤون البلدية والانتخابية، فريد مرعي عميداً من دون مصلحة لمهام في الشام يكلفه بها رئيس الحزب، جورج جريج عميداً من دون مصلحة لشؤون الأساتذة الجامعيين.
وتحدث الرئيس قانصو واضعاً مجموعة من العناوين التوجيهية انطلاقاً من الأسس التي تحكم مهام مجلس العمد مجتمعاً ومهام كلّ عمدة على حدة، مشدّداً على ضرورة تنفيذ المهام بدقة متناهية، وفقاً لأحكام دستور الحزب، ومقتضيات المصلحة الحزبية، وترجمة لمقرّرات المؤتمر القومي العام وتوصياته.
وقال قانصو: إنّ مسيرة حزبنا، منذ التأسيس وحتى اليوم، تتخذ خطاً بيانياً واضحاً، من نقاط ارتكازه، نهج الصراع وخيار المقاومة، دفاعاً عن حقنا وأرضنا وشعبنا وصوناً لقضيتنا القومية. ونحن معنيون بأن ندفع باتجاه تزخيم مسيرة العمل الحزبي، ترجمة لعقيدتنا ومبادئنا، ومن أجل بلوغ الأهداف التي نناضل في سبيلها وتحقيقاً للغاية التي ننشدها.
الوضع اللبناني
وخلال الجلسة، أعلن قانصو موقف الحزب حيال الأحداث والتطورات المستجدة، فأدان بشدة الخروقات «الإسرائيلية» في منطقة شبعا، معتبراً أنّ هذه الخروقات ترمي إلى احتلال مساحات جديدة من الأرض اللبنانية تُضاف إلى تلك التي يحتلها العدو «الإسرائيلي»، وهي انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية وللقرارات الدولية، ما يملي على الحكومة تصعيد موقفها بهذا الخصوص وعلى المستويات كافة، بما في ذلك الضغط لاستصدار إدانة من مجلس الأمن الدولي.
وحيا قانصو وقفة أبناء المنطقة بمواجهة الخرق الصهيوني، مؤكداً أنّ هذا الموقف الشجاع، هو تعبير عن إرادة الصمود والمقاومة، وهو يستند إلى معادلة قوة لبنان المتمثلة بثالوث الجيش والشعب والمقاومة.
وحول الأزمة السياسية في لبنان، أبدى قانصو قلقه من استحكام الانسداد السياسي، مشدّداً على أنّ المصلحة الوطنية اللبنانية تتطلب دفعاً من كلّ القوى باتجاه الوصول إلى حلول تُخرج لبنان من هذه الأزمة السياسية المستفحلة. لأن ليس في مصلحة أيّ طرف، تعطيل الحلول وإيصال البلد إلى الطريق المسدود.
وقال قانصو: على كلّ الأفرقاء في لبنان أن يسلّموا بضرورة تطبيق نصوص الدستور التي تحدّد ثوابت لبنان وخياراته وعلاقاته، وترسم الاتجاه الإصلاحي فيه، ونحن نرى أنّ تطبيق الدستور يبدأ بإنجاز الاستحقاقات اللبنانية بدءاً من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، إلى قانون انتخابات على أساس الدائرة الواحدة واعتماد النسبية ومن خارج القيد الطائفي، وتالياً تنفيذ كلّ المندرجات الإصلاحية التي نصّ عليها دستور الطائف.
أضاف: لبنان سيبقى مأزوماً ما دام محكوماً بمنطق التحايل الطائفي والحصص الطائفية والقرصنة الطائفية، لذلك، على القوى اللبنانية التي تعطل مبادرات الحلّ السياسي للأزمة أن تختار بين أن تحكم بذهنية الاستئثار الطائفي، وهذا مسار تفتيتي لا يقيم دولة ولا يبني بلداً، وبين أن تحكم وطنياً وفق مسار ديمقراطي حرّ، يحدّده قانون انتخابات عادل يحقق صحة التمثيل وعدالته، وهذا هو المسار الصحيح لقيام دولة مدنية عادلة وقوية.
ودعا قانصو إلى الاحتكام للحوار وعدم إقفال النوافذ التي تحدث انفراجات في الوضع السياسي، محذّراً من أنّ تعطيل الحلول، سيؤدّي إلى مضاعفة معاناة الناس، والمعاناة تولّد الانفجار. وإننا سنتحمل مسؤولياتنا تجاه قضايا الناس وهمومهم ومعاناتهم الاقتصادية والاجتماعية والحياتية، وسنضغط باتجاه إيجاد الحلول اللازمة لهذه القضايا.
المسألة الفلسطينية
وفي المسألة الفلسطينية، أدان قانصو العدوانية «الإسرائيلية» التي تستهدف أبناء شعبنا في فلسطين، واعتبر أنّ التصعيد «الإسرائيلي» والغارات العدوانية على مناطق في قطاع غزة، والممارسات الوحشية يومياً بحقّ الفلسطينيين، تعبّر عن الطبيعة العدوانية العنصرية لكيان الاحتلال، ونرى أنّ هذا التصعيد الخطير من قبل العدو، يتمّ بفعل جرعات الدعم التي تلقتها «إسرائيل» من حلفائها ومن بعض العرب الذين بدأوا مرحلة التطبيع معها. لذلك، ندعو أبناء شعبنا في فلسطين إلى مزيد من الثبات والصمود، وإلى الوحدة، والالتفاف بقوة حول خيار المقاومة، لأنه الخيار الأصحّ والأنجع في تثبيت الحق القومي وتحقيق العودة والتحرير.
الشام والعراق وتركيا
وتحدث قانصو عن الأوضاع في الشام والعراق وعموم المنطقة، معتبراً أنّ الإرهاب الذي استُخدم من قبل «إسرائيل» وحلفائها لكسر إرادة المقاومة والصمود في الأمة، جرت رعايته من دول معروفة، فأصبح لديه فائض إجرام، ونراه اليوم يطال من رعاه وموّله وسلّحه واستقدم مجموعاته إلى الشام والعراق.
وإننا إذ ندين بشدّة الأعمال الإرهابية المتنقلة التي نفذتها خلاياه في أكثر من منطقة في العالم، نأسف للضحايا التي تسقط في أي مكان من العالم نتيجة الإرهاب، وندعو الحكومة التركية إلى أن تعيد النظر في مواقفها وتجفف مصادر تمويل المجموعات الإرهابية وتسليحها، وإقفال الحدود بوجهها وإلى أن تقف مع سورية والعراق في مواجهتهما للإرهاب.
وختم قانصو مؤكداً أنّ الحرب ضدّ الإرهاب مستمرة، حتى القضاء على هذه الآفة المصنّعة «إسرائيلياً»، كما أكد الحرص على وحدة كيانات الأمة، رافضاً أيّ شكل من أشكال التجزئة بعناوين طائفية ومذهبية وإثنية، ومشدّداً على أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي يقف بقوة وبحزم في مواجهة الإرهاب وأيّ مشروع تقسيمي لأن لا إنقاذ لبلادنا إلا بالمشروع القومي الوحدوي المشدود إلى آفاق النهضة والتجدّد والتطور والانفتاح.