العبيدي بعد سحب ثقة البرلمان منه: أرباب الفساد أقوى مني.. وقد انتصروا
صوَّت مجلس النواب العراقي بأغلبية الأصوات أمس، لصالح سحب الثقة من وزير الدفاع خالد العبيدي بعد سلسلة اتهامات بملفات فساد قدمها ضده نواب.
جاء ذلك خلال جلسة عقدها المجلس للتصويت على قانون العفو العام، وكذلك للتصويت على سحب الثقة من وزير الدفاع، بالإضافة إلى استجواب وزير المالية هوشيار زيباري.
وجرَّت عملية اقتراع سري على الورق، صوَّت خلالها 142 نائباً مع سحب الثقة مقابل 102 نائب ضد الإقالة، بحسب مصادر برلمانية.
وفي رسالة له على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، ردَّ وزير الدفاع على قرار البرلمان من سحب الثقة قائلاً «أخيراً.. انتصر من أوصل العراق إلى ما وصل إليه الآن، فليعذرني الشعب والجيش، فقد حاولت أن أحارب الفساد بالممكنات، لكن يبدو إنَّ أربابه أقوى وصوتهم أعلى وفعلهم أمضى..مع ذلك سأبقى كما قلت جندياً من بين جنود شعب العراق الغيارى الساعين لحرب الفساد والمفسدين» على حد تعبيره.
من جهته، أفاد المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، أنَّ الرئيس الجبوري قرَّر عدم ترأس الجلسة خلال طرح فقرة سحب الثقة عن العبيدي.
وقد استجوب البرلمان العراقي مطلع الشهر الجاري وزير الدفاع خالد العبيدي، الذي رفض من جهته اتهامات وجهت له تتعلق بالفساد، وقال إنه تعرض لضغوط من أجل تمرير عقود «لا تخلو من فساد» مارسها عليه رئيس مجلس النواب البرلمان سليم الجبوري.
وطلب الجبوري عقب هذه التهمة رفع الحصانة البرلمانية عن نفسه، وسلم نفسه للجهات القضائية وخضع لتحقيق قضائي خلص بشكل سريع للغاية إلى عدم وجود أدلة على تورط رئيس البرلمان في أي قضايا فساد، وتقرر الإفراج عنه وغلق القضية.
على صعيد آخر، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أنَّ تحرير ناحيَّة القيارة تعتبر خطوة مهمة نحو استعادة الموصل من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي.
وفي بيان نشره المكتب الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء، قال العبادي: «وبهذا الإنجاز والنصر الباهر، أتقدم بالتهنئة لأبناء شعبنا العراقي الكريم بتحرير ناحية القيارة الاستراتيجية والمناطق المحيطة بها، والذي يأتي بعد تحرير قاعدة القيارة العسكرية، الأمر الذي يعني تقريب المسافة نحو الهدف الكبير المتمثل باستعادة مدينة الموصل ومحافظة نينوى بشكل عام، وإنقاذ أهلها من جور وظلم العصابات الظلامية المجرمة وإعادتها إلى حضن الوطن».
وفي السياق، أعلن رئيس مجلس ناحية القيارة في محافظ نينوى صالح الجبوري، أنَّ القوات الأمنية سيطرت بشكل كامل على ناحية القيارة جنوبي المحافظة.
يشار إلى أنَّ قوات مشتركة بدأت، الثلاثاء الماضي، بعملية اقتحام مركز ناحية القيارة جنوبي محافظة نينوى.
ميدانياً، انطلقت العمليات الأمنية لتأمين جزيرة الخالدية شرق الرمادي من «داعش»، لأهميتها كنقطة رابطة بين الفلوجة والرمادي وكمنطقة خزان بشري للتنظيم، كما أنّها مطلة على الطريق الدولي الرابط بين بغداد والرمادي. منحت طبيعتها الجغرافية إمكانية تهديد المنجز الأمني المتمثل بتحرير الفلوجة وعامرية الفلوجة من قبل تنظيم «داعش».
وقد انطلقت العمليات العسكرية لتحرير جزيرة الخالدية من «داعش» بالاعتماد على الجيش والشرطة الاتحادية وإسناداً من قبل الحشد العشائري. لكن عقدا أمنية في البو بالي والبو كنعان والزوية استدعت حضور الحشد الشعبي لتأخر العمليات وتخوّفاً من ارتداد العمليات عكسياً بالتفاف «داعش»، كأسلوب يعتمده التنظيم في عملياته.
وبحسب الأمين العام لمنظمة بدر، هادي العامري، قُتل ما بين 600 إلى 700 عنصرٍ من «داعش» في معارك تطهير جزيرة الخالدية، واعتبر العامري أنها كانت المنطلق لسقوط مدن مهمة في الأنبار، مشيراً إلى أنّ «داعش» لم يشهد خسارة بين صفوفه كخسارته بمعارك تطهير جزيرة الخالدية.
إلى ذلك، قتل 13 شخصاً على الأقل وأصيب 24 آخرون بجروح، جراء سلسلة تفجيرات وحوادث إطلاق نار، في أنحاء مختلفة من العاصمة العراقية بغداد، حسب وكالة أسوشيتد برس.
ونقلت الوكالة عن الشرطة العراقية، أمس، أنَّ الانفجارات وقعت في شوارع تجارية مكتظة في شمال بغداد وجنوبها، ما أسفَّر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 17 آخرين. فيما أودى تفجير سيارتين ملغومتين في جنوب وشرق العاصمة بحياة شخصين آخرين وجرح 7 أشخاص.
كما لقي ستة أشخاص آخرون حتفهم، في ثلاثة حوادث إطلاق نار وقعت في عدد أحياء بغداد.
ولم تعلن أي جماعة تنشط في المنطقة حتى الآن مسؤوليتها عن هذه الحوادث.
من جهتها، أفادت وكالة شينخوا الصينية الرسمية بأنَّ ما لا يقل عن 18 من رجال الشرطة راحوا ضحية هجوم انتحاري مزدوج في العراق، دون أن تكشف عن تفاصيل.