تقرير
أفادت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية بأن موسكو قد تصبح ساحة لقمّة فلسطينية ـ «إسرائيلية»، مشيرة إلى فشل محاولات الدبلوماسيين الغربيين في إجلاس عباس ونتنياهو إلى طاولة الحوار.
وجاء في المقال: قد تنعقد في موسكو قمة فلسطينية ـ «إسرائيلية» يحضرها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس وزراء «إسرائيل» بنيامين نتنياهو. وذلك بعد فشل جهود الدبلوماسيين الغربيين في تنظيم مثل هذه القمة. غير أن تدخل مصر، التي تتحول إلى صانعة السلام الرئيسة في الشرق الأوسط، لعب دوراً كبيراً في تنظيم هذه القمة.
فقد أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تصريحات أدلى بها إلى صحف «الأهرام» و«الجمهورية» و«الأخبار» المصرية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعدّ لاستقبال الزعيمين وتنظيم لقاء مباشر بينهما.
وأضاف السيسي أن القاهرة تعتقد أن «إسرائيل» تميل أكثر نحو ضرورة إحلال السلام مع الفلسطينيين، وهذا مؤشر ايجابي يساعد في تحريك المسألة من نقطة الصفر، حيث ستصبح عملية السلام مفتاحاً لاستقرار المنطقة، ولكن نجاح هذه العملية غير ممكن من دون المصالحة بين «فتح» و«حماس».
وتشير صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» العبرية إلى أن تصريحات السيسي نشرت بعد المحادثات التي أجراها وفد «إسرائيلي» مع المسؤولين المصريين، في شأن التكهنات عن محاولات مصرية لاستئناف المفاوضات الفلسطينية «الإسرائيلية» التي وصلت إلى طريق مسدود.
وتجدر الإشارة إلى أن مصر هي الوسيط الدبلوماسي الرئيس في الشرق الأوسط. وهي أوّل بلد عربي وقّع على اتفاقية السلام مع «إسرائيل» عام 1979، وأن وزير الخارجية المصري سامح شكري هو أول وزير عربي يزور «إسرائيل» منذ عام 2007.
أما الصحيفتان «الإسرائيليتان» «هاآرتس» و«جيروزاليم بوست»، فتشيران إلى أن المسؤولين الغربيين حاولوا تنظيم لقاء بين عباس ونتنياهو ولكنهم فشلوا لأن عباس رفض بحضور زعماء عرب وغربيين رفضاً قاطعاً لقاء نتنياهو، بحسب «إسرائيل ناشيونال نيوز» . كما لم تكن لدى الزعيم الفلسطيني في البداية رغبة بالمشاركة في قمة إقليمية أو عالمية للسلام في القاهرة، ولكنه في الأسبوع الماضي أعلن عن استعداده للمشاركة فيها مقترحاً إجراء مشاورات مع فرنسا وروسيا وسويسرا. بيد أنه لم يحصل على دعم «إسرائيل».
والسبب مرتبط بطلبه من القاهرة الضغط على «إسرائيل» لتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية، والإفراج عن الفلسطينيين المعتقلين قبيل انطلاق هذه المشاورات.
من جانبه، أكد دبلوماسي «إسرائيلي»، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن نتنياهو مستعدّ للقاء عباس في أيّ وقت وأيّ مكان، ولكن من دون شروط مسبقة.
أما الخبراء فينظرون إلى تصريحات السيسي بحذر. فقد أشار مدير البرامج الخاصة بالعلاقات الفلسطينية ـ «الإسرائيلية» في «المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن الوطني» شلومو بروم، إلى عدم الحصول على تأكيد من مصادر أخرى في شأن لقاء قريب بين نتنياهو وعباس في موسكو. لذلك فالأمر مشكوك فيه. وقد سبق أن أجريت محاولات لتنظيم لقاء عباس ونتنياهو. وكان عباس يعلن عن استعداده للقاء نتنياهو إذا سبقه لقاء موظفين من الجانبين لتحديد نقاط البحث خلال لقاءه نتنياهو. وبحسب معلوماتي، فقد رفض نتنياهو هذه اللقاءات.
هذا، ولم يعرف حتى الآن موعد لقاء موسكو. لكن نتنياهو ينوي إلقاء خطاب في الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة التي ستعقد في النصف الثاني من أيلول المقبل. واستناداً إلى ذلك، قد ينظّم اللقاء بعد عودة نتنياهو بعد رحلته الأميركية.