اضطراب النوم و علاقته بالسكتة الدماغية والشلل
تعد اضطرابات النوم من الحالات الشائعة التي تؤثر سلباً على صحة الإنسان، ورغم أنَّ أسبابها لم تحدد بشكل دقيق حتى الآن، إلا أنها قد تسبب خطراً صحياً كبيراً.
يعتقد كثيرون أنَّ أسباب اضطرابات النوم تعود لأمراض نفسية، فيما تُشير دراسات إلى أنَّ منشأها عضوَّي وله مضاعفات عضوَّية. وفيما تبحث بعض الدراسات عن الأسباب الحقيقية لاضطرابات النوم، وجد باحثون أنَّ هذه الاضطرابات قد تزيد خطر الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية والعضوية.
ووجدت دراسات سابقة أنَّ هناك علاقة بين اضطرابات النوم واحتمال الإصابة بالسكتة الدماغية، ما جعل الباحثين يقومون بإجراء تحليل لـ29 دراسة مختلفة، كانت قد قيمت كيفية ارتباط اضطرابات النوم بالسكتة الدماغية والشفاء منها، من أجل فهم العلاقة بين اضطرابات النوم والإصابة بالجلطة الدماغية فهماً جيداً.
شارك في التحليل 2343 شخصاً كانوا قد أصيبوا بأحد الأشكال التالية من السكتات الدماغية:
-السكتة الدماغية الإقفارية، والتي تحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى الدماغ
-السكتة الدماغية النزفية، والتي تحدث عند النزف من شريان دماغي أو عند تمزقه
-النوبة الإقفارية العابرة، المعروفة أيضاً بالسكتة الدماغية الخفيفة، والتي تحدث نتيجة لانقطاع تدفق الدم عن الدماغ لمدة تقل عن الخمس دقائق.
وتوَّصل الباحثون إلى أنَّ 72 من المصابين بالسكتة الدماغية الاقفارية و 63 من المصابين بالسكتة الدماغية النزفية و 38 من المصابين بالنوبة الاقفارية العابرة كانوا يعانون من اضطراب في النوم متعلق بالتنفس، أي بتقطع التنفس في أثناء النوم.
كما وجد الباحثون أنَّ العديد من المصابين بالسكتات الدماغية كانوا مصابين أصلاً بمثل هذه الاضطرابات، مما يشير إلى أنَّ اضطرابات النوم تزيد من احتمال الإصابة بالسكتات الدماغية.
وخلص الباحثون من خلال هذه النتائج إلى أنَّ اضطرابات النوم المتعلقة بالتنفس تزيد من احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية. كما أنها قد تفضي إن لم تعالج إلى إعاقة لا شفاء منها.
وأوضحت بعض الدلائل الأخرى أنَّ اضطرابات النوم والاستيقاظ، منها الأرق وفرط النوم المستمر، تزيد أيضاً من احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية وتؤذي عملية الشفاء، غير أن الدلائل على ذلك لم تكن بقوة تلك المتعلقة باضطرابات النوم المتعلقة بالتنفس.