تلفزيون لبنان
جرابلس السورية الحدوديّة مع تركيا، تحرّرت من «داعش» لتصبح تحت سيطرة قوات المعارضة.
بالطبع الخطوة هذه تمّت بدعم عسكري جوي وبري تركي، والعمليّة ستستمر أسبوعين لإقامة منطقة آمنة، وهي تهدف وفق ما قال أردوغان إلى ضرب «داعش» وحزب العمال الكردستاني.
وفي اليمن، خطوة مشابهة منتظرة شمالاً عند الحدود السعودية الجنوبيّة، وهو ما تبحثه اجتماعات وزاريّة خليجيّة أميركيّة وبريطانية اليوم وغداً أمس واليوم في جدة، وقبل قليل أعلن مسؤول أميركي أنّ وزير الخارجية جون كيري سيقدّم مقترحاً جديداً للسعودية لإنهاء الأزمة اليمنيّة واستئناف محادثات السلام.
وفي السعودية أيضاً، إحباط محاولة تفجير مسجد في القطيف، وإفشال تحضيرات لعمليّة إرهابيّة ضدّ مطعم مكتظ بالزبائن، والقوى الأمنيّة تُجري تحقيقات مع موقوفين.
نبقى في الخارج، لنشير إلى هجوم مسلح استهدف الجامعة الأميركيّة في العاصمة الأفغانية كابول.
محليّاً، وزير العدل أشرف ريفي طلب من النيابة العامّة التمييزيّة إجراء المقتضى القانوني في ملف جماعة «حماة الديار».
يبقى موضوع الساعة جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد في موعدها غداً اليوم ، بتأكيد من الرئيس تمام سلام وبمؤازرة من الرئيس نبيه برّي.
فالرئيس برّي تشاور مع الرئيس سلام في هذا الشأن على أن تكون الجلسة عادية الأبحاث.
«المنار»
ليست القضية عبور الأكراد لنهر الفرات كما يقول الأتراك، بل عبور المنطقة لضفة جديدة ترسو عليها الكثير من المعادلات والتجاذبات، هي التي أسمعت العالم أصوات الدبابات التركيّة وهي تجتاح مجدّداً الأرض السورية عند جرابلس، بعد أن اجتاح الحلم الكردي الهاجس التركي إلى حدّ الأرق، فمنعت تركيا المسلّحين الأكراد من هزم «داعش» في جرابلس، مستعيضة عنهم بفتات من تبقّى من «الجيش الحر»، واجهة لحفظ ماء الوجه.
أصوات المدافع التركيّة سمعها بوضوح نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي قدم إلى أنقرة لأول مرة بعد الانقلاب الفاشل على أردوغان، فهل يقدّم الورقة الكرديّة على مذبح العلاقة الملتهبة مع تركيا، فيجعل الأكراد جائزة ترضيّة أوليّة، قبل تسوية قضيّة فتح الله غولن التي باتت تشكّل عقدة لأردوغان؟
في لبنان، اختارت الحكومة نصف حلّ لعقدتها التي كادت أن تكلّف البلد الكثير، بعد أن رفضت حلّاً متوازناً قدّمه حزب الله لتأجيل جلسة الخميس إفساحاً بالمجال أمامَ الاتصالاتِ والمشاوراتِ بينَ مختلفِ المكوّناتِ لتلافي الالتباساتِ والمعوِّقات، كما جاء في بيان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد.
ومع الوفاء للتيار الوطني الحر، قرّر حلفاؤه حضور جلسة الغد اليوم ، رافعين صوته إلى داخل الجلسة الحكوميّة، محاولين فرملة أيّة قرارات استفزازيّة قد تأخذ البلاد إلى مراحل أكثر تعقيداً.
«أن بي أن»
جلسة مجلس الوزراء قائمة غداً اليوم ، لكن من دون أية قرارات مهمّة على أساس أن يهدينا الله جميعاً للجلسة المقبلة كما قال الرئيس نبيه برّي خلال اتصال رئيس الحكومة تمام سلام به اليوم أمس .
تلك المعادلة جاءت لتحييد الحكومة عن أزمة جديدة، وإبعاد البلد عن خضّة سياسيّة جديدة هو بغنى عنها الآن. الجلسة ميثاقيّة غداً اليوم ، لأنّ الحضور فيها يمثّل كل الطوائف، وبين دعوة إلى إرجاء الجلسة كما في مطالبة حزب الله لتفعيل المشاورات والاتصالات، ودعوة لعقد الجلسة التزاماً بالميثاقيّة والدستور، أتت مبادرة تأخير اتّخاذ أيّ قرار يتّسم بالأهميّة في هذه الجلسة كمخرَج.
التعطيل الحكومي لا يفيد، وخصوصاً أنّه سيترك تداعيات سلبيّة على يوميّات الناس، سيتوقّف عندها الصرف المالي، فهل يتحمّل البلد هذا التعطيل ونتائجه؟ وهل يتحمّل المعطّلون مسؤوليّة دفع البلد إلى المجهول؟
المواطنون توّاقون إلى حلول تُتيح لهم الخروج من مآزق بالجملة، فالمعاينة الميكانيكيّة باتت عقاباً جماعيّاً تتولّاه الشركات، فهي تخالف القانون والأصول وتفرض على الناس ما لا طاقة لهم عليه في هذه الظروف.
ولذلك أتت دعوة نقابات سائقي السيارات من عين التينة إلى الإضراب غداً اليوم ، سيكون بمثابة الخطوة الأولى تعقبها خطوات أشدّ في الأيام التي ستلي، ومن هنا تأتي الدعوة المسؤوليّة التي وجّهتها النقابات لعدم دفع الزيادات على المعاينة الميكانيكيّة.
في المنطقة مؤشّرات جديدة تُرسم مع دخول الأتراك مباشرة في الحرب السورية من بابي ضرب «داعش» وإجهاض المشروع الكردي في الشمال السوري، تقدّم الأتراك على الأرض باتجاه جرابلس وقسّموا مشروع الإقليم الكردي إلى نصفين بضوء أخضر أميركي روسي إيراني، كما بدا في كلام رئيس الوزراء التركي.
والأهم في مؤشّر زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تركيا، معطوفة على موقف أعاد فيه بايدن ترسيخ التحالف الاستراتيجي بين واشنطن وأنقرة، وقرّب المسافات التي تباعدت في الأشهر الماضية وتبخّرت بعد محاولة الانقلاب.
«او تي في»
سيذهب، ومعه 6 فاصلة 3 في المئة فقط من المسيحيين، تماماً كما ذهب غازي كنعان بضعفي هذا الرقم سنة 1992، ليحكم البلد غازياً مهيمناً محتلّاً، وكان صائب سلام يومها ضدّه ومع المقاطعين. يذهب تمام سلام غداً اليوم لترؤّس «حكومة المصلحة الوطنيّة»، متّكلاً مسيحيّاً وميثاقيّاً على وزراء الرئيس المزوِّر وجواز السفر المزوَّر، ومكان الولادة والشهادة الزور … ربما ليُفهمنا تمام بيك بأنّ كل شيء ممكن التزوير وقابلٌ للتزييف … الكرامة الوطنية، والإرادة الشعبية وحتى المقتضيات الميثاقية. سيجلس تمام سلام غداً اليوم إلى طاولة مجلس الوزراء من دون أن يضع يديه عليها، ومن دون أن تلمس أصابعه ورقة من أوراقها … لا لشيء، إلّا لأنّ يديه ستكونان منهمكتين بصمّ أذنيه عن صوت الميثاق، وعصب عينيه عن واجب الدستور، وإطباق فمه عن قول الحق. غداً اليوم ، 25 آب 2016، سجّلوا هذا التاريخ… غداً اليوم ، للمرة الأولى في تاريخ لبنان، تلتئم حكومة الستة في المئة من المسيحيّين. احفظوا هذا التاريخ جيداً، فهو لن يتكرّر، ولن يمر مرور الكرام … أو اللئام. كيف تكون حكومة الستة في المئة من المسيحيّين؟ إليكم الجواب وجردة الحساب.
«ام تي في»
تدخل الدولة بدءا من الخميس في مرحلة جديدة من مراحل التفكّك، فالتيار الوطني الحر، وإن سعى البعض إلى التقليل من قيمة غيابه عن جلسة مجلس الوزراء، فلا أحد يستطيع أن يقلّل من وقع ضربة تغيّبه عن جلسة الحكومة المتهالكة، والدليل المساعي القائمة لامتصاص الصدمة حفاظاً عليه، وهي سلكت خطّين الأول: تاجيل الجلسة لمزيد من الاتصالات وهي لم تنجح، والثاني: نزع كل الملفات التي تحتاج روحاً ميثاقيّة لإمرارها من الجلسة، وهو الحل الذي بدا أكثر قبولاً.
ممّا تقدّم، يمكن تصوّر مشهد مجلس الوزراء مع بعض علامات الاستفهام حول وقع مشاركة حزب الله على التحالف مع عون حول ميثاقيّة الجلسات من دون مكوّنين مسيحيّين رئيسيّين، وهذا ما سيثيره الوزير ميشال فرعون الذي سيحذّر من مخاطر السقوط في فخّ تصريف الاعمال.
في الانتظار، شرع إقفال مكبّ برج حمود الباب أمام ربيع باكر للنفايات سيعود يظهر في الشوارع في بلد يعاني خريفاً أخلاقيّاً وسياسيّاً مزمناً.
إقليميّاً، تركيا في سورية وهدفها الأكراد ومن ثمّ «داعش».
«الجديد»
أردوغان في عرين الأسد، الأتراك قادة حرب، الأتراك بوّابة حلول بضربة انقلاب أميركيّة وبتحريك مشروع الدولة الكرديّة. صحا رجب طيب أردوغان على متغيّر جديد تلاقت مصالحه مع إيران، وانسجمت تطلّعاته وتطلعات بوتين وشارك العراق في القلق، فوجد نفسه في عرين الأسد. قرأت واشنطن هذه الوقائع، فسجّلت أسرع انعطافة في التاريخ تغلّبت فيها على « تكويعة وليد جنبلاط «، وأرسلت المدقّق اللغوي جون بايدن إلى أنقرة ووافاه جون كيري إلى الخليج، بعدما شعرت بأنّ تركيا وضعت يدها بيد حلف روسي إيراني سوري عراقي.
السرعة الأميركيّة تُرجمت غارات مشتركة تركية دولية فوق مناطق «داعش»، قبل أن تقرّر أنقرة دخول جرابلس برّاً والتوغّل في الأراضي السورية للقضاء على التنظيم الإرهابي، وفي طريقها تقضي على الأكراد. لم تكن المهمّة صعبة على تركيا، فالأرض أرضها عمليّاً، والمسلّحون صنيعة يديها، والجيش الذي تحارب به الإرهاب اليوم الآن هو الذي درّبته على الإرهاب بالأمس. هم أنفسهم رفعوا رايات لواء الزنكي وفيلق الشام والجيش الحر ثمّ بدّلوا الرايات، وتتحدّث معلومات الميدان عن أنّ عناصر «داعش» سلّمت مدينة جرابلس إلى الأتراك وتسلّلت إلى الداخل التركي في أغرب قتال منذ بدء الحرب السورية. كانت المهمة سهلة على الجيش التركي، لأنّه لن يضيّع الهدف، فمراكز «داعش» يغيبها عن ظهر حرب، والمستهدفون الافتراضيون هم أبناء الدولة الذين تربّوا على النعيم التركي، أمّا المهاجمون الجدد فهم خبرة خمس سنوات بالتدريب وعلى جهوزيّة تامّة للقتال. أمام هذا الانقلاب تخلّت أميركا بسرعة قياسيّة عن حلفائها الأكراد الذين أهدتْهم مدناً ومساحات بينها منبج، لوضع أول مداميك الدويلة. روسيا حتى الساعة اعتراضها خجول، وسورية صوتها أقل حدّة من ذي قبل، وسط ترجيحات أن يتوّج الإيراني مساعيه للتقريب بين أردوغان والأسد.
مساعي التقريب محليّاً أسّست لجلسة حكوميّة غداً اليوم ، خالية من الدسم. وزراء اللقاء التشاوري أمّنوا الميثاقية المسيحيّة، حزب الله ساند عون، والرئيس نبيه برّي تشاور وسلام هاتفيّاً واتّفقا على استبعاد البنود المهمّة والإبقاء على الاجتماع بهيكل عظمي، وبذلك أُنقذت الجلسة من تيار جارف وستنعقد بلا هدف سوى توجيه رسالة إلى ميشال عون بأنّنا نستطيع الاجتماع من دونك. وجلسة الغد اليوم ستواجه أوسخ البنود من خارج جدول الأعمال، وسيظهر لها من على متن مطمر مع التظاهرة إلى برج حمود، لكنّها ستجد بين صفوفها شبّيح النفايات أكرم شهيّب الذي يخيّر الناس بين الطمر «بالزبالة» والمطامر، فهو وزير يعمل لمصلحة أخطبوط من أيادٍ خمس، وينصح حزب الكتائب بألّا يسمح لقوى التعطيل بالتسلّل، فمن هي قوى التعطيل؟ وكيف يدّعي جهوزيّة اللامركزية في النفايات ويترك بيروت على رائحتها، فيما بلديّتها تمتلك مليار دولار في خزينتها ولا تستطيع أن تعالج نفايات المدينة؟ بداية الحل تكمن في رفع يد شهيّب عن الملف، وإعطاء البلديات أموالها لتتدبّر كل واحدة أمر نفاياتها، وإلّا فسوف تحتفل العام المقبل بمرور سنتين على جبال مكدّسة.
«ال بي سي»
طالما لم يصدر عن رئاسة الحكومة إعلان بتأجيل جلسة مجلس الوزراء، فإنّ الجلسة قائمة في موعدها غداً اليوم ، فغياب جهة وازنة فيها لا يضرب ميثاقيّتها، ولا سيّما أنّ الطوائف في هيئات الحكم ممثّلة على الطاولة والنّصاب مؤمن وحلفاء التيار الوطني الحر حاضرون. صوت التيار الوطني الحر وصل وفهم في السراي، وسيترجَم بعدم طرح أي مواضيع خلافيّة في الجلسة في انتظار عودة الأمور إلى نصابها بهدوء، هدوء يفرضه غياب نيّة معظم القوى السياسية بفرط حكومة التوافق السياسي على الأقل راهناً.
هذه معطيات من سيحضر الجلسة غداً اليوم ، أمّا الغائبون فحساباتهم مختلفة، فمشوار التحدّي الذي سينطلق مع عقد الجلسة في بداياته، والعودة إلى الحقبة الممتدّة بين الأعوام تسعين و2005 مستحيلة.. كذلك مخالفة القوانين، كما أنّ خسارة الميثاقيّة لن تمرّر وستطال النظام القائم برمّته.
بناءً عليه، هل سيبقى الاعتراض مجرّد صوت لا يخدش آذان متلقّيه؟ أم أنّ حديث بكركي عن أنّ أحداً في لبنان لا يستطيع أن يكبر بتصغير الآخر سيفعل فعله؟ وكيف سيردّ حليف التيار الوطني الحر، أي حزب الله، وحليف الحليف، أي حركة أمل، على سؤال مناصري التيار عن الخيم التي نُصبت أشهراً في الساحات احتجاجاً على ما اعتبروه إسقاطاً للميثاقيّة في حكومة الرئيس السنيورة؟ وهل ستصل الأمور إلى صِدام أم سيتفهّم التيار الوطني الحر على الأقل موقف الحليف؟
هذا كلّه، ومعالم التقارب الدولي في سورية اتّضحت اليوم مع سيطرة مقاتلين سوريّين ممّا يُعرفوا بالمعارضة المعتدلة على جرابلس، مدعومين من تركيا.